عربات متجولة تبيع المأكولات والمشروبات
انتشار المشاريع الصغيرة بإدارة الشباب في السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرياض: بات مألوفا أن ترى في المدن السعودية شاحنة متزينة بألوان جاذبة ورسوم جميلة، تربض على الطريق أو حول الحدائق العامة، لتبيع ما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات، وبأسعار في متناول الجميع، مجسدة&بذلك نمو &ظاهرة جديدة تحت مسمى "عربات الطعام المتنقلة"، والتي يقوم عليها سعوديون&فضّلوا العمل الحر على انتظار الوظائف.
&
عشرات العربات المتنقلة التي يصطف أمامها الزبائن لتذوق مختلف أنواع الطعام، لم تتطلب من القائمين عليها &سوى الإلمام بمهارات بسيطة ونسبة صغيرة من رأس المال، فيما تتكفل مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الجوال بالتسويق للعربة وما تقدمه من وجبات، وهو ما ساهم في إقبال كبير على هذه العربات، عززه بحث المجتمع على تجارب غذائية مختلفة.
&
خير من البطالة
جميع من يعملون في هذه العربات هم أصحابها، هكذا قال عماد الخالدي، صاحب عربة متنقلة في جدة، مبينا في حديثه لـ"إيلاف" إنه لم يجد فرصة عمل مناسبة بعد تخرجه من الجامعة، فلجأ إلى استغلال هوايته المفضلة، وهي الطبخ، فقام بافتتاح مشروع العربة المتنقلة لمواجهة متطلبات الحياة، مشيرا&إلى ان تأخر فرص العمل&جعلت الشباب يعتمدون على أنفسهم في تحقيق مكاسب مادية عبر ابتكار وسائل كسب جديدة.
&
وقال الخالدي&إن مشروعا صغيرا أفضل من سنوات بطالة، موضحًا انه اختار مشروع العربة المتنقلة بسبب قلة تكلفتها، حيث لا يحتاج المشروع سوى حافلة يتم تحويلها إلى مطعم صغير، ومن ثم صبغها من الخارج بألوان زاهية &وجاذبة، إضافة إلى التدرّب على إعداد "الساندويشات"&المختلفة ، مشيرا إلى أن نمو الظاهرة &تؤكد اختلاف نظرة العمل لدى الجامعيين وحرصهم &على طرق أبواب الاستثمار، بعيدًا من&انتظار الوظائف.
&
تزايد شعبية المطاعم
من جهته، قال ياسر العمودي إن عربات الطعام هي احد المشاريع الشبابية التي اقتحمت المجتمع خلال العام الماضي، وغيرت من نظرة الكثيرين إلى ما قد يستطيع&أن يحققه الشباب من ابتكارات، معللاً إقبال الناس عليها بحب التغيّر في التوجهات الغذائية، مشيرا في حديثه لـ"إيلاف" إلى&أن عصرية وأناقة هذه العربات &وحسن تعامل القائمين عليها مع الزبائن، وتقديم أسعار منافسة ، كانت وراء شعبيتها، حتى باتت أفضل حل للقضاء على البطالة بين الشباب.
&
وقال العمودي إن الكلفة الزهيدة في رأس المال شجعت الكثير من الشباب على مزاولة العمل فيها، حيث تجنّبهم دفع إيجارات للمحلات، وتجنبهم دفع رواتب، إذ إن العاملين&هم أصحابها، فهم الذين يطبخون وهم الذين يسوقون العربة، وبالتالي فإن حصيلة رأس المال &المطلوب لتأسيس هذه المشروع قد لا تزيد عن 200 ألف ريال سعودي، وهو ما يمكن تعويضه في اقل من 6 أشهر من العمل في ظل هذا الإقبال الكبير.
&
تصاريح رسمية
العاملون في العربات اصطدموا بالعقبات الرسمية، حيث كانت البلديات ممتنعة عن منحهم التراخيص، قبل أن تسمح بذلك بعد أن تم اعتماد لائحة عمل العربات، والتي اشترطت استيفاء الشروط والمواصفات الفنية والصحية ونظافة البيئة، مع ضرورة توفير ثلاجة لحفظ المواد الغذائية في السيارات، كما منعت اللائحة وقوف السيارات أمام المدارس والمنازل، أو تجولها داخل الأحياء السكنية، والبعد عن الوقوف بجوار حاويات القمامة.
&
&كما اشترطت اللائحة أن يكون البائع سعودي الجنسية، وان يحصل على شهادة صحية تثبت خلوه من الأمراض المعدية، وان يحصل على رخصة مزاولة المهنة من البلديات، وفي ما يخص تصميم المركبات، اشترطت اللائحة ألا يزيد طول العربة على 1.5 متر ولا يقل عن متر، وأن تكون مصنوعة من الاستيل والألمنيوم الأبيض اللون، وأن يوضح نشاط العربة ورقم ترخيصها.
&
الى ذلك، أطلق بنك التنمية الاجتماعية،&المختص بتمويل المشاريع&الصغيرة،&مبادرة لدعم مشاريع العربات المتنقلة، وذلك من خلال تقديم تمويل يصل إلى 250 ألف ريال للعربة الواحدة، وذلك على شكل قرض&يمنح &للشباب والفتيات الراغبين في العمل بمشروع عربات البيع، بعد استيفاء مواصفات وشروط البلدية لاستخراج تراخيص العربات والمطاعم المتنقلة، والتي تعتبر شرطا لقبول طلبات التمويل.