اقتصاد

بكين وواشنطن تتبادلان التهديدات التجارية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بكين:  وجهت الصين الجمعة ردها الاول على الولايات المتحدة ملوحة بفرض رسوم جمركية على أكثر من مئة منتج أميركي وذلك بعد ساعات على شن الرئيس الاميركي دونالد ترامب هجوما على الاقتصاد الثاني في العالم.

وأثار شبح حرب تجارية بين الاقتصادين العملاقين الى تدهور في البورصات العالمية مع تراجع باكثر من 3% في شنغهاي وأكثر من 4,5% في طوكيو بعد ان خسرت وول ستريت الخميس نحو 3%.

وحذرت الصين الجمعة الولايات المتحدة بانها "لا تخشى ابدا من حرب تجارية"، مضيفة "اذا بدأت الولايات المتحدة حربا تجارية، فان الصين ستكافح حتى النهاية من أجل الدفاع عن مصالحها الشرعية بكل السبل الضرورية".

شن ترامب هجومه التجاري الذي لوح به مرارا ضد الصين لكنه كان أقرب الى تحذير منه اجراءات فورية للرد على "الممارسات غير المشروعة" وفق تعبيره للعملاق الاسيوي.

ورحب نائب الرئيس الاميركي مايك بنس بهذا الموقف قائلا "لقد ولى عهد الاستسلام الاقتصادي".

وقالت وزارة التجارة الصينية ان "الصين لا تريد خوض حرب تجارية، لكنها ايضا لا تخشى من حرب تجارية". 

ووقع ترامب "مذكرة تستهدف العدوان الاقتصادي للصين" واشار الى اجراءات عقابية ضد الواردات الصينية يمكن ان تصل قيمتها الى "60 مليار دولار" وذلك بهدف وضع حد لما يقول انها منافسة غير مشروعة من جانب الصين وسرقة للملكية الفكرية. وكان مستشاروه تحدثوا في وقت سابق الخميس عن "نحو 50 مليار دولار" من الواردات الصينية.

وبات أمام الادارة الاميركية مهلة 15 يوما لنشر لائحة بالمنتجات التي ستفرض عليها رسوما.

لحوم الخنزير ونبيذ

الا أن الادارة الاميركية لم تكن واضحة تماما بشأن المقصود بهذه المبالغ وهل هي قيمة الواردات التي ستفرض عليها رسوم او قيمة الرسوم على هذه الواردات؟

وسارعت الصين الى اعلان لائحة من 128 منتجا أميركيا يمكن ان تفرض عليها رسوما بين 15 و25% في حال فشلت المحادثات مع واشنطن.

الا ان اجراءات الرد هذه تبدو معتدلة فالمنتجات المستهدفة تمثل 3 مليارات دولار من الواردات الصينية في العام الماضي، اي بالكاد 2% من اجمالي الصادرات الاميركية الى هذا البلد والتي بلغت قيمتها 154 مليارا بحسب الجمارك الصينية.

وبين المنتجات التي سيتم فرض رسوم بنسبة 15% عليها الفاكهة الطازجة والنبيذ والجينسنغ والايثانول وايضا انابيب الصلب غير الملحومة، بينما سيتم فرض رسوم بنسبة 25% على لحوم الخنزير والالمنيوم المعاد تدويره.

الا ان اللائحة لا تتضمن الصويا لانه وفي حال فرض رسوم عليه فان العواقب يمكن ان تكون خطيرة على المزارعين الاميركيين خصوصا في الولايات التي دعمت ترامب في الانتخابات الرئاسية في 2016.

وعلقت خبيرة الاقتصاد بيتي وانغ من مصرف "ايه ان زي" ان اجراءات الرد " تعتبر "غير صارمة نسبيا"، مضيفة ان بكين تسعى بكل السبل الى الحوار.

تهدئة مع الاتحاد الاوروبي 

تم اعلان هذه الاجراءات ردا على رسوم الجمارك التي أعلنتها واشنطن على الواردات الاميركية من الالمنيوم والصلب والتي من المفترض ان تدخل حيز التنفيذ الجمعة.

على هذا الصعيد، سعت ادارة ترامب الى التهدئة مع العديد من شركائها الرئيسيين من بينهم الاتحاد الاوروبي، مع اعلانها تعليق هذه الضرائب حتى الاول من ايار/مايو المقبل.

ومع ان الصين المنتج الاول في العالم للفولاذ الا انها لا تؤمن سوى 2% من واردات الولايات المتحدة واقل من 10% من الالمنيوم. لكن ادارة ترامب تشدد على ان الهدف الرئيسي لهذه الاجراءات هو الصين التي لا تزال منذ زمن تعتمد زيادة مفرطة في الانتاج.

تعتبر واشنطن وبكين حاليا شريكين اقتصاديين وثيقين الا ان الولايات المتحدة تندد بعجز تجاري هائل ازاء الصين (375.2 مليارات دولار في 2017 بحسب الجمارك الصينية).

وكرر ترامب انه طلب من كبار المسؤولين الصينيين "الحد فورا من هذا العجز البالغ مئة مليار دولار"، وشدد على ان "المعاملة بالمثل هي الاساس"، وعلى ان الصين "بلد صديق".

"مقدمة" الى مفاوضات 

أكد وزير التجارة الاميركي ويلبور روس ان العقوبات الجديد هي قبل كل شيء "مقدمة الى سلسلة من المفاوضات".

أما الممثل الاميركي للتجارة روبرت لايتهايزر فأشار الى ان هذه الاجراءات تهدف خصوصا الى حماية قطاع التكنولوجيا المتطورة الذي اعتبر "الجزء الاهم" من الاقتصاد الاميركي.

وتشعر واشنطن بالقلق خصوصا ازاء نظام الشركات المشتركة الذي تفرضه بكين على نظيراتها الاميركية: اذ تفرض عليها لقاء السماح لها بالعمل في الاسواق الصينية ان تتقاسم جزءا من تقنياتها مع نظيراتها المحلية.

وأطلقت الولايات المتحدة اجراءات ضد الصين في منظمة التجارة العالمية حول قضية براءات الاختراع.

واعلن مكتب الممثل التجاري الاميركي في بيان ان "الولايات المتحدة تتقدم بشكوى امام منظمة التجارة العالمية على الممارسات التكنولوجية غير المنصفة للصين والتي تخالف قواعد المنظمة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف