الحكومة البريطانية تعتبر إضرابات العمال خلال الأعياد "إهانة" للبريطانيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قالت الحكومة البريطانية إن سلسلة الإضرابات التي دعت إليها عدة جهات قبيل احتفالات أعياد الميلاد تمثل "احتقارا" للمواطن العادي وأنها "غير مقبولة على الإطلاق".
وحثت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي جميع الأطراف على الالتفاف حول مائدة المفاوضات وتسوية النزاعات.
تأتي التصريحات الحكومية في أسبوع حافل بالأحداث العمالية في قطاعات مختلفة، إذ دخل بعض العاملين في قطاعي البريد والسكك الحديد في إضراب، علاوة على اضطرابات في تشغيل الرحلات الجوية بسبب الإضرابات.
وصوت العاملون في شركة ويتبيكس على الدخول في إضراب في العام الجديد.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن الإضرابات إجراء "خاطيء".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت رئيسة الوزراء تريزا ماي تعتقد أن تلك الإضرابات "مدبرة"، قال المتحدث باسم الحكومة إن الأمر برمته يرجع إلى الاتحادات العمالية، لكنها (الإضرابات) تظهر قدرا كبيرا من "الاحتقار" للبريطانيين الذين يحاولون العيش بشكل طبيعي.
إضراب عمال البريدوتسبب إضراب نظمه العاملون في شركة كراون للبريد في إغلاق خمسين من أهم فروع الشركة في الشوارع الحيوية، علاوة على إضراب لمدة يومين دخله بالفعل عمال السكك الحديد.
وتستمر المحادثات، التي تستهدف الحيلولة دون دخول طواقم الطيران التابعة للخطوط الجوية البريطانية في إضراب، إلى يوم الثلاثاء بوساطة مؤسسة أكاس للمصالحة والتحكيم. وتعهدت الشركة بأن تسير جميع رحلاتها بشكل طبيعيحتى حال دخول العمالة في الإضراب المعلن عنه في الفترة الأخيرة.
وهناك 300 مكتب بريد في بريطانيا، أغلبها في مواقع متميزة في وسط المدن. وقالت هيئة البريد إن 250 من هذه المكاتب مستمرة في تقديم خدماتها للجمهور.
لكن اتحاد العاملين في البريد شكك في تلك الأرقام، مشددا على أنه حال فتح أي من المكاتب أمام الجمهور، هناك تقليل في حجم الخدمات التي يقدمها للعملاء.
وحدث الموقع الرسمي لهيئة البريد محتواه ببيانات توضح المكاتب التي يشملها الإضراب.
ودخل العاملون لدى كراون للبريد في إضراب احتجاجا على إجراءات جديدة طرأت على عملية التقاعد، وغياب الأمن الوظيفي، والإغلاق الذي تعرضت له بعض الأفرع.
ومن المقرر أن ينضم السائقون العاملون في توصيل البريد للمكاتب في الريف البريطاني للإضراب يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
وهناك مخاوف من أن يشهد الوضع المزيد من التصعيد إذا لم يُتخذ إجراءا رسميا من قبل العاملين في البريد الملكي، الذين ليس لهم علاقة بالنزاع الحالي، والرافضون لتجاوز الخطوط الحمراء.
وقال متحدث باسم البريد الملكي: "ربما يخلف الإضراب الذي ينظمه الاتحاد العمالي لقطاع الاتصالات لعمال البريد أثرا محدودا على سير العمل في البريد الملكي، أو قد لا يكون لذلك أي أثر على الإطلاق. وسوف تصل تسير مواعيد التسليم وفقا للجدول الطبيعي، إذ لم تشهد تواريخ تسليم بريد الكريسماس أي تغيير"
وقال مدير الاتصال بهيئة البريد مارك دافيز إن الشركة حاولت أن تكون فاعلة أكثر إلى حدٍ يقلل الخسائر، ما يُعد أخبارا جيدة لدافعي الضرائب.
وأضاف: "لقد نجحنا بالفعل في تقليص الخسائر من 120 مليون جنيه إسترليني منذ أربع سنوات إلى 26 مليون إسترليني العام الماضي. ونأمل أن نخفضها لأقل من ذلك العام المقبل. ولا نعتقد أنه ينبغي على دافعي الضرائب أن يدفعو المزيد من الأموال لدعم هيئة البريد."
قطاع الطيرانأعلنت طواقم الطيران في الخطوط الجوية البريطانية، الذين يحملون عضوية اتحاد يونايت لعمال النقل، الدخول في إضراب يوم الكريسماس واليوم التالي له احتجاجا على أموجر تتعلق بالرواتب.
في المقابل، قالت الشركة البريطانية إنها أعدت "خطة طواريء تفصيلية" تسمح لها بتشغيل جميع الرحلات في هذه المناسبة على نحو طبيعي دون التأثر بالإضراب.
وصوت العاملون في شركة ويتبيكس على الدخول في إضراب في العام الجديد احتجاجا على تغييرات أجرتها الشركة في هيكلة دوام العمل، وهو الإضراب الذي يتوقع أن يؤثر على مصانع الشركة في كوربي ونيتنغ.
في غضون ذلك، يدخل العمال المساعدون في السكك الحديد في الخط الجنوبي في إضراب يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع المقبل اعتراضا على الدور الذي تقوم به هذه العمالة.
ويؤثر الإضراب بالتوازي مع الإضراب الذي ينظمه سائقو القطارات في شركة أسيلف على خطط السفر الخاصة لحوالي 300 ألف شخص.
وقال ممثل للعمالة المساعدة في السكك الحديد في اتحاد العاملين في فرق تشغيل وسائل النقل إن "العمالة المساعدة في السكك الحديد تدخل في إضراب دفاعا عن سلامة جمهور الركاب."
إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن ينظم العاملون في نقل الأمتعة وخدمات أرضية أخرى لدى شركة سويسبورت في 18 مطار في بريطانيا مسيرة يومي الجمعة والسبت الأسبوع المقبل، اعتراضا على سياسية الرواتب رغم المحادثات الدائرة بوساطة أكاس للمصالحة والتحكيم.
واتفق اتحاد طواقم عمال النقل مدفوعي الرواتب واتحاد فرق تشغيل وسائل النقل على وقف العمل لساعات إضافية في مترو الأنفاق بسبب النزاع بخصوص إلغاء الوظائف وغلق منافذ بيع التذاكر.
في غضون ذلك، ويبدأ الطيارون في شركة فيرجين أتلانتك للخطوط الجوية في تطبيق مبدأ "العمل مقابل العقد"، وهو نوع من الاحتجاج يتضمن قيام العاملين بالمهام المنصوص عليها في العقد فقط دون أي زيادة، يوم الجمعة المقبلة للضغط على الشركةخ في اتجاه الاعتراف بالاتحاد البريطاني للطيارين المحترفين.
الملاذ الأخيرقال روجر ستايفيرت، الأستاذ بجامعة وولفرهامبتون، لبرنامج "توداي" الذي يُبث عبر إذاعة بي بي سي 4 إن "أغلب هذه النزاعات بدأت منذ فترة طويلة، لكن ما زاد من سخونة الموقف في الوقت الراهن هو أن التركيز الإعلامي يزداد على تلك القضايا وقت احتفالات الكريسماس."
وأضاف أن الغضب بين العمالة لا يضر تلك الشركات فقط، بل توجه المعاشات المتردية، والرواتب التي لا تشهد النمو المعقول، وتراجع مستوى الأمن الوظيفي ضربة قوية لعدد من قطاعات الاقتصاد البريطاني.
وأشار إلى أن بريطانيا "تدخل في فترة من النزاعات المريرة والممتدة."
وقالت فرانسيس أوغرادي، أمين عام مجلس الاتحادات التجارية، إن "الإضرابات تتأجج لأسباب مختلفة، ولابد من البحث عن أسبابها الجذرية."
وأضافت: "ننطلق إلى عملنا من حقيقة تشير إلى تراجع متوسط الأجور بواقع 20 جنيه إسترليني في الأسبوع مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة الاقتصادية في وقت نشهد فيه ارتفاعا للتضخم وخفض للأجور. كما نشهد غيابا لزيادة ساعات العمل، وممارسات خداع وظيفي."
وأكدت أن الإضراب هو "الملاذ الأخير"، وأن الاتحاد يدخل في مفاوضات ويسوي أمورا كثيرة تتعلق بآلاف الحالات ويتوصل إلى اتفاقات بشأنها.
وأعربت عن مخاوفها من أن تتعرض الاتحادات العمالية للتضييق لترجيحها أن هناك "أجندة أخرى" لتعديلات في قانون العمل قد تساعد على ذلك.