الكونغرس سيطلق يدي اوباما بشأن حرية التبادل

&واشنطن: &يفترض ان ينهي الكونغرس الاميركي الاربعاء معركة مستمرة منذ اسابيع ويمنح الرئيس باراك اوباما المزيد من الصلاحيات للاسراع في ابرام اتفاقية تجارية ضخمة مع 11 دولة مطلة على المحيط الهادىء يعارضها اليسار الاميركي بقوة.&وعلى غير عادة يعتمد الرئيس الديمقراطي على الغالبية الجمهورية لتحقيق ما يمثل اولوية اقتصادية بالنسبة له قبل نهاية ولايته وهي انشاء منطقة لحرية التبادل على طرفي المحيط الهادىء تشمل الدول المشاطئة من الولايات المتحدة الى اليابان مرورا بتشيلي واستراليا، بغية فتح اسواق جديدة امام المصدرين الاميركيين.

لكن حزبه اعترض قلقا من تكرار اتفاقية التجارة الحرة لاميركا الشمالية "نافتا" التي تفاوض بشأنها الرئيس جورج بوش الاب ووقعها الرئيس بيل كلينتون مع المكسيك وكندا وكلفت بحسب الديمقراطيين مئات الاف الوظائف الاميركية بسبب منافسة اليد العاملة المكسيكية المنخفضة الكلفة. وقد نظم الفريق المؤيد للسياسة الحمائية المقاومة لدى الحلفاء التقليديين للديمقراطيين اي النقابات والمنظمات المدافعة عن البيئة والهيئات الاجتماعية والانسانية. وهم ينددون بالشراكة المقبلة عبر الهادىء بدافع انها ستفتح الطريق امام الاعتراض على السياسات العامة ومواءمة المعايير البيئية بما قد يعني خفض مستوياتها بين دول متباينة مثل الولايات المتحدة وفيتنام.&ونظام التحكيم المطروح لتسوية الخلافات بين الدول والشركات المتعددة الجنسيات يشكل احدى نقاط التعثر في المفاوضات بين واشنطن وبروكسل حول الاتفاقية المقبلة للشراكة في الاستثمار والتجارة عبر الاطلسي.&ومن المفترض ان يقر مجلس الشيوخ الاميركي ذو الغالبية الجمهورية الاربعاء في حوالى الساعة 21,30 بتوقيت غرينتش في قراءة اخيرة اقتراح قانون ينشىء آلية سريعة للتصديق على الاتفاقيات التجارية المقبلة التي تبرمها السلطة التنفيذية، علما بان مجلس النواب قد وافق عليها الاسبوع الماضي.&وهذه الالية التي سيعمل بها حتى 2012، ستوفر طريقا سريعا لمناقشة الكونغرس مثل هذه الاتفاقيات، ليس فقط بالنسبة لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادىء بل وايضا الاتفاقيات التي ستليها. وسيكون بامكان اعضاء الكونغرس الموافقة على اتفاقيات التبادل الحر او رفضها كما هي، لكن لن يكون بامكانهم تعديلها.&&ومثل هذا الاجراء المسرع امر اعتيادي اذ ان جميع الرؤساء الاميركيين حظيوا به منذ اربعين عاما، وسيسمح لباراك اوباما بان يضمن لشركائه بان الكونغرس لن يفسخه. ومن المتوقع ان يصوت ثلاثة ارباع الاعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ضد الالية لهذا السبب. &وقال السناتور الديمقراطي عن ولاية اوهايو شيرود براون "مع نافتا وعدونا ب200 الف وظيفة في خلال سنتين. شكرا الرئيس بوش 1 وشكرا الرئيس كلينتون، لقد خسرنا 680 الف وظيفة"، مشيرا الى دراسة لمعهد السياسة الاقتصادية وهو مركز ابحاث تقدمي.&كذلك يستشهد باراك اوباما وبعض الديمقراطيين المؤيدين لاتفاقية التجارة بنافتا لكن كمثال مضاد. فهم يشددون على انه مع الاجراء المسرع الجديد يحدد الكونغرس حوالى 150 هدفا للتفاوض، كما هو الامر بالنسبة للملكية الفكرية، ويحسن شفافية عملية غامضة للغاية. وسيتعين على الادارة نشر نص اتفاقية الشراكة عبر الهادىء على الانترنت خلال 60 يوما قبل تصويت الكونغرس.&وكما وعد بيل كلينتون في 1993 بان النافتا ستخلق "نظاما اقتصاديا عالميا جديدا"، يصر الرئيس اوباما على ان مع اتفاقية الشراكة عبر الهادىء ستكتب الولايات المتحدة وحلفاؤها قواعد التجارة العالمية للتصدي لنفوذ الصين.&والجدل حول حسنات التبادل الحر لن يتوقف مساء الاربعاء بل يتوقع ان يحتدم في الحملة الانتخابية الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 لاسيما لدى الفريق الديمقراطي.وتحت ضغط السناتور الديمقراطي برني ساندرز الذي يصف نفسه بانه اشتراكي والمعارض لاتفاقية الشراكة عبر الهادىء، انتهى المطاف بهيلاري كلينتون المرجح فوزها في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لخوض السباق الى البيت الابيض بالتلميح الاسبوع الماضي بانها كانت ستصوت ضد الاجراء المسرع. لكن بدون ان تفصح عن رأيها بشأن الشراكة عبرالهادىء التي دافعت عنها بقوة عندما كانت على رأس وزارة الخارجية.&والدول الاثنتا عشرة المعنية باتفاقية الشراكة عبر الهادىء هي استراليا، بروناي، كندا، تشيلي، الولايات المتحدة، اليابان، ماليزيا، المكسيك، نيوزيلندا، البيرو، سنغافورة وفيتنام.