الحكومة تحاول سحب فتيلها قبل كأس أوروبا
استمرار الحركة الاحتجاجية في فرنسا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: في ظل حرب استنزاف تخوضها لفرض تعديلات أقرتها في قانون العمل ترفضها النقابات الرئيسة، تعمل الحكومة الاشتراكية الفرنسية على الالتفاف على المحتجين عبر التساهل ازاء بعض المطالب في قطاعات استراتيجية التحقت بحركة التعبئة.
وقالت وزيرة العمل مريم الخمري: "ما تقوم به الحكومة الان هو تسوية كل حالة" على حدة.
تفادي الإضراب
وفي حين لم تتوصل الحكومة حتى الآن الى تفادي استئناف اضراب محدود اعلنه سائقو القطارات المنتمون بغالبيتهم الى "الكونفدرالية العامة للعمل" (سي جي تي)، حققت خطة الحكومة نجاحًا لدى المراقبين الجويين.
ومقابل التخلي عن خفض عدد الموظفين ألغت النقابات التي تمثل اربعة الاف مراقب جوي إنذارًا بالاضراب لثلاثة أيام اعتبارًا من الجمعة.
وقبل ثمانية أيام من كأس أوروبا 2016 الذي يتوقع أن يجذب عشرات الآلاف من محبي كرة القدم الى فرنسا، لا يزال امام الحكومة الكثير من العمل. ودعت نقابات طياري اير فرانس الثلاث الخميس الى اضراب من 11 الى 14 يونيو في اطار الحركة المطلبية.&
وقال رئيس "الكونفدرالية العامة للعمل" التي تقود حركة الاحتجاج منذ مارس، فيليب مارتينيز، إنه لن يتم تعطيل مباريات يورو 2016، لكنه وعد بأن هذا الاسبوع سيشهد "اكبر تعبئة منذ ثلاثة اشهر".
&
ولليوم التالي، سبب الاضراب غير المحدود لسائقي القطارات الخميس اضطرابات واسعة، حيث لم يتم تسيير سوى 30 الى 40% من قطارات المناطق و60% من القطارات السريعة. لكن العمل استمر شبه طبيعي في وسائل النقل المشترك في باريس حيث بدأت حركة مشابهة قبل الظهر.
وفي جميع انحاء البلاد، استهدفت الاضرابات مواقع رمزية مثل احواض السفن في سان نازير في الغرب، حيث لم يتمكن وزير الدفاع جان ايف لو دريان من حضور حفل تسليم مصر سفينة ميسترال.
&
&
وقرب غرونوبل في الجنوب الشرقي، اغلق متظاهرون الطريق الى مصنع يملكه رئيس مجلس رجال الاعمال بيار غتاز، الذي شبه ناشطي النقابات بـ "الارهابيين". ومن المقرر تنظيم تظاهرات جديدة في نانت ورين في الغرب وتولوز (جنوب غرب) ومرسيليا (جنوب شرق) وفي باريس.
واستؤنف الاضراب ضد قانون العمل المعدل في قطاع الكهرباء مع التصويت على الاضراب في 16 من اصل 19 محطة نووية، في حين تتواصل الاضطرابات منذ اسبوع في مصافي النفط والمرافئ.
تدني شعبية هولاند وفالس
ويكثف الرافضون لتعديل قانون العمل خطواتهم المركزة في كل انحاء البلاد تقريباً. ففي باريس، دخل مضربون الى محطة لتحويل سير القطارات واوقفوا على مدى ساعة جميع الرحلات المنطلقة من محطة ليون التي تصل رحلاتها الى وسط شرق البلاد وجنوبها والى سويسرا وايطاليا.&
وفي غرب البلاد، دخل مضربون الى محطة كهرباء، ما ادى الى انقطاع التيار عن 125 الف منزل في مدينة سان نازير. وطوق المضربون ايضًا احواضًا مائية لبناء السفن في هذه المدينة.&
وتحدثت "الكونفدرالية العامة" التي تقوم بتحركات هادفة عن "انقطاع في الكهرباء والغاز" في تول (جنوب غرب)، معقل الرئيس فرنسوا هولاند. وفي منطقة باريس، حولت النقابة اكثر من مليون مشترك الى التعرفة المخفضة للكهرباء.
وخرج عدة آلاف من المحتجين في نانت ورين، وليون ومرسيليا وتولوز وباريس. ودارت مواجهات في نانت وتولوز، حيث اصيب ثمانية شرطيين بجروح طفيفة.
وأدت الأزمة الاجتماعية الى تراجع قياسي في شعبية الحكومة الاشتراكية. فقد تراجعت شعبية هولاند (11 الى 13 بالمئة) ورئيس وزرائه مانويل فالس (14 الى 18 بالمئة) في أواخر مايو، وفقًا لاستطلاعين للرأي نشرت نتائجهما الخميس.&
وعبر فالس الاربعاء امام النواب عن قلقه حيال التبعات الاقتصادية للاحتجاجات. وقال: "نعم هذا النزاع سيؤثر في اقتصادنا في حين ان تحرك الحكومة يتيح الانتعاش والنمو وخفض البطالة"، بعد ان سجلت آخر المؤشرات الاقتصادية تراجعًا طفيفًا في البطالة واضطرابًا في النمو.
وذكرت شركة توتال النفطية في وثيقة داخلية أن الاضراب في خمس مصافٍ يعني خسارة عشرات الملايين من الدولارات في الاسبوع. وترفض الحكومة الخضوع للضغوط، مؤكدة أن اصلاح قانون العمل سيتيح زيادة الوظائف وتراجع البطالة التي تناهز 10%.
لكنّ معارضيها يقولون انه يهدد الامن الوظيفي، ويطالبون بسحب التعديل منذ مارس عبر التظاهرات التي شهدت صدامات مع توقع تنظيم يوم احتجاجي شامل في 14 يونيو.