اقتصاد

تفاعل كبير مع إعلان نشرته الشركة حول قساوة عمل المكاتب

مايكروسوفت ترسم صورة مخيفة لعالم عامل بلا توقف

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة عارمة من ردود الأفعال على إعلان نشرته شركة مايكرسوفت العملاقة، ترسم فيه صورة مرعبة لعالم بلا حياة، قائلة إن عمّال المكاتب يريدون أن تساعدهم التكنولوجيا على إنجاز أعمالهم في أي مكان وفي أي وقت، من ساعة شروق الشمس إلى غروبها.

عبد الاله مجيد: يجمع الإعلان بين نتائج استطلاع عن عادات عمال المكاتب ومعطيات تقرير عن الطرق التي يمكن أن يستخدمها عامل المكتب، بحيث يبقى منتجًا حتى خارج المكتب. وتقول مايكروسوفت إن الإجازة لم تعد للراحة والاستجمام وتجديد الطاقة للعودة إلى العمل، بعدما كشف الاستطلاع أن 47 في المئة من عمال المكاتب واصلوا العمل خلال الإجازة.

عناق الحاسوب
كما أقرّ 19 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع بأنهم كانوا يواصلون العمل حتى أثناء وجودهم في الحمّام جلوسًا على مقعد التواليت!. ومن يريد أن ينفّذ واجباته تجاه أطفاله والحفاظ على رأي المدير الإيجابي به، فإن الهواتف الذكية تجعل ذلك ممكنًا، حيث كشف 20 في المئة بأنهم استمروا في الاتصال بمكاتبهم ومدرائهم أثناء حضورهم فعاليات يشارك فيها أطفالهم.&

بينما أقرّ 27 في المئة من عمّال المكاتب بأنهم كانوا يواصلون العمل أثناء خروجهم مع العائلة لتناول العشاء في مطعم. وقال 44 في المئة إنهم يعملون أثناء مشاهدة التلفزيون.& بل يمكن الاستمرار في العمل حتى أثناء النوم. إذ قال 27 في المئة من المشمولين بالاستطلاع إنهم ينامون، وبيدهم الحاسوب اللوحي (التابلت)، أو يحضنونه وينامون، بدلًا من الشريك.

صفقة مع الموت
علقت صحيفة واشنطن بوست ساخرة بالقول إن ضيق الحيز المخصص لإعلان مايكروسوفت وحده، الذي حال دون إيراد نسبة الذين يُدفنون، ومعهم هواتفهم وكومبيوتراتهم اللوحية لمواصلة العمل من القبر.

لكن خبراء حذروا من أن نتائج الاستطلاع تبيّن نمط الحياة غير الصحي وغير المنتج أيضًا الذي يعيشه ملايين اليوم. واكتشفت دراسة أخيرة أن عددًا أكبر من أي وقت مضى يستعيض اليوم عن النوم بالعمل، وأن هذه المقايضة هي بمثابة صفقة مع الموت، نظرًا إلى المشاكل الصحية الكثيرة التي يسببها عدم النوم ساعات كافية أو النوم المضطرب.&وأظهرت الدراسة أن احتمالات الكذب أو الغشّ تكون أكبر بين الموظفين وعمال المكاتب المنهكين بسبب السهر ليلًا لإنجاز مهمات وظيفية.&

تجديد طاقة
وأظهرت الدراسة تلو الأخرى أن الموظفين والعمال، الذين يأخذون قسطًا كافيًا من الراحة، يكونون أعلى إنتاجية وأفضل أداء في إنجاز واجباتهم، وكذلك الذين يأخذون إجازات ويتركون عملهم وراءهم. فالمخ بحاجة إلى راحة، لن يحصل عليها، إذا استمر صاحبه في العمل أثناء الجلوس مع العائلة في مطعم للاسترخاء حول المائدة على ما يُفترض.&&

يصوّر إعلان مايكروسوفت العمل 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، 52 أسبوعًا في السنة، على أنه طريقة "للمساعدة على إيجاد توزان بين متطلبات العمل والحياة".& لكن كريستوفر أنغراهام المحلل السابق في معهد بروكنز ومركز بيو للأبحاث يلاحظ في صحيفة واشنطن بوست أن من يكتب تقاريره المالية وهو جالس على مقعد التواليت يحتاج تعديل توازنه بين الحياة والعمل بحياة أكثر وعمل أقل.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ابادة مسيحيي الشرق - ١
ابن الجبل -

كانت نزهة إليفتوس طفلة عندما اكتشفت مجموعة من الصور مخبأة في خزانة قديمة وباحت لها جدتها بالسر. بعض تلك الصور ظهر فيها شقيقاها المسيحيان اللذان هلكا في أعمال قتل جماعية وقعت في جنوب شرق تركيا خلال الحرب العالمية الأولى. وعلى مدى ما يقرب من 40 عاما حاولت إليفتوس كتمان سر جدتها ظريفة أنها ولدت هي أيضا أرمنية ومسيحية وليست كردية مسلمة مثل جيرانها في قرية أونبسيلر الواقعة في التلال الصخرية بمحافظة ديار بكر التركية. وقالت إليفتوس (48 عاما) التي ظهرت من وراء وشاح أبيض غطت به رأسها أن الشيب بدأ يغزو شعرها "لكنهم كانوا يعرفون. كانوا يهينوننا وينعتوننا بأننا كفار". والآن أصبحت إليفتوس على استعداد للحديث عن الأصول الأرمنية لأسرتها مع تغير الاتجاهات في المجتمع الكردي إذ تقول "الآن أصبح الأكراد أصدقاء للأرمن وأنا فخورة بانتمائي للطرفين".

ابادة مسيحيي الشرق - ٢
ابن الجبل -

وبعد مرور قرن من الزمان على مقتل شقيقي ظريفة ومئات الآلاف من الأرمن على أراضي تركيا العثمانية بدأت قصص مثل قصة إليفتوس تخرق جدار الصمت بين الأكرادالذين يشكلون 20 في المئة من سكان تركيا. ويساهم الأكراد في بناء الكنائس وترشيح بعض الأرمن في الانتخابات العامة والاعتذار عما ارتكبه أجدادهم الذين شاركوا في المذابح مقابل وعود بتملك عقارات تخص الأرمن في الدنيا وبدخول الجنة في الآخرة لقتلهم الكفار. ويعترف الأكراد بأن المذابح التي تحل هذا الأسبوع ذكرى مرور 100 عام على بدئها كانت عملا من أعمال الإبادة الجماعية على النقيض من بقية البلاد إذ يرفض أغلب الأتراك تأكيدات الأرمن أن 1.5 مليون أرمني قتلوا في موجة إبادة جماعية. ويعتبر أغلب الباحثين الغربيين ونحو 25 حكومة بأن الأحداث التي شهدها عام 1915 كانت إبادة جماعية لحضارة ازدهرت فيما أصبح تركيا الحديثة لأربعة آلاف عام.

ابادة مسيحيي الشرق - ٣
ابن الجبل -

وتجادل تركيا التي لا تربطها بأرمينيا علاقات ديبلوماسية بأن عددا مماثلا من المسلمين إن لم يكن أكثر قتلوا في الاضطرابات التي صاحبت حربا قضت على الإمبراطورية العثمانية. وبنيت الجمهورية التركية الحديثة على أنقاضها عام 1923. وتجدد النزاع هذا الشهر عندما وصف البابا فرنسيس المذابح بأنها إبادة جماعية ما دفع تركيا لاستدعاء سفير الفاتيكان واستدعاء سفيرها من الفاتيكان. ومن المنتظر أن تستخدم ألمانيا مصطلح الإبادة الجماعية يوم 24 ابريل نيسان وهو اليوم الذي بدأت فيه المذابح عام 1915. وأغضب ذلك الرئيس رجب طيب إردوغان وأشار ضمنا إلى أنه كان بوسعه أن يأمر "بترحيل" 100 ألف أرمني يعيشون الان في تركيا. واختيار الكلمات هنا له دلالته إذ أن أغلب الأرمن الذين سقطوا قتلى في تركيا العثمانية قتلوا خلال ترحيلهم إلى الصحراء السورية.

ابادة مسيحيي الشرق - ٤
ابن الجبل -

مع ذلك نجا البعض وغيروا أسماءهم وديانتهم وثقافتهم لإخفاء أصلهم. وقال تانر أكجام وهو خبير تركي في الإبادة الجماعية يندر أن يوجد مثله وأستاذ للتاريخ بجامعة كلارك في ماساتشوستس إن عددا يصل إلى 200 ألف أرمني اندمجوا في المجتمع للبقاء على قيد الحياة. وربما يصل عدد أحفادهم في تركيا الان إلى مليون أو أكثر رغم أن العدد غير معروف على وجه الدقة. وأغلب هؤلاء "الأرمن الذين أدخلوا في الإسلام" كانوا فتيات صغيرات السن اتخذهن أتراك زوجات ثانيات أو أطفالا يتامى مثل ظريفة التي كان عمرها 12 عاما في 1915. شاهدت ظريفة بنفسها اصطفاف مسلحين وإطلاقهم النار على سبعة من أقاربها قبل أن تفر إلى التلال حيث عثر عليها جد إليفتوس الذي كان جنديا. وعهد الجندي بظريفة إلى عائلة كردية وعندما عاد تزوجها بعد أن أصبحت مسلمة. وقالت إليفتوس: "لم تكن تريد أن تروي حكايتها. كانت لا تزال خائفة وتشعر بالعار. فقبلت يديها وتوسلت إليها أن تحكي لي." وقال الكردي عبد الله دميرباش رئيس بلدية منطقة سور القديمة في مدينة ديار بكر إن مثل هذه الشهادات تزيد من صعوبة إنكار التاريخ في جنوب شرق البلاد.

ابادة مسيحيي الشرق - ٥
ابن الجبل -

وكان ثلث سكان ديار بكر في وقت من الأوقات من الأرمن وأصبحت المدينة مركزا لأعمال القتل في الحرب العالمية الأولى. وقال دميرباش إن الأكراد بدأوا يعترفون بما لحق بالأرمن بعد الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين عندما تقاتل الجيش التركي والمتشددون الأكراد في المنطقة. وقتل في تلك الحرب نحو 40 ألفا معظمهم من الأكراد قبل إعلان وقف اطلاق النار عام 2012. وقال دميرباش وهو يقف خارج كنيسة سان جيراجوس التي يرجع تاريخها للقرن التاسع عشر وتم ترميمها عام 2011 بمساعدة من المدينة "لهذا السبب كان الشعور بالتأنيب. فلو لم نكن حمقى لما حدث ذلك لنا".

ابادة مسيحيي الشرق - ٦
ابن الجبل -

وكانت كنيسة سان جيراجوس أكبر كنائس الأرمن في الشرق الأوسط تخدم رعية يتضاءل عدد أفرادها شيئا فشيئا حتى رحل آخر قس عام 1985. والآن ظهر في ديار بكر 300 أو أكثر من نسل الناجين واعتنق عدد قليل منهم المسيحية. وخلال قداس في عيد القيامة بالكنيسة الواقعة في أزقة مدينة سور تناول 40 شخصا الأسرار المقدسة على يدي قس أرسلته البطريركية في اسطنبول. ويمثل ذلك جزءا من مصالحة أوسع نطاقا بين الأكراد والأرمن. فعلى النقيض من بقية مكونات البرلمان التركي يعترف حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد بأن المذابح كانت إبادة جماعية.

ابادة مسيحيي الشرق - ٧
ابن الجبل -

خفت حدة لهجة الحكومة تجاه الأرمن وفي العام الماضي نعى إردوغان من سقطوا قتلى. وللمرة الأولى سيشارك وزير من أعضاء الحكومة في القداس الذي يقام في الذكرى المئوية يوم الجمعة بالبطريركية الأرمنية التي وصفت ما حدث بالمصيبة الكبرى لكنها لم تستخدم مصطلح الإبادة الجماعية. ويعتقد الأتراك أن وصف المذابح بالإبادة الجماعية سيعني الاعتراف بكذبة تاريخية. ويقولون إنه لا يوجد دليل الى أن السلطات المركزية أمرت بالعنف وهي نقطة حاسمة لأن الرجال الذين أسسوا تركيا الحديثة خدموا الامبراطوية في السابق. وقال أكجام: "سيتعين علينا أن نقبل أن عددا كبيرا من آبائنا المؤسسين شاركوا في الإبادة الجماعية أو أثروا من السلب والنهب. ومن الصعب جدا على أي شعب أن يعلن أن أبطاله المحررين كانوا قتلة ولصوصا". وأضاف أن من العوامل الرادعة أيضا المخاوف من أن تطالب جماعات أخرى مثل الأشوريين واليونان بالاعتراف بأنها تعرضت لأعمال إبادة جماعية وكذلك مخاوف مما قد ينتج عن ذلك من المطالبة بتعويضات باهظة. وخلال الشهر الجاري رفع المحامي جيم سوفو أوغلو دعوى باسم أحد موكليه يطالب بالاطلاع على أرشيف الدولة للبحث عن ممتلكات في مدينة فان الشرقية التي قتل فيها أغلب أفراد عائلته عام 1915. وقال الموكل إنه علم من جده أن جذور الأسرة أرمنية وإنه تم الاستيلاء على ممتلكاتها في مدينة فان. واكتشف الموكل أن شقيقة جده التي هربت من فان عام 1915 جردت من الجنسية عام 1964 بعد وفاتها. ونجحت مساعيه في إعادة الجنسية لاسمها لكنه حرم من امكانية الاطلاع على وثائق يمكن أن تثبت وجود ممتلكات. وقال: "ماتت وحيدة في قبر للمساكين... ربما لا يعترفون أبدا بالإبادة الجماعية لكنهم لا يستطيعون إنكار وجود عائلتي. فأنا شاهد على ذلك".