اقتصاد

طرح أسهم آرامكو للاكتتاب العام

اهتمام أميركي غير مسبوق بزيارة الأمير محمد بن سلمان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: تناقلت الصحافة الأميركية والعالمية المتخصصة في المال والأعمال مثل "بلومبيرغ" و "وول ستريت جورنال" أخبار زيارة  ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة والتي أجرى خلالها مباحثات طويلة مع كبار المسؤولين الاقتصاديين ورجال الأعمال في واشنطن وايضا في وادي السيليكون في كاليفورينا والتي وصفت بأنها ايجابية جدا. 

وكان الأمير قد اطلع على خطط رؤية السعودية 2030 وهو التغيير الذي سيؤدي بالبلاد إلى تنويع اقتصادي يُنهي الاعتماد على النفط، ويُدر عوائد إضافية غير نفطية على المملكة تصل قيمتها الى 100 مليار دولار بحلول العام 2020. 

ونقلت الصحف أيضا تحليلات تتعلق بزيارة ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وقام بزيارة وادي السيليكون الذي يضم أكبر وأعرق الشركات العاملة في مجال التقنية، ومقر شركة "أوبر" لخدمات نقل الأفراد في سان فرانسيسكو التي تشهد نموا سريعا شمل قيام المملكة العربية السعودية أخيرا باستثمار 3.5 مليارات دولار في هذه الشركة". 

واتضحت معالم تنفيذ "رؤية السعودية 2030" خلال زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، واهتمامه الواضح والاستثنائي بشركات التكنولوجيا الكبرى التي يبدو أنها ستتدفق على المملكة للاستثمار فيها والاستفادة من سوقها التي تعتبر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.

يشار إلى أن المملكة أعلنت في شهر أبريل الماضي "رؤية السعودية 2030"، وهي الخطة التي تهدف الى تنويع الاقتصاد الوطني والتخلي عن الاعتماد على النفط استعداداً لمرحلة ما بعد النفط ولتقليل حجم التأثر بالتقلبات التي تشهدها أسواق النفط العالمية.

أسهم أرامكو

ولكن خطة طرح أسهم أرامكو للاكتتاب العام قد لفتت اهتماما كبيرا من قبل صحيفة المال ذائعة الصيت وول ستريت جورنال حيث تناولت الموضوع بوصفه الأكبر في تاريخ اكتتابات الأسهم في بورصات نيويورك والعالم. 

وقالت الصحف الأميركية الأخرى إن الخصخصة المتوقعة لجزء من أسهم شركة أرامكو التي تعد أكبر منتج للنفط الخام في العالم بـ10.2 ملايين برميل في اليوم، واحتياطي نفطي يقدر بحوالى 261.1 مليار برميل، لن تغيب عن محادثات الأمير محمد بن سلمان في وول ستريت.

ومن المتوقع أن تشمل الزيارة مصارف الاستثمار في نيويورك لمناقشة عمليات بيع جزئي لشركة النفط الوطنية السعودية "أرامكو"، وصولا إلى هدفه الأوسع نطاقا الذي يقوم على إنشاء صندوق للثروة السيادية بقيمة تريليوني دولار وتغيير اقتصاد المملكة.

وأضافت صحيفة وول ستريت جورنال أن هذا الطرح سيزيد من ثراء المصارف الاستثمارية التي تتخصص في طرح الأسهم للاكتتاب العام لتحقيق أفضل النتائج وأفضل الأسعار للأسهم. 

وهناك تقديرات حسب الصحيفة ان هذه المصارف قد تجني مليار دولار كرسوم لقاء خدماتها المتخصصة في هذا النوع من النشاط المالي. ولا غرابة ان تتنافس اكبر بنوك الاستثمار الأميركية في الحصول على التفويض للقيام بالمهمة الجسيمة في تنفيذ مشروع طرح الأسهم في البورصات العالمية. 

وأشار مصدر للصحيفة إلى انه في اجتماع خاص اقترح رئيس مجلس ادارة ارامكو أمين بن حسن الناصر ان تنظر البنوك في إمكانية تمويل مشاريع بنية تحتية في المملكة العربية السعودية لكسب مهمات ومشاريع ذات صلة بعملية طرح الأسهم".

ومن الجدير بالذكر ان السعودية اطلقت اوائل هذا العام خططا لإجراء اصلاحات واستثمارات تهدف الى تقليل الاعتماد على النفط كالمصدر الوحيد لايرادات الدولة.

وفي سياق متصل وعلى سبيل المثال قامت الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة جنرال اليكتريك في مايو  للاستثمار في القطاعات الاستراتيجية والتي تشمل قطاعات النفط والغاز. 

وفي يناير الماضي أكدت آرامكو السعودية انها باشرت بدراسة مختلف البدائل والخيارات للسماح للأفراد والقطاع الخاص في اكتساب حصص من الأسهم في آرامكو او الشركات التابعة لها. ولم يتم الافصاح عن تفاصيل اكثر في ما يتعلق بطرح الأسهم في هذه المرحلة. ولكن من المتوقع ان تحتفظ حكومة المملكة العربية السعودية بالحصة الأكبر من الأسهم في الشركة اذا تم البدء بعملية طرح الأسهم العام.

وقبل عدة أشهر قال ولي ولي العهد السعودي إن آرامكو ستطرح اقل من 5% من قيمتها للاكتتاب العام. وأضاف الأمير ان قيمة آرامكو تقدر بما لايقل عن 2 ترليون دولار أميركي. 

وعلى صعيد آخر وفي أبريل الماضي خفضت وكالة "فيتش ريتينجز"، تصنيف السعودية الائتماني إلى (AA-) من (AA) كما أبقت على نظرتها المستقبلية تجاهها "سلبية".

وقالت "فيتش" إنها اتخذت ذلك القرار بناءً على حقيقة أنه في حال ظلت أسعار النفط عند 35 دولاراً للبرميل هذا العام، وعند 45 دولاراً للبرميل في العام 2017، فإن ذلك سيكون له تبعات سلبية كبيرة على الموازين المالية والخارجية للسعودية؛ أكبر مصدر للنفط الخام في العالم.

وتتوقع فيتش ان النمو الحقيقي في مجال الانتاج المحلي سيتباطأ من 3.4% عام 2015 الى 1.5% عام 2016 والى 1.7% عام 2017.

كما أن إجمالي الانتاج غير النفطي سينخفض بسبب التأثير السلبي لإجراءات التقشف المالي وضعف الثقة حسب فيتش. ورغم كل هذا فان الأسعار المنخفضة للنفط لم تبطئ او تقلل الانتاج السعودي حيث انتجت آرامكو من النفط بما يعادل 10.2 ملايين برميل من النفط الخام يوميا خلال عام 2015 من أصل 9.5 ملايين برميل خلال عام 2014 وهذا أعلى مقدار تنتجه الشركة.

كما أشارت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية لزيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة بالقول إن الأمير يقود حالياً أكبر عملية تغيير اقتصادي تشهدها المملكة العربية السعودية، وهو التغيير الذي سيؤدي بالبلاد إلى تنويع اقتصادي يُنهي الاعتماد على النفط، ويُدر عوائد إضافية غير نفطية على المملكة تصل قيمتها الى 100 مليار دولار بحلول العام 2020.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف