"جمهورية شمال قبرص التركية" تريد تنويع مواردها الاقتصادية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فاماغوستا: فتح أول مركز تجاري كبير في الشطر الشمالي التركي من جزيرة قبرص المقسومة لتشجيع الاستثمارات في هذه المنطقة التي خنقها حظر لعقود وتحاول تنويع مواردها وخفض اعتمادها على أنقرة.
وتحاول "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد ولا تعترف بها سوى انقرة تنويع مواردها لانعاش اقتصادها وخفض اعتمادها على تركيا.
وبعد غزو قوات تركية لقبرص في 1974 ردا على انقلاب يهدف الى الحاق الجزيرة باليونان، فرضت عقوبات دولية صارمة على هذه المنطقة التي تشكل الثلث الشمالي للجزيرة المتوسطية ويبلغ عدد سكانها اليوم 300 الف نسمة.
وتقتصر الرحلات البحرية والجوية منها واليها على الشقيقة الكبرى تركيا التي تمر عبرها ايضا كل السلع المستوردة.
وبينما لا تزال انقرة تمول ثلث ميزانيتها، بدأت "جمهورية شمال قبرص التركية" تحولا لتطوير حكمها الذاتي.
وقال مصطفى بسيم استاذ الاقتصاد في جامعة شرق المتوسط في فاماغوستا المرفأ الكبير في شرق الجزيرة ان "هناك طلبا من السكان لتغيير الوضع القائم". واضاف ان "القبارصة الاتراك ادركوا ان الاعتماد على بلد آخر له نتائج اقتصادية وسياسية لا تعجبهم كثيرا".
وهدف السلطات هو تخفيف الكلفة الهائلة للقطاع العام عبر تشجيع الاستثمارات الخاصة.
وقال "وزير" الاقتصاد والطاقة سونات اتون في مكتبه في القسم الشمالي من العاصمة المقسومة "في السنوات الست الاخيرة وضعنا برامج مساعدة (...) لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والتجار".
واضاف ان "هذا يمر عبر عروض لقروض مغرية بمعدل فائدة ضئيل جدا مثلا".
- الاعتماد على الجاذبية -عندما بدأت تشييد المركز التجاري "سيتي مول" على اطراف فاماغوستا، استفادت عائلة تاريمير وهي اسرة تجار ابا عن جد، من اعفاء من الرسوم على مواد البناء.
وقال المدير العام للمركز التجاري حسن ساري امام احد المحلات التجارية ال45 التي يضمها المركز لوكالة فرانس برس ان "هذا الامر ساعدنا نظرا لاهمية الاستثمار" اي حوالى عشرين مليون يورو للشركة الام "الكتروكور".
وقال انهم ارادوا الاستثمار عندما رأوا العائلات تذهب باعداد كبيرة الى تركيا للتسوق. قال ساري ان "الفكرة هي جمع كل المحلات التي تهمهم في مكان واحد لتشجيعهم على الاستهلاك هنا وتغذية اقتصادنا".
ومن القطاعات الاخرى ذات الاهمية شمال الجزيرة، السياحة والتعليم العالي اللذين يفترض ان يسمحا بالتعويض عن الاغلاق الجغرافي والاقتصادي للجزيرة وتعزيز جاذبيتها.
قال بسيم ان "الجهود كانت كثيرة، من اموال لبنك التنمية الى منح قدمت للجامعات ومؤخرا استثمارات لاقامة مساكن جامعية".
من جهته، يؤكد المسؤولون السياسيون ان هذه الاستراتيجية تؤتي ثمارها. فجامعات "جمهورية شمال قبرص التركية" تجذب عددا من الطلاب حاليا اكبر بثلاث مرات عن 2009، بينهم 80 الف اجنبي.
والسياحة ايضا تشهد ازدهارا. فقد تجاوز عدد زوار الشمال في 2016 المليون شخص معظمهم من الاتراك بينما ارتفعت عائدات القطاع لتصل الى 21 بالمئة من الواردات كما تفيد ارقام رسمية.
لكن تأثير القيود الناجمة عن الحظر الدولي ما زال كبيرا للتفكير في انتعاش الاقتصاد في الامد القصير.
يضاف الى ذلك ان المفاوضات التي تجري بين المجموعتين في الجزيرة لاعادة توحيد قبرص لم تسمح باختراق حقيقي حتى الآن.
وفي هذا الاطار، سيلتقي رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس الاربعاء في نيويورك الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ليعبر له عن "رغبته في مواصلة الحوار".
وقال بسيم "ما زال هناك هامش كبير للتقدم".