اقتصاد

مع كبح جماح الإمدادات

توقعات بتعافي أسعار النفط خلال 2017

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتوقع أسواق النفط استمرار انتعاش الأسعار بسبب توقعات بتقلص الإمدادات الناتجة من تخفيض الإنتاج من قبل أعضاء أوبك &وروسيا خلال عام 2017.&

إيلاف من لندن: في صباح الاثنين 19 ديسمبر الحالي، وصلت الأسعار إلى 55.41 دولاراً للبرميل لمزيج برنت، و52.21 دولاراً&للبرميل لمزيج غرب تكساس الوسيط. &

وفي نهاية الأسبوع المنصرم، حققت أسعار النفط ارتفاعات قياسية بعد اتفاق أوبك في أواخر الشهر الماضي لتخفيض الإنتاج، حيث أغلقت الأسعار في نهاية الاسبوع المنصرم على مستويات بلغت ما يقارب 23 بالمئة لمزيج برنت، ليصل إلى ما يزيد على 55 دولاراً للبرميل، بينما لامس خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 52 دولاراً، وهذه أعلى مستويات منذ عام ونصف عام. وإذا &
التزمت الأطراف المعنية في أوبك وخارجها بتنفيذ الاتفاق سنرى المزيد من الانتعاش في الأسعار خلال العام الجديد 2017.

ارتفاع موقت
في هذا السياق، وحسب وكالات الأنباء، رفع بنك "غولدمان ساكس" توقعاته لأسعار خامي تكساس وبرنت بدولارين ونصف دولار للربع الثاني من العام المقبل، لتصل أسعار خام تكساس إلى 57.5 دولاراً للبرميل، و59 دولارًا للبرميل لخام برنت.&

ومن المتوقع أن يكون الارتفاع موقتًا بسبب ازدياد الإمدادات في النصف الثاني من 2017 مع عودة منتجي الزيت الصخري إلى الساحة بسبب انتعاش الأسعار. ويتوقع غولدمان أن تصل أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى 57.50 دولاراً للبرميل، وهذا يعني بالضرورة أن مزيج برنت سيكون قريبًا من 60 دولاراً.&

دور الدولار
من الجدير ذكره أنه تم التوصل إلى اتفاق بين أعضاء منظمة أوبك ومنتجين خارجها، مثل روسيا، لتخفيض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا ابتداء من يناير 2017. وهناك تفاؤل بأن تلتزم الدول المنتجة باتفاق التخفيض لكبح جماح التخمة في السوق.&

سيلعب الدولار دورًا في التأثير على الأسعار، حيث فقد 0.9% من قيمته مقابل عملات أخرى، بعدما وصل ذروة في الارتفاع خلال الأسبوع الماضي بسبب رفع أسعار الفائدة، ومن المعروف أن أسعار النفط العالمية مقوّمة بالدولار. ويقول مصرف مورغان ستانلي الاستشاري إن السعودية ستلتزم بالاتفاق، لكنّ هناك شكوكًا حول رغبة ومقدرة العراق على الالتزام.

لم تشارك الولايات المتحدة في الاتفاق، لكن الاتفاق وانتعاش الأسعار شجّعا على زيادة عدد منصات الحفر بواقع 12 حفارة، ليصل المجموع إلى 510، وهذا أعلى رقم منذ يناير 2016، ولهذا سنرى ارتفاعًا في إنتاج النفط الأميركي من 8.5 ملايين برميل يوميًا إلى 8.8 ملايين برميل يوميًا.

التنبؤات تخطئ
علينا الحذر من كل هذه التنبؤات التي نقرأها عن انخفاض أو ارتفاع أسعار النفط من حين إلى آخر، حيث إنه ليست كل تنبؤات وتوقعات غولدمان ساكس البنك التجاري الاستشاري كانت صائبة في السابق.&

بل العديد من هذه التنبؤات كان خاطئًا، ففي العام 2008 قرأنا عناوين تحذر من أن سعر النفط سيصعد إلى 200 دولار، وفي بداية عام 2016 سيتهاوى إلى أقل من 20 دولارًا، وهذا لم يحدث، بل استقرت حول 30 دولارًا للبرميل.

الأكثر تأثيرًا&
العرض والطلب هما العاملان الرئيسان في التأثير في الأسعار، ورأينا كيف أن التصريحات الصادرة من أوبك تؤثر في ارتفاع أو انخفاض السعر بنسبة بسيطة ليوم أو يومين، ولكن التأثير الأكبر في الأسعار يبقى تحت رحمة العرض والطلب الحقيقيين، أضف إلى ذلك صدور بيانات عن هبوط أو ارتفاع المخزونات النفطية في الولايات المتحدة، وثمة عوامل أخرى تلعب دورًا في التأثير &
على الأسعار، مثل تعطيل الإنتاج النفطي في نيجيريا وليبيا بسبب الحروب، وفي فنزويلا والعراق لغياب الاستقرار، والعنصر المهم الآخر هو ارتفاع أو انخفاض الطلب على الخام من الهند والصين.

العنصر الآخر الذي لا يمكن تجاهله، وسيكون له تأثير سلبي على المدى الطويل، هو أن حجم الاستثمارات في التنقيب واكتشاف مصادر جديدة للنفط انخفض إلى أدنى مستوى منذ الخمسينات، مما سيهيّئ الظروف لتقلص الإنتاج وازدياد الطلب، ومن ثم صعود الأسعار.&

بما يتعلق بالإمدادات لا يمكن تجاهل الزيت الصخري، الذي سيزداد إنتاجه مع تعافي الأسعار. ومن ناحية فنية، يمكن وبسهولة استعادة إنتاج الزيت الصخري مع تقدم مستوى التقنيات المتوافرة في الولايات المتحدة. لكنّ هناك شرطًا أساسيًا لتعافي الإنتاج الصخري، وهو رغبة ومقدرة البنوك على تقديم التمويل اللازم والدعم الكافي للسماح لمنتجي الزيت الصخري بالاستمرار في الإنتاج، علمًا أن عشرات الشركات الصغيرة أعلنت إفلاسها وخروجها من الحلبة.&

وأيضًا لا يمكن تجاهل التطورات الجيوسياسية في العالم، مثل الصراع في العراق وحرب اليمن، ناهيك عن التوترات السعودية الإيرانية. وكذلك مقدرة إيران على زيادة الإنتاج والصادرات.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف