اقتصاد

انتعاش الزيت الصخري الأميركي قد يؤخر سرعة تصاعد الأسعار

هل يكسر النفط حاجز الـ60 دولارًا للبرميل؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&"إيلاف&" من لندن: ارتفع سعر غرب تكساس الوسيط الى 55 دولارًا للبرميل قبل نهاية الأسبوع، نتيجة لتخفيضات "أوبك" الانتاجية وارتفاع الدولار. وسجل النفط ارتفاعًا طفيفًا الجمعة الفائت بعد ارتفاع نشاطات المتعاملين في الشراء، ولكن صعود الدولار لعب دورًا كابحًا في&إبطاء وتيرة ارتفاع الأسعار.& ولكن مزيج برنت القياسي لمس 57.08 دولاراً للبرميل، وهذا الرقم كان شبه مستحيل قبل عدة أشهر.

بشكل عام، يعتقد المتعاملون أنه على الأمد الطويل ستتجه الأسعار الى الأعلى والى فوق 60 دولاراً للبرميل. ومن جهة أخرى، يتوقع مراقبون وخبراء اقتصاديون أن يتجاوز سعر برميل النفط 60 دولاراً في النصف الثاني من العام الجاري. ويعود هذا التفاؤل لبيانات صندوق النقد الدولي وبعض المصارف العالمية التي تشير&الى أن الاقتصاد العالمي سيشهد نموًا بين 2 و 3 في المائة خلال العام الحالي.

الزيت الصخري يخطط للعودة للسوق

ولا شك ان&إنتعاش&إنتاج الزيت الصخري الأميركي قد يؤخر سرعة تصاعد الأسعار، حيث سعت صناعة الزيت الصخري الى&إبتكار&أساليب وتقنيات تمكنها ان تعمل حتى بربح بسيط، اذا بقيت الأسعار فوق 40 دولارًا للبرميل.& كما ان الانباء تشير الى أن وزارة الطاقة الأميركية& تخطط لاستثمار أكثر من مليار دولار في مجالات الأبحاث المختصة بالوقود الأحفوري، مما أنتج وفرة في التقنيات النفطية في&إستخراج الزيت الصخري وأدى هذا الى انخفاض ملحوظ في كلفة انتاج البرميل النفطي من 60 دولارًا للبرميل إلى 40 دولارًا للبرميل، ولا تزال الجهود مستمرة لتقليل تكلفة الانتاج دون الأربعين دولارًا. وهذا غير صعب أو مستحيل مع تطور التقنيات والأبحاث العلمية.

الالتزام بالتخفيض رغم الشكوك

ورغم&أن السعودية وأبو ظبي والكويت التزمت باتفاق اوبك ومنتجين آخرين خارج اوبك، الا أن البعض لا يزال يشكك في مقدرة كل اعضاء اوبك ومنتجين خارجها من الالتزام التام بتخفيض الانتاج المتفق عليه.
وحسب التقارير الاخبارية، فقد بدأت شركة &"أرامكو السعودية&" الحكومية المنتجة للنفط محادثات مع عملائها الدوليين بشأن خفض محتمل يتراوح بين ثلاثة وسبعة في المئة في شحنات الخام في فبراير شباط المقبل.
وقال مسؤول كويتي في قطاع النفط إن بلاده أيضًا خفضت الإنتاج تماشيًا مع الاتفاق، وهناك أيضًا تقارير بشأن تخفيض إمدادات أبوظبي ولكن تصريحات حيدر العبادي رئيس وزراء العراق أن المنطقة الكردية انتهكت اتفاق اوبك للحد من الانتاج تركت أثرًا سلبيًا في اجواء أوبك. وهذا بدوره&كبح جماح انتعاش الأسعار على الأقل موقتًا. ومن الجدير بالذكر أن العراق أكدت مرارًا انها ستلتزم بتخفيض انتاجها بـ200الف برميل يوميًا حسب الاتفاق. ثم جاءت انباء سيئة من ليبيا حيث اغلقت موانئ التصدير بسبب الصراع القائم، بينما اكدت بلومبيرغ أن السعودية ملتزمة تمامًا بتخفيض 486 الف برميل يوميًا الى 10.6 ملايين برميل.

الصراعات داخل أوبك

ويتوقع الخبراء أن الصراعات داخل اوبك ذاتها وارتفاع قيمة الدولار الصرفية سوف يقللان احتمالات ارتفاعات كبيرة في اسعار النفط. ولكن أي تخفيضات حقيقية ملموسة سوف ترفع الأسعار الى نطاق 55 الى 61 دولاراً للبرميل في الاسابيع والأشهر المقبلة. كما ان انباء ارتفاع المخزون الأميركي في خزانات كشنغ بمعدل مليون برميل وصعود المخزون الى 67.5 مليون برميل ابطأت تصاعد أسعار النفط قليلاً.

التقديرات لإنتاج اوبك في ديسمبر& الماضي بلغت 33.1 مليون برميل يوميًا. نيجيريا خفضت الانتاج بمقدار 230 الف برميل يومياً الى 1.45 مليون برميل، كما رأينا تخفيضات قليلة من منتجين مثل انغولا والكويت وايران والسعودية وفنزويلا خلال ديسمبر آخر اشهر العام الماضي. وتقدر بلومبيرغ المؤسسة الاخبارية المتخصصة في شؤون الطاقة أن السعودية قامت بتخفيض الانتاج بمعدل 18 الف برميل يوميًا خلال الاشهر& الخمسة الأخيرة من عام 2016. بينما ازداد انتاج ليبيا في ديسمبر الى 630 الف برميل يوميًا رغم قدرتها على انتاج 700 الف برميل يوميًا. بينما يبقى الانتاج الروسي حوالي 11.2 مليون برميل يوميًا في نوفمبر وهذا اعلى مستوى خلال 30 عاماً.

بدأ عنصر الثقة يتصاعد بأن المنتجين داخل منظمة "اوبك" وخارجها سيلتزمون بالتخفيضات المتفق عليها، وهذا قد يدفع الأسعار لاجتياز حاجز الـ 60 دولاراً للبرميل في المستقبل غير البعيد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف