اقتصاد

البلدان ينفيان التحرك ضد الصين

الولايات المتحدة والهند تعززان شراكتهما

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: عززت الولايات المتحدة والهند اللتان تعتبران أنهما "أكبر ديموقراطيتين في العالم"، الثلاثاء الشراكة الدبلوماسية والاقتصادية بينهما لكنهما نفتا أي رغبة في العمل لمواجهة قوة الصين في آسيا.

إلا أن ظل بكين خيم على "الحوار الاستراتيجي والتجاري" بين الهند والولايات المتحدة الذي عقد في واشنطن وتزامن مع وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي سيلتقي الجمعة الرئيس الاميركي باراك أوباما.

وهذا المنتدى الوزاري الاميركي الهندي اقتصادي اولا. فقد اكد وزيرا التجارة الاميركية بيني بريتسكر والهندي نيرمالا سيثارامان مجددا انهما يسعيان الى رفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين الى "500 مليار دولار" اي اكبر بخمس مرات من مئة مليار حاليا، لتعادل بذلك حجم المبادلات بين الولايات المتحدة والصين.

وقالت بريتسكر لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الرئيس (أوباما) ورئيس الوزراء (الهندي ناريندرا مودي) حددا هدفا لنا". الا انها رفضت ان تحدد متى سيبلغ حجم المبادلات بين البلدين العملاقين 500 مليار دولار، واعترفت بان هذا الرهان "جرىء".

وعلى هامش اجتماعات وزيري التجارة، التقى وزيرا خارجية البلدين جون كيري ونظيرته الهندية سوشما سوارا. وقال كيري انهما بحثا في "مكافحة الارهاب والامن البحري في المحيط الهندي وفي بحر الصين الجنوبي والتحديات في جنوب آسيا ومنع الانتشار النووي والتغيرات المناخية".

&واشار الى "مستوى التعاون الكبير والمتزايد"، واصفا العلاقات بين الولايات المتحدة والهند بانها "نقطة مضيئة على الساحة الدولية واحدى اهم العلاقات الثنائية في العالم". ولم يغب عن كيري ايضا اعلان الهند "اكبر ديموقراطية في العالم" وتشكل مع الولايات المتحدة "اقدم ديموقراطيتين" على الكرة الارضية.

وعبرت سواراج التي يسعى بلدها منذ عقود لان يصبح قوة كبرى، عن ارتياحها "للاسس الاساسية لشراكتنا الاستراتيجية"، مشيرة الى "القيم المشتركة للديموقراطية وحرية التعبير ودولة القانون".

وفي مجال الامن، اكدت بريتسكر ان الهند اشترت من مجموعة بوينغ 37 مروحية عسكرية بقيمة 2,5 مليار دولار. وستقوم واشنطن ونيودلهي "بتسريع (...) تعاونهما ضد التهديد الارهابي" الذي تغيرت ابعاده منذ اعتداءات بومباي في 2008، على حد قول سواراج.

كما اعترفت وزيرة الخارجية الهندية بان "التغير المناخي من اكبر القضايا الملحة& في عصرنا" ووعدت "بتعاون وثيق" مع الولايات المتحدة تمهيدا لمؤتمر باريس الذي سيعقد في كانون الاول/ديسمبر.

إلا أن البلدين شددا على أنهما لا يناوران في مواجهة الصين. وقال كيري ردا على سؤال عن تقارب هندي اميركي لمواجهة نفوذ الصين في آسيا ان "هذه الاجتماعات لا علاقة لها بالصين. لم نذكر الصين" في اللقاءات.

ومع انه لم يذكر الصين فعلا، تحدث الوزير الاميركي عن بحر الصين الجنوبي الذي يشهد توترا كبيرا بين بكين وجاراتها الآسيويات. وقال ان الولايات المتحدة والهند "جددتا التزامهما المشترك بامن البحار والقانون الدولي والتسوية السلمية للخلافات في منطقة آسيا المحيط الهادىء والمحيط الهندي".

ورأت الخبيرة في مركز بروكينغز للابحاث تانفي مادان انها تعتقد ان طموحات الصين في آسيا هي التي تعطي لمحور الهند الولايات المتحدة شكله. وكتبت على تويتر "بدو الصين (سواء ذكرت) ضمنا او بشكل واضح، ما كانت العلاقات بين الهند والولايات المتحدة بالمستوى التي بلغته اليوم".

ولم تكن العلاقات بين الولايات المتحدة والهند جيدة دائما. فخلال الهند كانت مواقف نيودالهي وواشنطن حذرت حيال بعضهما بعدما مالت الهند العضو في حركة عدم الانحياز، للاتحاد السوفياتي وتحالفت الولايات المتحدة مع باكستان.

وكان الاميركيون من اوائل الذي فرضوا عقوبات على الهند للتجارب النووية العسكرية التي اجرتها في 1998. لكن البلدين حققا تقاربا واضحا في عهد الرئيس السابق جورج بوش (2001-2009)& وابرما اتفاقا نوويا مدنيا لم ينفذ حتى الآن.

ويصل رئيس الوزراء الهندي في نهاية الاسبوع الى الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك حيث يفترض ان يلتقي من جديد الرئيس أوباما الذي استقبله في نيودلهي في كانون الثاني/يناير الماضي.

وسيتوجه مودي بعد ذلك الى ولاية كاليفورنيا لزيارة الشركات العملاقة في سيليكون فالي مقر الصناعات التقنية، مثل غوغل وفيسبوك وسيسكو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف