اقتصاد

صناعة التعدين تعزز دعمها لاقتصاد المملكة

افتتاح مدينة رأس الخير الصناعية في السعودية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرياض: وسط صحراء المنطقة الشرقية، تضع السعودية احدى البنى الاساسية لاقتصاد غير معتمد بشكل اوحد على النفط، بل متنوع من ركائزه الفوسفات والبوكسيت المستخدم لصناعة الالومينيوم، بهدف تعزيز دور صناعة التعدين في دعم اقتصاد المملكة.

وعلى بعد زهاء 80  كلم شمال الجبيل على ساحل الخليج، نشأت مدينة رأس الخير الصناعية من العدم خلال الاعوام الثمانية الماضية، على درب جعل المملكة احد الموردين الاساسيين في سوق الاسمدة العالمية، ومزود اقليمي بالالومنيوم.

وبعد استثمارات ناهزت 35 مليار دولار، يقول مسؤولون ان المشروع وضع اللبنة الاولى لنمو اضافي.

ويقول رئيس مجلس الادارة الرئيس التننفيذي لشركة التعدين العربية السعودية "معادن" خالد المديفر "هذا المكان الذي نحن فيه لم يكن موجودا في 2007. لم يكن ثمة احد على الاطلاق، باستثناء عدد لا بأس به من الجمال".

تنويع مصادر الدخل

وستفتتح مدينة رأس الخير رمزيا الثلاثاء المقبل في احتفال يتقدمه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ويأتي في خضم خطط المملكة، اكبر مصدر للنفط في العالم، لتنويع مصادر دخلها وتقليل الاعتماد على ايرادات هذه المادة، جراء انخفاض اسعارها عالميا منذ منتصف العام 2014.

واعلنت السعودية العام الماضي عن تسجيل عجز مالي قياسي بلغ 98 مليار دولار، وتتوقع تسجيل عجز اضافي يناهز 87 مليارا في ميزانية هذه السنة. ودفع تراجع الايرادات العامة الحكومة الى اتخاذ اجراءات تقشف وخفض الدعم عن مواد عدة، اضافة الى تقليص تقديمات القطاع العام وتجميد بعض المشاريع الضخمة.

وفي ابريل الماضي، اعلنت المملكة "رؤية السعودية 2030"، وهي خطة اصلاح اقتصادي طموحة تهدف بالدرجة الاولى الى تنويع مصادر الدخل.

وعلى رغم غنى السعودية بالمعادن ومنها النحاس واليورانيوم، بقيت مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي اقل من المتوقع، بحسب الخطة التي تسعى لجعل مساهمة قطاع التعدين في الاقتصاد 97 مليار ريال (26 مليار دولار) بحلول 2020.

وترى الحكومة السعودية ان لقطاع التعدين القدرة على ان يكون ثالث ركائز الاقتصاد بعد النفط والصناعات البتروكيميائية.

من المنجم الى الأسواق 

وتشكل مدينة رأس الخير احدى المحطات الرئيسية في تطوير القطاع، ويقول المديفر لوكالة فرانس برس على هامش زيارة نظمتها الحكومة السعودية لصحافيين اجانب، ان "هذا المشروع هو الاول الذي يستخدم الفوسفات في المملكة العربية السعودية. الفوسفات موجود هنا منذ 35 مليون سنة، الا انه يتطلب بنى تحتية، والآن البنى التحتية باتت متوافرة".

ومن الشركات العاملة في المدينة الصناعية، "معادن للفوسفات" وهي عبارة عن تعاون مشترك في "معادن" والشركة السعودية للصناعات البتروكيميائية "سابك".

وينقل الفوسفات المستخرج من غرب مدينة عرعر عند الحدود الشمالية، عبر سكة حديد الى مدينة رأس الخير الصناعية حيث يتم تحويله الى سماد. ويحمل المنتج على سفن راسية في مرفأ خاص بالمشروع، لتصديره الى دول عدة ابرزها الهند.

ويبلغ طول السكة 1450 كلم، وبنيت خصيصا لهذه المهمة. وتستخدم القطارات كذلك لنقل مادة معدنية رئيسية اخرى هي البوكسيت ذات اللون الزهري، والمستخرجة من وسط السعودية. وتقوم مصفاة في المدينة انشئت بالتعاون بين "معادن للالومنيوم" وشركة "الكوا" الاميركية، بتحويل البوكسيت الى ألومينيوم.

نمو في الطلب

ويوضح المديفر ان المدينة باتت "تستحوذ على حصة جيدة" من سوق الالومينيوم الاقليمية بإنتاج سنوي يناهز 750 الف طن، الا انها لا تزال متواضعة مقارنة بالسوق العالمية. ويرجح ان تزيد هذه الكمية "لان ثمة نموا جيدا في الطلب".

ويشير الى ان "معادن" وقعت اتفاقا مع شركة "جاغوار لاند روفر" للسيارات، لتوفير لفافات من ألواح الالومنيوم.

وتصدر المدينة كل انتاجها من اسمدة الفوسفات، والذي يناهز عشرة بالمئة من الانتاج العالمي. ويشير المديفر الى ان هذا الانتاج سيتضاعف مع مشروع فوسفات جديدة سيشرع في الانتاج.

وتضم مدينة رأس الخير منشأة خاصة لتحلية المياه ومحطة لانتاج الكهرباء. وتمتد المدينة على مساحة اكثر من 90 الف كلم مربع. وتضم مساكن لعمالها الذين يناهز عددهم 12 الفا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف