محللون يتوخون الحذر بعد الاتفاق المفاجئء في اوبك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: شكل توصل الدول المصدرة للنفط في الجزائر الى "اتفاق تاريخي"، مفاجأة ادت الى ارتفاع الاسعار، لكن محللين دعوا رغم ذلك الى ضرورة توخي الحذر نظرا لبعض الغموض السائد.
وارتفعت الاسعار مساء الاربعاء مع اقتراب سعر البرميل من عتبة الخمسين دولارا خلال تعاملات الاسواق الاسيوية، لكنها عادت لتنخفض بشكل طفيف صباح الخميس.
وظهر الخميس، انخفض سعر برميل برنت بحر الشمال 35 سنتا الى 48,34 دولارا في لندن، في حين تراجع خام غرب تكساس 19 سنتا الى 48,86 دولارا.
واعلنت الوكالة الدولية للطاقة التي تمثل الدول الصناعية المستهلكة للنفط "ان مبادرة اوبك حدث مهم للسوق النفطية. من المبكر جدا القول ما اذا كان سيؤثر هذا الاتفاق على توازن السوق" حيث لا يزال العرض اكبر من الطلب.
في المقابل، شهدت سوق اسهم شركات النفط ارتفاعا كبيرا، مثل توتال الفرنسية التي ارتفعت اكثر من 4% وكذلك شركة بريتيش بتروليوم البريطانية.
وحققت مؤشرات الاسهم ارتفاعا لكن ليس بشكل كبير.
وارتفعت اسواق الاسهم في دول الخليج، الاكثر تاثرا بالنفط، اقل من 1% في حين حققت الاوراق المالية المقومة بالدولار اكثر من 2% في بورصة موسكو.
اما بالنسبة للعملات المرتبطة بالنفط، فقد تعززت في البداية قبل ان تنخفض مرة اخرى، مثل الروبل الروسي او الكورون النروجي.
واعلن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك الخميس ان الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الاعضاء في اوبك هو "قرار ايجابي جدا".
وقد وافقت الرياض مساء الاربعاء بشكل غير متوقع على اعفاء ايران، خصمها السياسي ومنافستها في هذا القطاع، من خفض انتاج النفط بعد ان تشددت لاشهر طويلة في رفض ذلك.
الا ان المحللين يعتبرون ان تأثير هذا الاتفاق على الاسواق لن يستمر طويلا.
وفي ختام اجتماع استمر حوالى ست ساعات ومشاورات استغرقت اسابيع، اعلنت اوبك انها قررت خفض انتاجها الى ما بين 32,5 و33 مليون برميل يوميا، بينما كان الانتاج يبلغ 33,47 مليون برميل في آب/اغسطس الماضي، حسب وكالة الطاقة الدولية.
وهو اكبر خفض في الانتاج منذ ذاك الذي اقر بعد انخفاض الاسعار خلال ازمة العام 2008.
وقال وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة الذي ترأس الاجتماع، في مؤتمر صحافي الاجتماع كان "طويلا جدا لكنه تاريخي".
واضاف "علينا تسريع اعادة التوازن الى السوق".
وفشلت محاولة سابقة لتجميد الانتاج في نيسان/ابريل في الدوحة بسبب رفض إيران المشاركة في جهود خفض الانتاج.
ويقول المحلل في مجموعة "اواندا" للخدمات المالية جيفري هالي لوكالة فرانس برس "من الواضع ان السعودية هي التي تنازلت اولا ما سمح لايران، منافستها الرئيسية، بزيادة انتاجها".
واضاف "علينا الا نقلل من اهمية هذا التغيير الكبير من جانب السعودية"، مشيرا الى ان "هذين البلدين ليسا متفقين على شيء، وهذا تنازل كبير من السعودية يهدف الى +تحفيز+ العملية".
ويرى المحللون ان انخفاض عائدات النفط هو الذي حفز الكارتل على اتخاذ هذا القرار، وان كان بعض المشاركين في الاجتماع أشاروا الى ان أوبك لم تحترم الحصص المحددة للانتاج في الماضي.
وستحدد القرارات التطبيقية حول أهداف الانتاج لكل من الدول الاعضاء خلال القمة نصف السنوية لاوبك في 30 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في فيينا. وتنتج دول اوبك أربعين في المئة من الخام العالمي.
العديد من الامور الغامضة
ورغم ذلك، لا تزال هناك العديد من النقاط الغامضة بالنسبة للمحللين، وخصوصا حول آليات التطبيق.
وقال محللون لدى ميرابو سيكيوريتيز صباح الخميس "من الصعب حقا ادعاء النصر بعد قرار (يعتبره البعض تاريخيا) اوبك الليلة الماضية".
والنقاط الغامضة الاخرى، هو ما ستفعله روسيا المصدر العالمي الرئيسي للنفط الخام، فهي ليست ضمن اوبك، لكنها تؤيد تجميد الانتاج الذي بلغه الخام في ايلول/سبتمبر مشيرة الى ان سعر برميل "عادل" يجب ان يكون بين 50 و 60 دولارا.
وقال المحلل في مجموعة "اكسيتريدر" في سنغافورة غريغ ماكينا لفرانس برس "يعاني عدد كبير من الدول الاعضاء في اوبك من انخفاض الاسعار وتشهد اقتصاداتها انكماشا او ركودا وتواجه مشاكل ميزانية".
ويضيف "لذلك يبدو ان الضرورة المتعلقة بالميزانية تغلبت على الضرورات السياسية، واعتقد ان ارتفاع الاسعار وخفض الانتاج سيستمران".
ويفضل بعض المحللين التزام الحذر بانتظار قمة فيينا. كما سيتابع المستثمرون الدول المنتجة غير الاعضاء في اوبك مثل روسيا والولايات المتحدة وكندا.