اقتصاد

رواتب مقتطعة ومستثمرون خائفون

الانتعاش الاقتصادي في كردستان العراق يتأثر بسياسة التقشف

رجل يسير في أربيل أمام ملصقات مرشحين للانتخابات النيابية في كردستان العراق بتاريخ 26 سبتمبر 2018
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد انتعاشة شهدها اقتصادها يشكو موظفو كردستان العراق اليوم من تضاؤل مرتباتهم تفرضه سياسة تقشف حكومية منعًا للإفلاس إضافة إلى خسارة البعض لمشاريع أعماله الصغيرة.

إيلاف: خلال 15 عامًا قضاها موظفًا في وزارة الكهرباء، كان سامان قادر يتقاضى نحو 500 دولار شهريًا، لكن حين اضطر إقليم كردستان العراق لاتباع سياسة اقتطاع الرواتب لتجنب الإفلاس، خسر الرجل قرابة نصف راتبه.

تزامنًا مع تقلص راتبه، خسر قادر أيضًا الأعمال الصغيرة، التي كانت تسمح له بزيادة مدخوله الشهري، خصوصًا بعد فشل الاستفتاء على الاستقلال في سبتمبر الماضي، كما يقول الكردي البالغ من العمر 51 عامًا.

يقول قادر في منزله الصغير ذي الأثاث البسيط، حيث يعيش مع زوجته المريضة وأولادهما الأربعة، إن راتبه ازداد قليلًا منذ ذلك الحين، لكنه لم يعد إلى ما كان عليه في السابق. لذلك، تشكل كل نهاية شهر تحديًا له، إذ "يجب دفع الفواتير، وأقساط بناتي في الجامعة، وعلاج زوجتي في إيران"، بحسب ما يقول لوكالة فرانس برس.

لطالما كان إقليم كردستان العراق، الذي ينتخب برلمانه الجديد الأحد، جنة للمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط المضطرب. لكن اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية للبلاد في العام 2014، ووصوله على أبواب أربيل كبرى مدن الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، وتراجع أسعار النفط، والفساد، وقرار بغداد بعدم بوقف المساهمة في ميزانية المنطقة، وحرمانها من 80 في المئة من إيراداتها، كان ضربة كبيرة لاقتصاد كردستان.

مستوى كارثي
يقول مدير مركز كردستان لعلم الاجتماع في جامعة سوران قرب أربيل عادل بكوان لفرانس برس إنه "في بداية العام 2017، وصلت الأزمة الاقتصادية إلى مستوى كارثي".

يضيف "لقد خسر الموظفون الذين يشكلون 60% من السكان العاملين، نصف رواتبهم، لا بل بلغت خسارة البعض 75 في المئة (...) وغادر المستثمرون بأعداد كبيرة، وتوقفت المشاريع القائمة، وارتفع عدد السكان تحت خط الفقر إلى 15 في المئة".

جرى الاستفتاء على الاستقلال، رغم معارضة بغداد والمجتمع الدولي. وردًا على ذلك، استعادت بغداد السيطرة على جميع المناطق المتنازع عليها، وبينها حقول كركوك النفطية، وقسمت المحفظة الكردية نصفين، قاضية على كل أمل بدولة مستقلة.

كان إنتاج حقول كردستان وكركوك يبلغ 600 ألف برميل يوميًا، تُصدر 550 ألفًا منها عبر ميناء جيهان التركي، ومع خسارة حقول كركوك، خسر الأكراد نصف إنتاج الذهب الأسود.

ومع انهيار حلم الدولة، لم يبق أمام الإقليم إلا إعادة التفاوض على جزء من الموازنة الاتحادية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في اقتصاد قائم على عائدات النفط، وحيث تثقل مؤسساته المحسوبيات التي تمارسها الأحزاب الكبيرة التي تتقاسم السلطة في كردستان منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003.

يقول بكوان إنه "منذ أبريل الماضي، وبعد تدخل مباشر من واشنطن، هدأت العلاقات بين بغداد وأربيل، لكن لم يتم تطبيعها"، مضيفًا أن "بغداد تدفع إلى كردستان حاليًا جزءًا من نصيبه من الميزانية الاتحادية: مليار دولار شهريًا".

عودة المشاريع&
لكن الخبراء يرون أن الأمر سيتطلب الكثير لسد العجز في كردستان، الذي يكافح لتنويع مصادر اقتصاده، لا سيما بعد ستة أشهر من الحصار الجوي الذي فرضته بغداد، وإغلاق المنافذ الحدودية مع إيران وتركيا.

لكن نوزاد غفور نائب رئيس غرفة التجارة في السليمانية، ثاني أكبر مدن كردستان العراق، يؤكد أن الوضع الاقتصادي والاستثمار في تحسن منذ بداية العام. يقول غفور إن العام الحالي شهد بداية "400 إلى 500 مشروع جديد في عموم الإقليم، مشاريع سياحية وسكنية وصناعية وخدمية".

يضيف أنه "في غضون الأعوام الأربعة المقبلة، سيتم توفير أكثر من 40 ألف فرصة عمل"، فيما يعلن شاب من بين خمسة تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا في كردستان أن "ليس هناك أمل بالحصول على وظيفة في يوم من الأيام"، بحسب تقرير أممي صدر أخيرًا.

لكن ذلك لم يلغ فورة التذمر الاجتماعي. فقد خرج معلمون وأطباء وموظفون، إضافة إلى مقاتلي البشمركة، إلى الشوارع لأسابيع، في تظاهرات سقط فيها قتلى. وفي هذه المنطقة التي تعيش 87 في المئة من عائلاتها بأقل من 850 دولارًا شهريًا، فإن انتخابات الأحد، وهي الأولى منذ الاستفتاء، ليست إلا عزاء سيئًا للسكان.

يقول بكوان إن "الفئات الاجتماعية المهمشة من قبل النظام السياسي، والمحرومة بشكل كبير من النظام الاقتصادي، والمنبوذة من النظام التعليمي، هي في وضعية انعدام الثقة بالنخب السياسية". يضيف أن "هذه القاعدة الاجتماعية غير المتكاملة لا ترى أي أمل في تحسين ظروفها المعيشية بالتصويت لمصلحة أحد الأحزاب".

حتى ولو أشار الخبراء إلى عزوف كبير عن المشاركة في الانتخابات، فإن روا برهان (20 عامًا) سيدلي بصوته الأحد، آملًا في أن تفتح الحكومة الكردستانية المقبلة "صفحة جديدة في العلاقات مع الحكومة العراقية". ويرى هذا الشاب، وهو ابن موظفين انخفض دخلهما بشكل حاد من 1700 إلى 800 دولار شهريًا، أن على أربيل "أن تتفق على الميزانية وتخلص الشعب من المعاناة المعيشية".
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحصار الاقتصادي الشيعي العراقي
Rizgar -

استعمل الشيعة الحصار الاقتصادي على كوردستان وقطع الميزانية لتجويع الشعب الكوردي وتدمير كوردستان . تزويد امريكا الكيان العراقي باسلحة فتاكة شجع الحكومة الشيعية في انفال وتعريب وحرق وتدمير كوردستان . ارسال داعش الى كوردستان وقطع الميزانية وغلق المطارات وعدم دفع الاموال لمزارعي كوردستان وحرق قرى كوردستان .....سياسات شريرة منذ ١٩٢١ نابعة من حقد عرقي متجذر في نفوس وعقلية عاصمة الانفال .

عنصريتهم الدفينة ؟
⌚⌚⌚⌚ -

الجيش السوري : سنقاتل الاكراد لانهم انفصاليون . الجيش الحر : سنقاتل الاكراد لانهم حلفاء النظام و كفرة . حزب الله : سنقاتل الاكراد لانهم اسرائيل الثانية . ايران : سنقاتل الاكراد لانهم ادوات الاستعمار وامريكا . داعش : سنحارب الاكراد لانهم مرتدون . جبهة النصرة : سنحارب الاكراد لانهم ملحدون . تركيا : سنحارب الاكراد لانهم ارهابيون . العراق : سنقاتل الاكراد لا نهم انفصاليون

تفاجاء
卡哇伊 -

اكثرية الكورد تفاجاءو بالسياسات العنصرية من قبل الشيعة ضد كوردستان . لان الشيعة كانوا ياكولون ويشربون ويهربون الى كوردستان ....حتى القيادات الكوردية تعجبوا الحقد المتجذر من قبل الشيعة . شخصيا اتصور انه تجربة عميقة ومهمة بالنسبة للشعب الكوردي

استقلا ل كوردستان آت .....ويل لكم ايا محتلي كوردستان .
K♥u♥r♥d♥i♥s♥t♥a♥n -

لقد حقّق، مسعود بارزاني، نجاحاً باهراً في هذا الاستفتاء، بغض النظر عن نتائجه وتبعاته، هو شغل العالم قاطبة برفضه المطلق لكل الوعود المعسولة بتأجيل أو إلغاء مشروع الاستفتاء، من قبل القوى العظمى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية، وأوصل اسم كوردستان ووجود الشعب الكوردي لكل زوايا وثنايا الأرض، وكان الاستفتاء بالون اختبار، فعرف الكورد أعداءهم وأصدقاءهم، أفراداً، منظمات، ودولاً، وهذا مكسب عظيم لرسم خارطة حياة الكورد وعلاقاتهم وتعاونهم مستقبلاً، سواء مع الشركاء أو الحلفاء أو الأصدقاء أو الأعداء.

لا مستقبل لكوردستان طالما
لا مستقبل لكوردستان طالما -

لا مستقبل لكوردستان طالما تحكم من قبل رئيس أبدي شبه أمي متأثر بثقافة صدام حسين والقذافي والأسد وطالما إخطبوط عائلتي البارزاني والطالباني يقطعا الهواء النقي عن كوردستان العراق التي تحولت تحت حكم الرئيس المفدى البارزاني الى مجتمع متخلف متزمت يسبح في مستنقع الدين والعشائرية. كوردي

منافقي قادة الأكراد
سدوح الأطرقجي -

سياسات الكرد عبر عشرات السنين هي التي أوصلتهم لهذا الحال .. قدم مسعود البارزاني رسالة أعتذار لقاسم سليماني يعترف بتسرعه للأستفتاء رغم تحذيرات العبادي له بأن القوات التركيه ستدخل كردستان لو أعلنت أنفصالها وكان العراق رحيما بهم فجنبهم غزو أيران وتركيا .. كانوا يحلمون بحصولهم على صفة نائب في برلمان في البرلما ن العراقي فأصبحوا رئيس دوله العراق ووزراء سيادين رغم غدر وخيانات وأرهاب البارزاني الذي كل مؤهلاته هو خادم مطيع لأسرائيل ويلبي كل مايطلبه منه حتى لو حرق الشعب العراقي .. الشيعه وخاصه أياد علاوي وعادل عبد المهدي هم الذين مكنوا مسعود من المتمرد وأستمراره بأحتقار سياسي العراق من الشيعه والسنه رغم أنه رجل عشائري وشبه أمي ومتخلف أجتماعيا وجبانا كان يتمسح بأكتاف صدام ..