اقتصاد

بكلفة فاقت 6,5 مليارات يورو وتجاوزت التقديرات

كورونا: الجائحة تلقي بظلالها على افتتاح أكبر مطار في برلين

ألغي على عجل الافتتاح الذي كان مبرمجا بعد عدة أسابيع بحضور المستشارة أنغيلا ميركل
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شونفيلد: بعد انتظار طويل دام تسع سنوات، افتُتِح المطار الدولي الجديد في برلين السبت في وقت يعيش قطاع الطيران أزمة غير مسبوقة جراء تفشي وباء كوفيد-19.

وحطّت طائرتان تابعتان لشركتي "لوفتهانزا" و"إيزي جيت" السبت في مدارج مطار "ويلي براندت"، وقد جاءت الأولى من مطار تيغيل المجاور في حين وصلت الثانية من مدينة ميونيخ.

وقال المدير التنفيذي لشركة "لوفتهانزا" الألمانية كارستن سبوهر خلال مؤتمر صحافي نظم للمناسبة إن "هذا يوم تاريخي". وأضاف "لا أصدق هذا بعد".

وعبّر وزير النقل أندرياس شوير عن أمله في أن يمثل هذا اليوم "نهاية النكات حول مطار برلين برندربورغ" الذي تحول مع الأعوام إلى محط سخرية في ألمانيا.

ولم يبرمج أي احتفال كبير بسبب الوضع الصحي وكذلك بسبب التعطيلات التي واجهت هذا المشروع الكبير الذي يعد وليد توحيد ألمانيا، والتي شملت عيوبا وشبهات فساد وإهمالا وإهدارا ماليا واستقالات مدويّة.

وبرمجت أول رحلة تجارية بين برلين ولندن صباح الأحد.

رغم الأمطار والغيوم، تظاهر المئات من أعضاء عدة منظمات مدافعة عن البيئة يوم الافتتاح في ظل حضور أمني قوي، وفق ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس.

وقال لودفيغ بروتيغام (50 عاما) من مجموعة "اكستنكشن ريبالين" البيئية إن "الطائرة تمثل عبئا هائلا على المناخ. لا نحتاج إلى مطار كبير جديد".

وتواجد منذ الصباح في محطة الركاب الرئيسية نحو 40 ناشطا من جمعية "أم بودن بليبن" (ابق على الأرض) مرتدين أزياء بطاريق لأنها "طيور جميلة لا تطير".

وبدأ العمل على المطار عام 2006 وكان يفترض أن يفتتح عام 2011.

وتوقفت الأشغال عام 2012 بعد اكتشاف أن أجهزة السلامة من الحرائق لا تعمل.

وألغي على عجل الافتتاح الذي كان مبرمجا بعد عدة أسابيع بحضور المستشارة أنغيلا ميركل.

تتالت الهنات، من نظام الإضاءة المعطوب إلى المدارج المتحركة القصيرة وأخطاء التخطيط وعيوب البناء، لتلقي شكوكا على الفعالية التي تشتهر بها ألمانيا.

سبب فيروس كورونا المستجد أسوأ أزمة في قطاع النقل الجوي وفاقم القائمة الطويلة للتعطيلات، وهو يزرع مخاوف لدى مسؤولي المطار حول مستقبله.

بعد التوقف شبه الكلي للحركة الجوية حول العالم خلال الربيع، جرى استئنافها ببطء. لكن القيود الجديدة على الرحلات في ألمانيا وأوروبا الهادفة لاحتواء الموجة الوبائية الثانية تسبب أضرارا جديدة للقطاع.

يعني ذلك أن ثالث أكبر مطار في البلاد، بعد مطاري فرانكفورت وميونخ، سيعمل لأشهر بقدرة مخفّضة.

لكن اعتبر المدير العالم لشركة "إيزي جيت" يوهان لاندغرين خلال المؤتمر الصحافي أنه لا يوجد سبب لليأس، وقال إنه "من المهم في زمن فيروس كورونا المستجد ألا نغفل وجود طلب هائل ضمني على الرحلات" الجوية.

يعول القائمون على المطار أن يعبر 27 مليون مسافر سنويا عبر المحطة الأولى التي اُفتتحت السبت. ويتوقعون أن يتم استغلال 20 بالمئة فقط من قدرات الطيران العادية خلال نوفمبر.

ولن تفتتح المحطة الثانية قبل ربيع عام 2021 في أفضل الأحوال.

وتسود الشكوك أيضا حول الفضاءات التجارية في المطار التي تمثل موردا ماليا مهما، في وقت يجب على محلات الطعام أن تغلق أبوابها في نوفمبر وفق التدابير الجديدة التي أقرتها ألمانيا الأربعاء.

في تصريح لفرانس برس، قالت كاتينكا إراث المديرة التجارية لوكالة صيرفة "نتوقع عدد زبائن أقل بكثير بسبب الجائحة".

وقدرت الكلفة الأولية لإنجاز المطار بـ1,7 مليار يورو، لكنها ارتفعت إلى 6,5 مليارات يورو وتواصل الارتفاع.

ولمساعدة المطار على ضمان مستقبل 20 ألف شخص سيعلمون فيه على المدى الطويل، خصصت له السلطات مساعدات مالية تبلغ 300 مليون يورو لعام 2020.

وقال وزير النقل أندرياس شوير إن المطار سيحتاج مساعدات أخرى بالتأكيد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف