إثر الرد الصاروخي الإيراني
أسعار النفط تقفز والأسهم تتهاوى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: سجلت اسعار النفط ارتفاعا جديدا، بينما بلغت أسعار الذهب أعلى مستوياتها منذ أكثر من ست سنوات وتراجعت أسعار الأسهم الإثنين وسط مخاوف من نزاع كبير في الشرق الأوسط بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في غارة أميركية الجمعة في العراق.
واتفق قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا على العمل معا لخفض التصعيد في الشرق الأوسط. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب حذر من "رد كبير" ضد طهران بعدما هددت بالانتقام لمقتل سليماني الذي صدم الأسواق العالمية وأثار عمليات بيع أسهم وارتفاعا في أسعار النفط.
عزز النفط والذهب مكاسبهما الاثنين. وبلغ سعر الذهب 1588,13 دولارا للأونصة الواحدة - وهو رقم سجل للمرة الأخيرة في ابريل 2013 - مع لجوء المستثمرين إلى المعادن الثمينة كملاذ آمن.
أوضاع متوترة في الشرق الأوسط
قال جاسبر لولر المحلل في مجموعة "لندن كابيتال" أن "الخسائر تعزز اليوم ضعف أسواق المال الذي بدأ الجمعة عندما أدت ضربة أميركية إلى مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني". وأضاف أن "احتمال انتقام إيران لمقتل سليماني ثم رد الولايات المتحدة يقلصان الآمال في خفض للتصعيد".
واعلنت إيران الأحد التخلي عن التزامات إضافية بموجب الاتفاق النووي بينما طلب البرلمان العراقي رحيل القوات الأميركية من البلاد.
تثير الأزمة قلق المستثمرين بعدما كانوا متفائلين في ظل استعداد الولايات المتحدة والصين لتوقيع مرحلة أولى من اتفاق تجاري في الأسبوع المقبل، وورود أرقام تشير إلى تحسن طفيف في الاقتصاد العالمي.
وارتفعت أسعار نوعي النفط المرجعيين في المبادلات في آسيا، إذ تجاوز سعر برميل برنت ليلا السبعين دولارا للمرة الأولى منذ سبتمبر الماضي عندما أدت هجمات على منشأتين سعوديتين إلى انخفاض إمدادات أكبر دولة مصدرة للذهب السود في العالم بمقدار النصف تقريبا.
قرابة الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم مارس 63,78 دولارا في لندن بزيادة نسبتها 1,2 بالمئة عن سعر الإغلاق الجمعة. وفي نيويورك، بلغ سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم فبراير 69,44 دولارا بزيادة نسبتها 1,2 بالمئة.
من جهته، أطلق الرئيس الأميركي الذي يواجه انتقادات بسبب العملية ودعوات إلى خفض التوتر، سلسلة تصريحات مؤكدا أن البيت الابيض حدد عشرات المواقع لاستهدافها في ضربات ردا على اي عمل انتقامي من إيران. وأكد ترمب أنه لا يحتاج موافقة الكونغرس حتى لضربات "غير متكافئة".
قال راي اتريل المحلل في البنك الوطني الاسترالي إن "التوتر الجيوسياسي سيبقى مرتفعا في الايام المقبلة على ما يبدو، ما يدعم اسعار النفط ويمكن أن يبقي أسواق المال في موقف دفاعي".
وارتفعت أسعار الملاذات الآمنة المعروفة كالعادة عند حدوث اضطرابات، ليسجل الذهب اعلى سعر له منذ منتصف 2013، والين الياباني أعلى سعر له مقابل الدولار منذ ثلاثة أشهر.
تذكير جيوسياسي جديد
قال ستيفن اينيس المحلل في شركة "اكسي تريدرز" إن "الإنذار السيء الذي لم يكن أحد يرغب ببدء العام به أثار قلق أسواق الاسهم العالمية حيث كان المستثمرون يتوقعون بعض السلاسة بعد الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق تجاري" أميركي صيني. واضاف "إنهم يبحثون الآن جاهدين عن ملاذات آمنة".
وسجلت أسواق الأسهم خسائر بعد وول ستريت حيث تراجعت المؤشرات الرئيسة الثلاثة عن مستويات قياسية كانت سجلتها. وأنهت أسواق المال السبع في دول مجلس التعاون الخليجي انخفاضا حادا وسط مخاوف من هجمات انتقامية إيرانية على مصالح أو قوات أميركية.
يستضيف عدد من هذه الدول مثل الكويت وقطر والبحرين قواعد عسكرية أميركية كبيرة بينما تنتشر قوات أميركية في السعودية.
وامتدت الخسائر إلى أسواق الأسهم في آسيا حيث تراجعت بورصة طوكيو حوالى 2 بالمئة خلال جلسة سوداء كانت الأولى في بداية العام.
وخسرت بورصات هونغ كونغ 0,8 بالمئة، وسنغافورة 0,7 بالمئة وسيول 1 بالمئة، بينما تراجعت بورصات تايبيه وبومباي (1 بالمئة كل منهما) ومانيلا (0,9 بالمئة) وجاكرتا (0,7 في المائة).
أما بورصة شغهاي فقد أغلقت بلا تغيير وسط ترحيب المستثمرين بتعهد السلطات الصينية في نهاية الأسبوع دعم القطاع المصرفي المضطرب في البلاد والشركات الصغيرة في مواجهة تزايد الديون.
في المقابل، ارتفعت أسعار أسهم شركات الطاقة مدفوعة بارتفاع اسعار النفط. فقد ارتفاعت اسعار أسهم مجموعة "ابنبيكس كوروبوريشن" اليابانية أكثر من أربعة في المئة في طوكيو، وربحت أسهم شركة "بتروتشاينا" في هونغ كونغ النسبة نفسها. وارتفعت اسعار أسهم "الشركة الوطنية الصينية النفطية أوفشور" (سي ان او او سي) 3,6 بالمئة.
وانخفضت بورصة لندن خلال جلسة الإثنين 1,2 بالمئة بينما تراجعت بورصة فرانكفورت 1,8 بالمئة وباريس 1,3 بالمئة.
أثار الهجوم الأميركي الجمعة صدمة في الأسواق العالمية التي كانت تنتظر سلسلة جديدة من المكاسب بسبب الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة الذي أدى إلى خفض التوتر بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين، وتراجع المخاوف بشأن بريكست.
وقال بيتر دراجيتشيفيتش الخبير في استراتيجية السوق في مجموعة "صن كورب فاينانشل" إن "الجميع شعروا بالارتياح لأن الهدنة في الحرب التجارية تحققت ولأن آفاق 2020 كانت تبدو أفضل قليلا، قبل أن يرد إنذار جيوسياسي جديد".