اقتصاد

يشارك فيها 30 رئيسًا أجنبيًا وتختتم الاثنين

كوريا الشمالية تفرض نفسها على قمة "طرق الحرير" في الصين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

افتتحت الصين بمظاهر احتفالية كبيرة، الأحد، قمتها الدولية الأولى حول طرق الحرير الجديدة، لكن تجربة صاروخية كورية شمالية جديدة عكرت هذا اللقاء، على الرغم من تحذيرات بكين.

إيلاف - متابعة: افتتح الرئيس الصيني شي جينبينغ رسميًا القمة حول هذه المبادرة الرامية إلى إحياء الطريق التجارية القديمة، التي كانت تؤمّن المبادلات بين أوروبا والشرق الأقصى. ويشارك حوالى ثلاثين رئيسًا أجنبيًا في قمة بكين التي تنتهي الاثنين.

لكن كوريا الشمالية اطلقت، قبل ساعات من افتتاح القمة، صاروخاً بالستيًا اجتاز حوالى 700 كلم ثم سقط في بحر اليابان، كما اعلن الجيش الكوري الجنوبي.

بدت هذه التجربة الصاروخية استفزازًا للصين، التي دأبت على تحذير بيونغ يانغ في الاشهر الاخيرة من اجراء تجارب صاروخية جديدة أو نووية. وقالت الصين إنها "تعارض انتهاك جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية لقرارات مجلس الامن الدولي". اضافت أن "على كل الاطراف ضبط النفس والامتناع عن تصعيد التوتر في المنطقة".

من جهته، اعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني "ناقشا الوضع بالتفصيل في شبه الجزيرة الكورية"، خلال لقاء في بكين و"عبرا عن قلقهما من تصاعد التوتر".

ومنذ وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض في اواخر يناير، تصاعدت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. فقد حذرت الادارة الاميركية من ان الخيار العسكري "مطروح" لحمل نظام كيم جونغ-ان على التخلي عن برنامجه النووي.

وتعتمد واشنطن على بكين لاقناع جارتها الصغيرة بذلك. وتطبق الصين العقوبات الدولية على كوريا الشمالية، وأعلنت في الفترة الاخيرة التوقف عن شراء الفحم من هذا البلد. لكن بكين تحذر من أي استخدام للقوة وتتخوف من الفوضى التي يمكن ان يتسبب بها نزاع في شبه الجزيرة على حدودها.

وقد عكر الملف الكوري افتتاح القمة، التي تجمع حول الرئيس الصيني، رؤساء، منهم نظيراه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان. لكن كبار المسؤولين الغربيين لم يحضروا. ويشارك في القمة وفدان اميركي وكوري شمالي على مستوى منخفض.

"حزام" و"طريق" 
اطلق شي جينبينغ مبادرة "طرق الحرير الجديدة" في 2013 بعيد وصوله الى الحكم، تؤازره الآلة الدعائية العملاقة للنظام الصيني. وتقضي دورة 2017 من طرق الحرير التي تعد "حزامًا" بريًا يترافق مع "طريق" بحرية، بمناقشة مجموعة من الاستثمارات في مشاريع للسكك الحديدية والطرق السريعة والمرافئ والطاقة، اضافة الى مجمعات صناعية او مناطق حرة في آسيا واوروبا الوسطى او في الشرق الاوسط.

وتحظى المبادرة التي تضم 65 بلدًا بالدعم غير المحدود من بكين على ما يبدو. فبنك الصين للتنمية قرر أن يخصص وحده اكثر من 800 مليار يورو للاستثمارات في 900 مشروع. وبذلك يسعى العملاق الصيني الى توفير شبكة أمان لحصوله على المواد الأولية وارسال منتجاته الى اسواقه الرئيسة، ولاسيما في اوروبا.

وتحاول الصين أن ترسخ موقعها في قمة السياسة الدولية، في مواجهة ميول انعزالية لدونالد ترامب. وقال الرئيس الصيني في كلمة الافتتاح، إن "العزلة تؤدي الى التخلف، والانفتاح هو مثل معركة اليرقانة التي تخرج من شرنقتها. وهذا يترافق مع الالم، لكن هذا الالم يعطي حياة جديدة".

من جهة اخرى، اعرب فلاديمير بوتين عن قلقه بالقول إن "مخاطر تجزئة الفضاء الاقتصادي الشامل تزداد وضوحاً". واضاف أن "افكار الانفتاح وحرية التجارة تتعرّض لمزيد من الرفض، وغالبًا ما يرفضها الذين كانوا انصارها قبل فترة طويلة".

واكد اردوغان أن "هذا المشروع سيساهم في ازدهار وتنمية دائمين". واضاف أن "هذا النوع من المبادرات هو الذي يقضي على الارهاب". لكن بعض المراقبين يشتبهون في أن الصين التي تعد ثاني اقتصاد في العالم، تريد تعزيز نفوذها في التجارة الدولية عبر استثمارات تجعل من البلدان المعنية، وخصوصًا في آسيا تدور في فلكها.

واعتبر رئيس غرفة التجارة الاوروبية في الصين يورغ فوتكه في الاسبوع الماضي، "فلنأمل في ألا تكون (طرق الحرير الجديدة) في اتجاه واحد، بل أن تكون طريقاً في اتجاهين". هذا القلق لا ينتاب رئيس الوزراء الفرنسي السابق جان بيار رافاران، الذي يمثل الرئاسة الفرنسية في قمة بكين. وقال: "نشهد ولادة اوراسيا متصلة باورافريقيا".

مشاريع بكين في القمة 
مبادرة "طرق الحرير الجديدة" التي تعقد قمة في شأنها اعتبارًا من الأحد في بكين، هي مجموعة من مشاريع للبنى التحتية الرامية الى ترسيخ العلاقات التجارية للصين في ثلاث قارات: آسيا واوروبا وافريقيا.

المشروع الذي اطلقه الرئيس شي جينبينغ في 2013، معروف في الصين باسم "الحزام والطريق". وهو حزام بري يربط امبراطورية الوسط بأوروبا الغربية عبر آسيا الوسطى وروسيا. اما الطريق البحرية فتتيح لها الوصول الى افريقيا واوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي.

يشارك حوالى 65 بلدًا تمثل 60 بالمئة من سكان العالم، وحوالى ثلث اجمالي الناتج المحلي العالمي، في المبادرة التي تترافق مع استثمارات صينية كثيفة.

وعد الرئيس الصيني بإيداع 100 مليار يوان (13 مليار يورو) في صندوق مخصص لهذا المشروع. وستمنح المصارف الصينية من جهة اخرى قروضًا تبلغ 380 مليار يوان (50 مليار يورو)، كما اعلن الرئيس الصيني.

في ما يلي ابرز المشاريع:

قطارات
باتت السكك الحديدية تربط الصين بحوالى ثلاثين مدينة اوروبية في اقل من ثلاثة اسابيع، وتشكل طريقة نقل تتسم بمزيد من السرعة، لكنها اغلى ايضًا من الطريق البحرية.

في آسيا، سيربط طريق يبلغ طوله 873 كلم، الصين بالساحل التايلاندي. وفي افريقيا، تموّل الصين خطًا يبلغ طوله 471 كلم في كينيا بين العاصمة نيروبي ومرفأ مومباسا على المحيط الهندي.

مرافئ
في تركيا، اشترت ثلاث مؤسسات صينية رسمية قرب اسطنبول مرفأ كومبورت، الذي يعد الثالث في البلاد، ويعتبر نقطة وصل مهمة بين "الحزام" و"الطريق".

في باكستان، سيتم ربط مرفأ غوادار غير البعيد من الحدود الايرانية، بأقصى غرب الصين بعد تجديد 500 كلم من الطريق. وسيؤمن المرفأ للتجارة الصينية منفذًا الى الشرق الاوسط، اسهل من الطريق البحرية لمضيق ملقا (بين ماليزيا واندونيسيا). وسيبنى مطار دولي جديد في غوادار. وتحتج الهند على هذا المشروع المتعلق بالطرق، الذي يعبر قسمًا من كشمير التي تطالب بها نيودلهي.

مجمعات صناعية
في بيلاروسيا، تبني الصين مجمعًا صناعيًا للتكنولوجيا الرفيعة المستوى في مينسك، وهو اكبر مجمع يبنيه العملاق الآسيوي في الخارج. ويقام مشروع مماثل في كوانتان بماليزيا للصلب والالمنيوم وزيت النخيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف