قاعدة جوية اميركية في الفيليبين تتحول الى منطقة تجارية حرة
إنشاء أكبر معمل لتجديد السيارات الكلاسيكية في العالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أنشأ رجل الأعمال الاسترالي جيم بيرنز معملاً لتجديد السيارات الكلاسيكية التي جمعها منذ ٤٠ عامًا، وكان بيريز قد باع إحدى شركاته بسعر 100 مليون دولار قبل ست سنوات، وبدأ يستثمر في سوق السيارات الكلاسيكية.
لندن: أين تجد أكثر من 200 شخص يعملون في مجمع ضخم ذي قاعات واسعة لتجديد سيارات قديمة مثل جاغوار ورولز رويس ومرسيدس؟
المفاجأة ان مثل هذا المجمع ليس في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو استراليا أو أي دولة صناعية اوروبية بل في الفيليبين على ارض قاعدة جوية اميركية سابقة اصبحت منطقة تجارية حرة.
صاحب فكرة انشاء معمل لتجديد السيارات الكلاسيكية هو رجل الأعمال الاسترالي جيم بيرنز الذي ترجم الفكرة الى واقع قبل ست سنوات.
واختار بيرنز منطقة عمالها ماهرون ومتفانون في عملهم لكن اجورهم قليلة لا تقارن بالأجور في المراكز الرئيسية لهواة السيارات الكلاسيكية في العالم. وكان هذا يعني ان بيرنز يستطيع ان يجدد مجموعته من السيارات الكلاسيكية القديمة بكلفة زهيدة.
قال بيرنز ان وظيفته الأولى كانت في صناعة السيارات عام 1976 وان رائحة الزيت تسري في عروقه منذ 40 عاماً.
واشار بيرنز الى ان هواة جمع السيارات "مدمنون" يجدون متعة في "صوت السيارة والاحساس الذي ينتابهم خلال قيادتها والريح تلعب بشعرهم". واضاف انه يعشق السيارات التي كانت انجازاً هندسياُ ريادياً في زمنها مثل جاغوار موديل إي والموديلات الأولى من بورش ورولز رويس مشددا على اهمية الحفاظ عليها.
وتابع بيرنز قائلا انه يجمع السيارات الكلاسيكية منذ 40 عاماً ولكنه قبل ست سنوات باع شركة بسعر 100 مليون دولار وبدأ يستثمر في سوق السيارات الكلاسيكية بشرائها من بلد عملته منخفضة، وإذا كانت العملة قوية في بلد آخر فانه يبيعها هناك.
وأوضح رجل الاعمال الاسترالي ان تجديد سيارة كلاسيكية سعرها 25 الف جنيه استرليني كان يكلف قبل خمس سنوات 225 الف جنيه استرليني بسبب ارتفاع مستوى الاجور التي تصل في هذا الاختصاص الى 100 جنيه استرليني في الساعة سواء في بريطانيا أو غالبية البلدان الاوروبية الأخرى. ولكنه بعد ان انفق على تجديد السيارة 225 الف جنيه لن يستطيع بيعها بأكثر من 125 الفاً.
من الفشل الى الربح
لهذه الأسباب وقع اختيار بيرنز على منطقة كلارك الحرة في الفيليبين حيث يستطيع استيراد السيارات الكلاسيكية وتجديدها وتصديرها دون ان يدفع أي ضرائب. واضاف ان الاقتصاد الفيليبيني والاعفاءات الضريبية تتيح له ان يحول "مشاريع فاشلة تجارياُ الى مشاريع مربحة جدا".
بدأ بيرنز شركته لتجديد السيارات الكلاسيكية بـ 35 سيارة ثم نما الى 400 سيارة في غضون عامين. ولمواكبة حجم العمل اخذ بيرنز يسرق الأيدي العاملة من شركات اخرى متخصصة بتجديد السيارات الكلاسيكية.
وقال بيرنز ان عماله يعيدون سيارات قديمة الى الطريق لولا تجديدهم لها لفُقدت الى الأبد.
أراد بيرنز ان تبقى شركته "بي أم تي" بعيدة عن الانظار الى ان تتمكن من انتاج سيارات ذات نوعية عالية عالمياُ ولهذا السبب قرر ألا يتعامل مع زبائن من الخارج لمدة اربع سنوات مركزا على مخزونه من السيارات القديمة فقط. وحين بدأ يتعامل مع الخارج فانه لا يتعامل "مع أي احد بل فقط مقتني السيارات الكلاسيكية الكبار الذين نستطيع ان نثق بحكمهم"، على حد تعبيره.
ومن بين هؤلاء المقتنين اشترى احدهم مؤخرا سيارة جاغوار هي الثانية فقط التي صُممت للسير على اليمين بخلاف نظام السير على اليسار في بريطانيا وهي من طراز اكس كي 120. وبحلول نهاية هذا العام سيكون 50 في المئة من عمل شركة بي أم تي لتجديد سيارات كلاسيكية يملكها زبائن من الخارج.
للعرض فقط
وأوضح بيرنز ان لدى شركته معامل في بولندا تصنع الكثير من المكونات الجديدة. كما أعادت الشركة انتاج منظومة دنلوب لكابح سيارة جاغوار ـ دي الكلاسيكية، ويولي بيرنز اهتماماً بالسوق الصينية، حيث يوجد اقبال على سيارات كلاسيكية من طراز جاغوار ـ إي واستون وبنتلي كونتننتال.
ولكن السيارات الأقدم مثل رولز رويس غوستس وبنتلي سعة 4.5 لتر لا تكون للاستخدام بل للعرض فقط، ينظر بيرنز الى قاعة كبيرة مليئة بالسيارات العتيقة التي لا يمكن تخيل حجم العمل المطلوب لتجديد ربعها. ولكن عماله انجزوا تجديد العديد منها ستعود الى الطريق وينتظر استقبال المزيد في طريقها الى مجمعه في الفيليبين.
رئيس الشركة التنفيذي جيسون ليمبرغ الذي انتقل اليها بعدما كان مدير قسم لتجديد السيارات الكلاسيكية في كاليفورنيا حيث فاز مرتين بجائزة أفضل سيارة كلاسيكية، وقال ليمبرغ ان الكثير من شركات تجديد السيارات الكلاسيكية تتعثر في الولايات المتحدة بسبب ارتفاع أجور العمل ولكن هذه "ليست قضية هنا" في الفيليبين. واضاف ان على الشركة ان تدرب العمال لرفع مستوى مهاراتهم فهم إما تعلموا المهنة بأنفسهم أو تعلموها من آبائهم أو اقربائهم.
تدريب
واوضح ليمبرغ ان السيارات الوحيدة التي رآها هؤلاء العمال هي السيارات التي يصنعونها "ولهذا السبب نعرض افلام فيديو في المطعم كي نريهم المستوى المطلوب”، واعرب عن طموحه بأن تصبح شركة بي أم تي مركزاً عالمياً للتدريب وخاصة عمال المعادن ولكن ايضا عمال الكهرباء والميكانيك. وقال: "اننا اتفقنا على تدريب فريق يتخصص بالتجديد في متحف جديد للسيارات الكلاسيكية في الصين".
واستدرجت شركة بي أم تي لتجديد السيارات الكلاسيكية كوادر متمرسة ذات خبرة تمتد عشرات السنين من بريطانيا للعمل في مجمع الشركة في قاعدة كلارك الجوية الاميركية السابقة في الفيليبين.
ان حجم عمليات التجديد هائل في الشركة وإذا تمكنت من تذليل العقبات التي تواجهها في المراحل الأولى من نموها فان مستقبل الشركة يبدو مشرقاً وخاصة حين تُفتح لها السوق الصينية على الضفة الأخرى من البحر.
أعدت ايلاف المادة عن صحيفة الديلي تلغراف
المادة الأصل هنا