اقتصاد

رغم إعلانه عن خطة إصلاح ورفع ضرائب تجارية

مخاوف من انهيار اقتصادي في بريطانيا على يد كوربن

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يسود الاعتقاد في بريطانيا أن البلاد مقبلة على أزمة اقتصادية، بعد تولي جيرمي كوربن قيادة حزب العمال، رغم إعلان الأخير عن خطة إصلاح اقتصادي ودعمه مشاريع البنى التحتية وتأميم السكك الحديدية ورفع الضرائب التجارية، إلا أن التخوف من نتائج خططه لا تزال قائمة.

إعداد شذى جرارعة: "عندما يسيطر المحافظون في حزب العمل البريطاني، يتم استبعاد الاخرين"، بهذه العبارة تحدثت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية عن الأزمة الإقتصادية التي ستمر بها بريطانيا، بسبب زعيم حزب العمال الجديد جيرمي كوربن. وذكرت الصحيفة بأن بنك انكلترا المركزي كان عرضة لمؤامرات المحافظين لعقود عديدة، حيث تم تأميمه في عام 1946، ووضع تحت حكم الإقتصاد المختلط "الكينزي"، بينما يراه الإشتراكيون غنيمة للرأسمالية لتغيير توجهات المحافظين.

استبعاد الآخرين
في تلك الفترة تخوّف الشعب من إيداع أموالهم في أيدي المحافظين مقابل الإنتخاب، خاصةً بعد كارثة التضخم الإقتصادي في فترة السبعينات، وبعد الإنتخابات العامة في عام 1997، قام غوردن براون، الذي كان رئيس حزب العمال في ذلك الوقت، بتحقيق استقلالية البنك، حيث كانت ضربة كبيرة ضد الإشتراكيين. ومرة واحدة تمت محاصرة التضخم الإقتصادي، وكان الشعب سعيدًا بما عُرف بحزب المحافظين الجديد.

تضيف الصحيفة "كانوا مخطئين، لأن الحزب جرّد البنك من كونه مؤسسة مالية، وساعد قرار المستشار على زيادة أسعار المنازل والإئتمان والأصول من دون أن يدرك الشعب ذلك، وأصبح قرار براون يمثل الرأسمالية الملونة بالديمقراطية الإجتماعية التي اعتنقها توني بلير".

وبحسب الصحيفة نفسها، وبعد مرور 18 عامًا على ذلك، يعيّن جيرمي كوربن، جون ماكدونيل كمستشاره، وهو اشتراكي من الدرجة الأولى، وهو أمر غير معتاد سيقلب المقاييس في بريطانيا. وتابعت الصحيفة بأن ماكدونيل في أسبوعه الأول في حزب العمال أقر إنهاء استقلالية البنك، ففي رأيه الإستقلالية تعني قرارات حكومة ديمقراطية يحل بدلًا منها رؤية سلطة أصحاب البنوك قصيرة النظر".

وتابعت تلغراف "كل ذلك يتلاءم مع خطة كوربن الإشتراكية والمتمثلة في إلغاء القيود على ميزانية الدولة في ما يعرف بالتسهيلات الكمية للناس ما سيدفع المحافظين لإجراء انتخابات مبكّرة. وتلك المخططات ستؤدي إلى تضخّم في الفوائد وهدر للأموال ما سيشوه سمعة الإقتصاد البريطاني وكالعادة سيكون الفقراء وأصحاب الدخل المحدود في مقدمة المدفع".

وصرّح ماكدونيل في بيان رسمي لصحيفة "Another World is Possible" ببغضه للرأسمالية، وبأنه كرّس حياته للنيو ماركسية ومكافحة النزعة الإستهلاكية. وقال إن التكنولوجيا والعلوم والموارد الإقتصادية تساعد على حل المشكلات الإنسانية، إذا كرّست لخدمة المجتمع، وليس للمصالح الشخصية بعيدًا عن مبدأ الربح والخسارة والدوافع لنظام السوق الحرة، ولكن تلك الموارد قد لا تكون موجودة، لأن بريطانيا تواجه مجاعات وكوارث أخرى، حتى وإن استطاع التحكم في نظام الضرائب والمال العام.

الاشتراكية تدمّر التمدن
وأضاف أن المحافظين يدّعون أن جميع الأحزاب والفئات تستفيد من العولمة، إلا أن الصورة الحقيقية على غرار ذلك، حيث ادّعى (ماكدونيل) بأن الفقراء هم ضحايا التجربة الإجتماعية الجشعة وعلاقة الحكومة الوطيدة بسلطة الشركات والأسواق، مع العلم بأن الرأسمالية أنقذت البلايين من الفقر، والاشتراكية تدمر التمدّن دائمًا.

وتقول الصحيفة معلقة على ذلك "يا لها من لفتة جيّدة من شخص سيصبح في أسوأ الأحوال مستشار بريطانيا التالي!". من جهتها تحدثت صحيفة الغارديان عن أن ماكدونيل يدعو إلى تقليص حجم قطاع الخدمات، والذي يهدف إلى إعادة توزيع الثروة.

وتقول التلغراف "يا لها من صدمة.. كيف أن تدمير لندن سيلحق الأذى بأصحاب المصانع، حيث إنهم لن يستطيعوا رفع مستوى الإقتصاد، بما أن معاملات الضرائب ستسيء الى المستخدمين، بمن فيهم المدخرون والمتقاعدون، بينما في الإقتصاد المفتوح يمكن للمدينة والمصانع أن تنجو".

ويقول الإشتراكيون إنهم يقفون دائمًا في صف الأقليات الخاسرة، ولكن ذلك لا يعني أن الباقين لن تُنتزع منهم السلطة، إذا سادت الإشتراكية، حيث ستُفرض عليهم ضرائب عالية وتأميمات ومصادرات وأجور عالية قد تدمر تحفيزهم الداخلي للعمل. كما إنّ نقابات العاملين ومن يودعون أموالهم لدى المحافظين سيخسرون أيضًا. إضافة الى ذلك، ستخسر التجارة الجوية كثيرًا، بسبب معارضة كوربن وماكونيل لتوسيع المطارات. وتختم الصحيفة "وجود كوربن في حزب العمل لا يشكل تهديدًا على الإقتصاد البريطاني فحسب، بل يشكل خطرا محدقا".

ترحيب وتحفظ
ورحبت غرف التجارة البريطانية بخطة كوربن لدعم الاستثمار في مجال البنية التحتية، كما أثنى عليه المعهد الملكي للمساحين القانونيين. إلا أن مدير معهد الإدارة قال إن "رغبة كوربن في تأميم السكك الحديدية ورفع الضرائب التجارية ستقوّض الاقتصاد البريطاني".

وصرح جيرمي بلاكبيرن، الذي يترأس المعهد الملكي للمساحين القانونيين في بريطانيا، وفق ما ذكره موقع "بي بيس ي"، إن "كوربن طرح بعض التحديات، كما تطرق إلى القضايا المبدئية حول حق شراء العقارت بغرض البيع".

وأضاف أن "كوربن أتاح الفرصة لسماع صوت الغاضبين من خصخصة قطاع السكك الحديدية". وتابع بلاكبيرن أن "هناك بلا أدنى شك، فرصة في أجندة كوربن في الاهتمام بالبنية التحتية، ونحن نتطلع الى الجلوس معه والحديث حول ذلك". وعلق المدير العام لغرف التجارة البريطانية جون لونغورث عن خطط كوربن قائلاً: "إن الشركات ستقدم على استثمار اموالها في مشاريع تتعلق بالبنية التحتية البريطانية".
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف