ترامب والتبادل الحر على جدول أعمال قمة ابيك في ليما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ليما: يبدأ الخميس في البيرو الاجتماع السنوي لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، وفي طليعة جدول أعماله انعكاسات انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة على التجارة العالمية.
في ما يلي المواضيع الرئيسية على جدول أعمال هذا المنتدى الذي يضم 21 دولة تمثل حوالى 60% من الاقتصاد العالمي و40% من سكان العالم.
صدمة انتخاب ترامب
سيكون وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني/يناير في صلب المحادثات خلال القمة التي تجمع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
واثار انتخاب رجل الاعمال الملياردير ريبة ومخاوف في جميع أنحاء العالم، ولا سيما لدى حلفاء الولايات المتحدة.
وشكك الرئيس المنتخب الجمهوري خلال حملته الانتخابية بجدوى أو طريقة عمل تحالفات قديمة، وفي فائدة اتفاق باريس حول المناخ والاتفاق النووي الايراني الذي تم التوصل اليه بعد مفاوضات مطولة وشاقة.
ورأى راجيف بيسواس كبير اقتصاديي معهد "آي إتش إس" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ أن "فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية قد يعيد تحديد العلاقات الاقتصادية الاميركية بشكل كبير".
وتابع في مذكرة أنه يمكن بصورة عامة ترقب "تغييرات آنية في السياسة التجارية الاميركية ما إن تتولى إدارة ترامب مهامها".
هل التبادل الحر في خطر؟
ركز دونالد ترامب الذي قدم نفسه على أنه المرشح المعارض لهيئات السلطة، انتقاداته على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) الموقعة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، واتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ (تي بي بي).
ووقعت هذه الاتفاقية الأخيرة عام 2015 بين 12 دولة هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وتشيلي وأستراليا ونيوزيلندا واليابان وبروناي وماليزيا والبيرو وسنغافورة وفيتنام، لكن ما زال يتحتم على واشنطن ابرامها، ما يجعل مستقبلها الآن مجهولا.
ورأى المحلل في "كابيتال إيكونوميكس" مارسيل تيليانت أن "النتيجة الآنية الرئيسية لانتخاب دونالد تراب في سدة الرئاسة الأميركية هي أنه بات من غير المرجح أن تدخل اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ حيز التنفيذ".
واعتبر روبرت لورنس الخبير في هذا المجال في جامعة هارفرد الأميركية أن مستقبل التبادل الحر نفسه بات "على المحك".
وقال إن العالم لا يواجه خطر فقدان القيادة الاميركية في مسألة الاندماج الاقتصادي فحسب، بل قد يرى "الولايات المتحدة تبلبل حركة التبادل الدولي".
وفي ظل اقتصاد بلغ مستوى من العولمة باتت معه المنتجات "تصنع في كل مكان"، فان سلوك الاقتصاد الاول في العالم منعطفا حمائيا قد يحد بقوة التجارة والاستثمارات، وأوضح الخبير أن "سياسة ترامب التجارية قد تشكل انقطاعا كبيرا عما سبقها اذا ما طبق برنامجه".
وقال الامين العام لرابطة آبيك إدواردو بيدروسا إن العالم ينتظر من القمة أن تصدر "اعلانا قوي اللهجة" دفاعا عن التبادل الحر في وجه هجمات ترامب.
وأوضح "ليس هناك أدلة تشير بشكل فاضح إلى أن التبادل الحر مسؤول عن فقدان وظائف في بعض الدول، لكن هذا هو مفهوم الناس، وعلينا التعامل مع ذلك".
الصين في ترقب
ولفت راجيف بيسواس من مكتب "آي إتش إس" إلى أن إدارة ترامب تتولى مهامها في وقت تسجل تحولات سريعة في المشهد الاقتصادي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع تولي الصين دورا قياديا متصاعدا في المنطقة".
وبكين المستبعدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، ستغتنم الأمر لإعادة ترسيم المبادلات الاقتصادية في آسيا، بإعطاء دفع لاتفاقياتها التجارية الخاصة، ولا سيما مشروعها لإقامة منطقة تبادل حر في آسيا والمحيط الهادئ، على أمل ضم جميع دول أبيك الـ21 اليها.
كما ستدعم الصين مشروع اتفاقية التبادل الحر بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين واستراليا والهند واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا، تستبعد منه الولايات المتحدة.
وقال مارسيل تيليانت ان "مشروع الاتفاقية هو بديل آسيوي محتمل لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ". لكنه حذر بأن "الجزء الأصعب سيكون التوصل الى توافق بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية التي لا ترتبط حاليا فيما بينها باتفاقيات تبادل حر".
ونبهت عدة بلدان بأنه في حال فشل اتفاقية التعاون عبر المحيط الهادئ، فإن اتفاقيات تجارية أخرى ستعقد لسد الفراغ الذي ستتركه.