اقتصاد

حصاد عام منصرم على أبواب عام جديد

أكثر 10 أزمات اقتصادية حدةً واجهها العالم في عام 2019

لبنانيون يتسوقون في متجر في بيروت في 14 ديسمبر 2019
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

دخلت عدة دول خلال العام الذي أشرف على النهاية في أزمات اقتصادية تسببت في بعضها باندلاع احتجاجات كبيرة وعنيفة ضد الأوضاع المتردية. في هذا التقرير أشد 10 أزمات اقتصادية ألمت بدول العالم في 2019.

"إيلاف" من بيروت: شهد العالم خلال عام 2019 تعثر النمو الاقتصادي غير المهيأ لمواجهة التوتر التجاري وتنامي القطاع الرقمي والتغير المناخي، وعانت عدة اقتصادات حول العالم الركود والأزمات.

في ما يأتي 10 أزمات اقتصادية حادة أصابت دولًا في 2019.

1- أزمة تشيلي

اندلعت الأزمة الأخيرة في ما يُعتبر عادةً واحدة من أكثر بلدان أميركا اللاتينية استقرارًا بسبب الاحتجاجات على ارتفاع أسعار النقل العام، لكنها تعكس الغضب الشديد من عدم المساواة الاقتصادية الشديدة في تشيلي، فضلاً عن النظام التعليمي والرعاية الصحية باهظة الثمن، مقارنة بالمعاشات التي يراها الكثيرون غير كافية.

انفجر الغضب الاجتماعي في تشيلي وتجسد بتظاهرات عنيفة وعمليات نهب، بعد إعلان زيادة نسبتها 3,75 في المئة على رسوم مترو سانتياغو. اتسعت الحركة التي يتسم المشاركون فيها بالتنوع ولا قادة واضحين لها، يغذيها الاستياء من الوضع الاجتماعي والتفاوت في هذا البلد الذين يضم 18 مليون نسمة.

2- أزمة لبنان

انفجر الشارع في لبنان اعتراضًا على الفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية المالية والاجتماعية، بعد أن تدهور وضع المالية العامة تدهورًا حادًّا في عام 2018، واتسع عجز الموازنة العامة ليصل إلى 11.5 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وبلغ الدّين العام &85.3 مليار دولار بنهاية يناير 2019، ووصل إلى 85.7 مليار دولار بنهاية يونيو 2019. ناهيك عن أزمة شح الدولار في الأسواق وتهاوي سعر الليرة اللبنانية.

يُعتبر ارتفاع الدين العام والعجز المالي ونسبتهما إلى الناتج المحلي من أخطر ما تعانيه المالية العامة في لبنان، وما يستتبعه من تداعيات اجتماعية ومعيشية خطيرة تُرهق المواطن اللبناني بالضرائب والرسوم المرتفعة وسياسة التقشف، وهو انعكاس لحالة الفساد المستشرية في الدولة اللبنانية وإداراتها العامة.

3- أزمة فرنسا

استمرت حركة "السترات الصفر" في هذا العام، حيث شرع ناشطون في جمع التوقيعات احتجاجًا على غلاء المعيشة وزيادة الضريبة على الوقود، وهو ما اعتبره الغاضبون "استهدافًا" للطبقة المتوسطة ذات الموارد المحدودة.

​المحتجون رفعوا شعارات مناوئة للرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته في حركة استباقية لحزمة الإصلاحات التي أعلنها على ضوء "الحوار الوطني الشامل".

4- أزمة هونغ كونغ

التنمية الاقتصادية غير المتوازنة، واللامساواة الشاسعة، وتقاعس حكومة هونغ كونغ عن معالجة قضية الاقتصاد، عوامل أشعلت غضب الشعب وفجرت احتجاجات واسعة. أدت التنمية الاقتصادية غير المتوازنة في السنوات الأخيرة إلى تفاوت هائل في الدخل في هونغ كونغ. وبينما تتناقص الوظائف ذات الأجور المرتفعة في هذه الصناعات، تتزايد مصاعب الحياة اليومية على الناس أكثر فأكثر.

قال وزير مالية هونغ كونغ إن المدينة دخلت في حالة ركود بعد أكثر من خمسة أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي لا تظهر أي علامات على التراجع.

5- أزمة إيطاليا

دخلت إيطاليا هذا العام في أزمة اقتصادية كبيرة، حيث إن مديونيتها تتجاوز قدرتها الفعلية على السداد، والقطاع المصرفي في حالة يرثى لها، والضغط شبه اليومي على المنظومة المصرفية الإيطالية في تصاعد، بطريقة بات المختصون يخشون من أن يستيقظ المجتمع الدولي يومًا ما على أصداء انهيار أحد البنوك الإيطالية، لتكون تلك هي طلقة البداية لمسار طويل من الانحدار وانهيار الاقتصاد الإيطالي والأوروبي والعالمي.

إجمالي الدين العام الإيطالي يبلغ حاليًا 2.7 تريليون دولار، وكنسبة من الناتج المحلي الإجمالي يبلغ 132.2 في المئة، ويُتوقع أن ترتفع تلك النسبة إلى 135 في المئة العام المقبل، لتصبح إيطاليا بذلك رابع دولة مدينة في العالم، بعد الولايات المتحدة واليابان والصين، والأعلى بالطبع في منطقة اليورو.

6- أزمة إيران

زادت العقوبات الأميركية الصارمة على الاقتصاد الإيراني، والتي وصفت بـ "الأشد على الإطلاق"، من معدل التضخم بأسعار السلع المستوردة إلى نحو 150 في المئة، بالتوازي مع أزمة اقتصادية وخيمة تمر بها البلاد منذ العام الماضي.

بعد أن تم تداول الريال الإيراني بسعر 32 ألفًا مقابل الدولار الواحد في وقت الاتفاق النووي لعام 2015. تخطى الريال هذا العام 140 ألف مقابل الدولار الواحد، وفقد الكثيرون مدخراتهم.

7- أزمة تركيا

ازدادت حدة الأزمة الاقتصادية في تركيا خلال عام 2019، خصوصًا مع اتساع عجز الميزان التجاري، وارتفاع تكلفة واردات الطاقة بعد قرار الولايات المتحدة بإلغاء الإعفاءات الممنوحة لتركيا بمواصلة شراء النفط الإيراني إضافة إلى تدهور قيمة العملة المحلية، وصعود معدلات التضخم.

تضررت البنوك التركية بشدة من ارتفاع حجم الديون المتعثرة والمشكوك في تحصيلها، وطلبت العديد من الشركات المدنية إعادة جدولة ديونها. كما أدى التراجع الملحوظ للاقتصاد التركي إلى إثارة شكوك ومخاوف المستثمرين، مع توجه تركيا نحو فرض ضريبة 0.1 في المئة على تعاملات العملات الأجنبية في خطوة ربما تزيد من إيراداتها، لكنها تمثل في الوقت ذاته إشارة خاطئة إلى الأسواق؛ لأنها ستؤدي حتمًا إلى عزوف الأجانب عن الاستثمار في تركيا.

8- أزمة الأرجنتين

دخل الاقتصاد الأرجنتيني هذا العام في أزمة عميقة وسط ارتفاع ملحوظ في معدل التضخم، وزيادة كبيرة في معدل الفقر بين المواطنين بلغت 33 في المئة من إجمالي عدد سكان البلاد المقدر بـ45 مليون نسمة، وارتفاع الديون إلى 325 مليار دولار.

شهد البيزو الأرجنتيني هبوطًا حادًا، تزامن مع إشارة وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني إلى إنها تتوقع أن ينكمش اقتصاد الأرجنتين بنسبة 2.5 في المئة في 2019، انخفاضًا من تقدير سابق بلغ 1.7 في المئة. مضيفة أنها تتوقع أن يرتفع الدين الحكومي للأرجنتين بنحو 95 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2019.

9- أزمة البرازيل

شهدت البرازيل في منتصف شهر يونيو الماضي موجة واسعة النطاق من الاحتجاجات الشعبية، اعتراضًا على إصلاح نظام المعاشات التقاعدية.

انكمش أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية بنسبة 0.2 في المئة في الربع الأول من عام 2019، وخفض البنك المركزي البرازيلي أسعار الفائدة، فيما تقوم حكومة الرئيس يير بولسونارو بتقديم مدفوعات نقدية للعمال في محاولة لتحفيز النمو.

10- أزمة المكسيك

واجهت المكسيك خلال عام 2019 مشكلة اقتصادية مرشحة للتفاقم بعد أن انكمش الاقتصاد عدة أشهر على التوالي، ما عكس تأرجحه على حافة الركود فى ظل ضغوط أميركية على الحكومة المكسيكية بسبب أزمة الجدار الحدودي بين البلدين.

خفض الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الإنفاق الحكومي وتوقفت الشركات عن الاستثمار خوفًا من مخاطر الحرب التجارية، كما أُلغيت خطط العديد من المشروعات القومية، بينها تشييد مطار جديد بقيمة 13 مليار دولار، إلا أن تلك الإجراءات لم تكن كافية، حيث يواصل الإنتاج الصناعي تراجعه وسط انخفاض إنتاج البترول الخام، وتراجع ثقة المستهلك.

أظهرت بيانات النصف الأول من عام 2019 أن نشاط البناء يقف عند أدنى مستوى في 13 عامًا، كما أن معدل تدشين الوظائف انخفض بنسبة 39 في المئة في الفترة نفسها.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "فوربس" و"غارديان" و"واشنطن بوست" و"غلوب بوست" و"المونيتور". الأصول منشورة على الروابط:
http://bit.ly/2Q6NeRC
http://bit.ly/2F1vFfp
https://wapo.st/2Q5zgPM
http://bit.ly/37mV4MW
http://bit.ly/2swZPo5

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف