اقتصاد

تراجع سعر اليورو يثير مخاوف في ألمانيا

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
برلين: يثير تراجع سعر اليورو الذي فقد 24% من قيمته بالنسبة للدولار خلال عام، مخاوف في المانيا التي تعتبر محرك الاقتصاد الاوروبي والمتمسكة بشكل جوهري بعملة موحدة قوية.&والمانيا التي بنت ازدهارها وعزتها في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية على متانة الدويتش مارك، ترى ان تراجع قيمة اليورو ناجم عن سياسات البنك المركزي الاوروبي الرامية الى تحريك النمو.&وتدنى سعر اليورو الخميس الى 1,07 دولار بالمقارنة مع اكثر من 1,30 دولار في اذار/مارس 2014.&وتخشى برلين المتمسكة بالاصلاحات الهيكلية لتعزيز القدرة التنافسية، ان تكون معدلات الفائدة القريبة من الصفر وعمليات ضخ السيولة بشكل مكثف التي ينتهجها البنك المركزي الاوروبي غير مفيدة لا بل مضرة للاستقرار المالي العالمي.&وتساءلت بيلد، اكثر الصحف الالمانية انتشارا، معلقة على اعلان البنك المركزي الاوروبي في نهاية كانون الثاني/يناير عن اعادة شراء ديون باكثر من ترليون يورو "هل ان مصرفيي البنك المركزي الاوروبي يعملون على تحطيم عملتنا؟"&&وهذه السياسة التي تعتبر نسخة حديثة لعمليات سك العملة والتي سرعت تدهور اليورو، اثارت كذلك انتقادات رئيس البنك المركزي الالماني ينس فيدمان.&ويؤدي تراجع سعر اليورو الى تدني اسعار الصادرات لدول منطقة اليورو ال19 وبينها المانيا، مع ترقب زيادة في الانتاج والوظائف. غير ان الامر لا يثير الارتياح في المانيا ولا حتى بين الشركات المصدرة.&وقال انتون بورنر رئيس اتحاد المصدرين في 10 اذار/مارس عارضا توقعاته للعام 2015 ان "اليورو الضعيف ليس نبأ سارا الا في الظاهر لبلد مصدر مثل المانيا".&واضاف ان "المانيا هي كذلك من كبرى الدول المستوردة في العالم. ولولا الاسعار المتدنية (حاليا) للمواد الاولية، لانعكس ضعف اليورو بشكل فادح على فاتورة وارداتنا".&واوضح كلاوس يورغن غيرن من معهد "اي اف دبليو" الاقتصادي في كييل ان حجة اعطاء دفع على المدى القريب للاقتصاد جراء عملة متدنية القيمة "ليس له الكثير من الوزن في المانيا حيث الوضع الاقتصادي قوي جدا. وظهرت منذ الان في سوق العمل صعوبات في ايجاد وظائف".&واوضح ان المانيا التي تسجل فائضا تجاريا قياسيا وتتعرض لضغوط &الاسرة الدولية من اجل تحقيق المزيد من التوازن في ميزانها التجاري، "لن تستفيد" من يورو ضعيف.&وهذا البلد مهيأ للتعايش مع عملة قوية بفعل اعتدال الاجور فيه وصناعته المتركزة في منتجات قلما تتاثر بتبدل الاسعار مثل السيارات الفاخرة والمعدات المتطورة.&كما ان الشعب الالماني الذي يتخوف كثيرا من التضخم، لا يرتاح لتراجع قيمة عملته الذي يؤدي الى ارتفاع سعر الوقود وبصورة عامة اسعار المنتجات المستوردة المسعرة بصورة عامة بالدولار.&وقال غيرن انه ان لم يكن تراجع &اليورو "اثار حتى الان الكثير من المناقشات فذلك لان اسعار النفط تراجعت في الوقت نفسه .. وما ان ترتفع من جديد حتى ترتفع اصوات بالتاكيد لتقول ان ضعف اليورو لا يناسب المانيا".&واضاف ان "الخبراء سيقولون انه امر يترتب تحمله لاننا في وحدة نقدية".&وتخشى المانيا ايضا ان تعتبر المساعدة الظرفية حجة تستخدمها الدول الاوروبية التي تشهد ازمة لعدم تطبيق الاصلاحات التي تتمسك بها برلين.&وقال وزير المالية فولفغانغ شويبله في 12 اذار/مارس ردا على سؤال عن تراجع اليورو ان البنك المركزي الاوروبي امام "تحد" يقضي بمواجهة الاوضاع المتباينة على المستوى الوطني بين الدول الاعضاء.&وحذر من ان "رئيس البنك المركزي الاوروبي يدعو باستمرار الحكومات الى تطبيق اصلاحات بنيوية وتعزيز القدرات التنافسية من اجل تحقيق نمو دائم وخصوصا سياسة مالية متينة"، وهي مطالب "لا يمكن استبدالها بسياسة البنك المركزي الاوروبي النقدية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف