استعرض معطيات تؤكد حجم وقوة الاستثمارات الصينية بالقارة السمراء
منتدى بمراكش يبرز افاق الشراكة الاقتصادية بين الصين وأفريقيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مراكش: أكدت أشغال "منتدى الصين _ أفريقيا للاستثمار"، التي انطلقت الاثنين، بمراكش، على أهمية الشراكة الاقتصادية التي تجمع الطرفين، وذلك في ظل جملة أرقام ومعطيات، تبرز، من جهة، الدور المتنامي للصين على مستوى المبادلات والاستثمار داخل أفريقيا، والفرص الواعدة التي تمثلها هذه الأخيرة بالنسبة للصين، من جهة ثانية.
ويتميز "منتدى الصين _ أفريقيا للاستثمار"، المنظم من طرف وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المغربية، بتنسيق مع "مجموعة جون أفريك ميديا"، و"بي. أو. آ. أو بيزنس كونسالتينغ"، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، تحت شعار "فتح فصل جديد من الشراكة الاقتصادية الصينية _ الأفريقية"، والذي سبق للمدينة المغربية أن احتضنت دورته الأولى في 2015، بمشاركة 450 فاعلا اقتصاديا، بالصين وأفريقيا.
وتتمثل الأهداف الرئيسية لدورة هذه السنة، من "منتدى الصين _ أفريقيا للاستثمار"، التي تنظم سنتين بعد الأولى التي نظمت، بمراكش، في 2015، والتي تتوزعها جلسة افتتاحية وأخرى ختامية، فضلاً عن ثماني جلسات عامة وورشات، محاور عديدة، على علاقة بسؤال الاستثمارات وتسريعها وتشجيع الشراكات في القطاعات الجديدة المحدثة للنمو وتحفيز الإنتاج المشترك والتموين الصناعي المحلي وتحديد المصالح المشتركة بين استراتيجيات الصين الاستثمارية والأولويات الاقتصادية لإفريقيا وكذا إحداث الإطار المالي والقانوني الذي من شأنه تحفيز المبادلات التجارية والنجاحات الصناعية.
وبسط المتدخلون في جلسة افتتاح المنتدى، الذي يشكل حسب منظميه، مناسبة للتطرق للآليات الكفيلة بإرساء شراكة اقتصادية صينية - أفريقية ناجعة، مع تسهيل اللقاءات في المجال التجاري والاستثمار من أجل دعم شراكة مستدامة وقوية وذات قيمة مضافة بالنسبة للطرفين، جملة أرقام ومعطيات أبرزت الحضور المتعاظم للصين داخل القارة السمراء، مع إبراز الآفاق الواعدة للشراكة الاقتصادية بين الصين وأفريقيا، وما يمكن أن يوفره ذلك من فرص تنموية مربحة للطرفين.
وقال مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، إن "أفريقيا عرفت، في العقد الأخير، تحولات كبيرة"، وأنها "تدخل، اليوم، في مرحلة جديدة من تنميتها، من خلال التركيز على عملية التصنيع؛ حيث ينتظر أن تصير الصين، التي تعتبر المَصْنع العالمي الأول، والتي تعطي لعلاقتها التقليدية مع أفريقيا بعداً جديداً، أول مستهلك عالمي".
وأشار الوزير المغربي إلى معطيات تتعلق بحضور الصين داخل أفريقيا، مشيراً، على الخصوص، إلى أنها "صارت، في ظرف عشرين سنة، الشريك الاقتصادي الأول لأفريقيا"، وأن "المبادلات التجارية الصينية - الأفريقية، ناهزت 190 مليار دولار سنة 2016"، علاوة على أنها، اليوم، "أكثر أهمية من علاقة القارة الأفريقية مع الهند وفرنسا والولايات المتحدة مجتمعين".
وزاد العلمي قائلاً إن "أكثر من عشرة آلاف مقاولة صناعية صينية تعمل في أفريقيا، برقم معاملات يناهز 60 مليار دولار سنوياً، مبرزاً أنه بالنسبة لسنة 2016، كانت الصين المستثمر الخارجي الأول في أفريقيا بأكثر من 36 مليار دولار، مشيراً إلى أن القطاعات الرئيسية التي يشملها الاستثمار، تهم، بشكل أساسي، قطاع البناء والأشغال العمومية بـ42 بالمائة، والصناعة بنسبة 21 بالمائة"، مع إشارته إلى مساهمات المقاولات الصينية في تنمية القارة السمراء، ومن ذلك أنها "ساهمت، في نهاية 2016، في بناء نحو 100 وحدة صناعية بالقارة الأفريقية، علاوة على إنشاء 5756 كيلومترا من السكك الحديدية، و4335 كيلومترامن الطرق السيارة، و9 موانئ، و14 مطاراً"، وغيرها.
ولم يفت المسؤول المغربي أن يؤكد على أن سؤال التنمية يتعين أن يقوم على منطق الربح المشترك، من خلال استثمار ما يتوفر لكل طرف من مميزات ومصادر قوة، تعزز توفراً على نفس الرؤية والرغبة في التنمية ضمن اهتمامات استراتيجية في إطار من الشراكة البناءة.
وأوضح العلمي أن مبادرة طريق الحرير بإمكانها تغيير مشاركة أفريقيا في التبادل العالمي بشكل جذري، معبراً عن يقينه في أن تأخذ أفريقيا بزمام مستقبل صناعتها، من خلال تتبنى استراتيجيات مناسبة.؛ قبل أن يخلص إلى أن الشراكة بين الصين وأفريقيا وصلت إلى مستوى النضج، الذي يمكنها أن ترقى إلى مستوى استراتيجي أفضل، بالنظر الى الإمكانات المتوفرة وأخذا بعين الاعتبار التحديات المطروحة.
من جهته، أبرز لي لي، السفير الصيني بالمغرب، أهمية وآفاق التعاون بين الصين وأفريقيا، منتهياً، بعد استعراض معطيات تؤكد قيمة الحضور الصيني المهم بالقارة السمراء، وانعكاساته التنموية، إلى أن لقاء مراكش "يمثل فرصة للتفكير بشكل جماعي في المستقبل، بصدد العلاقات الصينية الأفريقية التي حافظت على نفس وتيرة تطورها رغم التحولات السياسية الدولية"، مشيراً إلى أن بلاده "ستبقى داعماً أساسياً وشريكاً في تنمية أفريقيا، في سبيل مستقبل أكثر ازدهاراً"؛ فيما تحدث وانغ يونغ، نائب رئيس "صندوق الصين أفريقيا للتنمية"، عن الأدوار التي يقوم بها الصندوق، في إطار الشراكة الاقتصادية الصينية - الأفريقية؛ مؤكدا أن الصين ستواصل انفتاحها العالمي، مع "الرفع من سرعة تطورها بشكل يسمح لها بالمساهمة في بناء القدر الإنساني المشترك". أما مروان بن يحمد، مدير نشر "جون أفريك"، فأكد على أهمية وقيمة الاستثمارات الصينية داخل القارة الأفريقية، مشيراً إلى المستقبل الواعد الذي ينتظر أفريقيا، التي قال عنها إنها "قارة تتطور بشكل أكبر مما نقوله أو نكتبه".