اقتصاد

لا خوف على الليرة اللبنانية المدعومة نقديًا وسياسيًا

هل تؤثر الضربة الأميركية على سوريا في إقتصاد لبنان؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كيف يتأثر لبنان من الناحية الإقتصادية بعد ضرب أميركا مع فرنسا وبريطانيا لمقار عدة في دمشق، وفي حال تكرّر الأمر في المستقبل هل من خوف على الليرة اللبنانية؟.

إيلاف من بيروت: بعد الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا على مركز البحوث العلمية وقواعد ومقار عسكرية في دمشق ومحيطها،  يطرح السؤال عن مدى تأثير العامل الأمني في المحيط اللبناني على اقتصاده خصوصًا مع الصيف المقبل.

يعتبر الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة في حديثه لـ"إيلاف" أنه من خلال النظرية الإقتصادية العامل الأمني يبقى عنصر ثقة أساسيًا للإقتصاد، ومع عدم وجود الثبات الأمني تختل الثقة بالإقتصاد، وبالتالي يخف الإستثمار وكذلك الإستهلاك.

فعليًا على الأرض هناك قراءات متناقضة للأمر، ومما لا شك فيه إذا استمرت الولايات الأميركية في ضرب سوريا بغضّ النظر عن أهدافها الإستراتيجية من الممكن أن تصل إلى مواجهة مع روسيا، وهذه قد تكون سابقة في التاريخ، مع وجود جبهات أخرى في أوروبا الشرقية، وأماكن أخرى يمكن أن ينتقل التوتر إليها.

تداعيات متوقعة
المخاوف تكمن في أن تكون أولى تداعياتها من خلال ارتفاع سعر النفط، وقد ارتفع فعلًا في العالم، وهناك مخاوف في المنطقة أن يحصل النقص في النفط في العرض، لذلك ارتفعت الأسعار، فقد وصلت أخيرًا إلى حدود الـ65 دولارًا للبرميل، والنفط منذ فترة كان بوضع تعيس. أما التداعيات على لبنان فستكون من خلال الفاتورة الحرارية التي هي بحدود الـ5 مليار دولار في لبنان سوف ترتفع، وعجز مؤسسة كهرباء لبنان سوف يرتفع أيضًا.

فضلًا عن السياحة في لبنان التي ستتضرر في حال استمرت الضربات الأميركية على سوريا، لأن لا سائح سوف يأتي إلى لبنان، في منطقة هي أتون للحرب، وهذا الضرر سيكون مباشرًا على لبنان، نتيجة تكرار الضربات على سوريا من قبل أميركا.

سيّاح خليجيون
ولدى سؤاله هل سنشهد تراجعًا لسماح الخليجيين للمجيىء إلى لبنان بعد الضربة الأخيرة لأميركا على سوريا؟. يجيب عجاقة أن الأمر مؤكد بأن الحظر على الخليجيين في المجيىء إلى لبنان سيستمر، وهو أمر بديهي، لأن دول الخليج لن تقبل بتعريض حياة المواطنين للخطر، وكذلك الانفتاح الخليجي على لبنان، خصوصًا بعدما شاهدناه في مؤتمر سيدر 1 من دعم خصوصًا من قبل السعودية، يبقى كله مشروطًا نسبة إلى ملف حزب الله في لبنان. ولن يأتي الخليجيون في حال استمرت الضربات على سوريا.

انتخابات لبنان هل تؤجل؟
إضافة إلى ذلك، يتابع عجاقة، في ظل الأجواء الحالية في نتائج الانتخابات النيابية، ومع تكرار ضرب أميركا لسوريا، يتوقع أن نشهد تأجيلًا للانتخابات النيابية في لبنان، لأسباب قاهرة.

وردًا على سؤال في حال تأجلت الإنتخابات النيابية كيف ينعكس الأمر اقتصاديًا على لبنان؟. يجيب عجاقة أن مؤتمر سيدر 1 يربط كل القروض الإقتصادية بالإصلاحات في لبنان، التي من المفترض أن تحصل بعد الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة الجديدة، وهذا الأمر يعني بكل بساطة بأنه مع تأجيل انتخابات لبنان سنحصل أيضًا على تأجيل لتطبيق مؤتمر سيدر 1، وهو تأخير سيكون على جميع الأصعدة، وستكون نتائجه غير محمودة على لبنان. والانتخابات إذا تأجلت ستشكل ضربة كبيرة للإقتصاد في لبنان، خصوصًا لجهة الثقة.

مصير الليرة اللبنانية
هل من خوف على الليرة اللبنانية بعد الضربة الأميركية على سوريا؟. يلفت عجاقة إلى أن هناك أسبابًا نقدية، وأخرى سياسية، تمنع تدهور الليرة في لبنان. أما الأسباب النقدية فتكمن في وجود 44 مليار دولار احتياط عملات أجنبية، إضافة إلى 11 مليار دولار احتياط ذهب، إلى جانب 12 مليار دولار أصول للمصارف اللبنانية في بنوك خارجية.

معها كلها نحصل على نحو 67 مليار دولار،  وهناك استحالة تقنية بأن تتأثر الليرة اللبنانية، وقد لمسنا مدى أهمية لبنان الإستراتيجية بعد مؤتمر سيدر 1، وهي ليست بسبب الموقع، بل لمسناها في خطاب الرئيس الفرنسي من خلال الوقوف إلى جانب لبنان، ولم تكن مشروطة، بسبب أهمية لبنان الإستراتيجية التي تكمن في وجود مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان، وهؤلاء في حال اندلعت الحرب في لبنان أو مع وجود أزمة نقدية في لبنان سوف يهاجرون إلى الخارج. وهذا لا يناسب المجتمع الدولي. 

كذلك إذا انهارت الليرة اللبنانية هناك مخاوف من اندلاع الفوضى في لبنان، وهذا لا يناسب الدول الغربية، أي أن يكون لبنان في أزمة، خصوصًا بسبب قربه من إسرائيل، وكذلك هناك مصالح إقتصادية للدول الغربية، خاصة المصالح التي تتعلق بالثروة النفطية، لذلك نستصعب أن يتخلى المجتمع الدولي عن لبنان، ولن يسمح بالتالي بانهيار العملة اللبنانية.


 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف