اقتصاد

في فوز كبير لبايدن

الكونغرس يستعد لإقرار خطة الإنقاذ الاقتصادي الهائلة

صورة أرشيفية: تسببت جائحة كورونا بفقدان العديد من الأميركيين لوظائفهم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: يستعد الكونغرس الأميركي الأربعاء للمصادقة على خطة جو بايدن الاقتصادية الضخمة، ليحقق الرئيس نصرا كبيرا ويتمكن من منح مساعدات مالية ملحّة لملايين العائلات والأنشطة التجارية التي تعاني من تداعيات فيروس كورونا.

الخطة التي تبلغ قيمتها 1900 مليار دولار وتطلّب إنجازها أشهرا، هي إحدى أكبر حزم الإنقاذ الأميركية على الإطلاق وستؤثر على كافة جوانب أكبر اقتصادات العالم لأعوام قادمة.

وفيما يبدو الجمهوريين موحدين في معارضتها، نجح الديموقراطيون المعتدلون والتقدميون على إبقاء صفوفهم متراصة لإيصال الخطة إلى مكتب بايدن ليوقعها قبل أيام من انتهاء سريان مخصصات البطالة الحيويّة لملايين الأميركيين.

ومن المتوقع أن يتم التصويت في مجلس النواب نحو الساعة الواحدة بعد الظهر (18,00 ت غ)، وفي حال وصلت الخطة إلى مكتب بايدن فإنه يمكنه توقيعها لتصير قانونا بحلول نهاية الأسبوع، ليحقق وعده الذي جعله أولويته التشريعية.

وتموّل الخطة اللقاحات ضد كوفيد-19 وتبقي على مخصصات البطالة لملايين الأشخاص وترفع إلى 1400 دولار قيمة شيكات الدعم لأغلب الأميركيين وتوسع نطاق التمويل الفدرالي لقطاع الرعاية الصحية.

كما أنها تمدد تعليق عمليات الإخلاء وحبس الرهن وتزيد المعونة الغذائية وتخصص 130 مليار دولار للمدارس.

ويعتبر الديموقراطيون أن توسيع الإعفاء الضريبي بناء على عدد الأطفال سيقلّص فقر الأطفال بالنصف.

وقال النائب الديموقراطي حكيم جيفريز في قاعة مجلس النواب، "سنتحرك باستعجال شديد الآن (و)سننعش الاقتصاد".

وأضاف "سنعيد البناء بشكل أفضل للناس. المساعدة في الطريق".

من جهتهم يندّد المشرّعون الجمهوريون بـ"الأجندة الاشتراكية" للخطة وكلفتها الباهظة، ويشددون أن أكثر من 90 بالمئة من قيمتها لن تخصص لمكافحة كوفيد-19 بشكل مباشر.

وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي إنّ خطة التعافي الاقتصادي ليست سوى "قائمة أولويات لليسار" ولا تستجيب للجائحة.

وأضاف في قاعة المجلس "لنكون واضحين، هذه ليست خطة إنقاذ. إنها قائمة طويلة لأولويات اليسار سابقة للجائحة ولا تستجيب لحاجيات الأميركيين"، مشددا على أن فقط "تسعة بالمئة من 1900 مليار" هي قيمة البرنامج، "تتعلق بمكافحة كوفيد".

أما النائبة الجمهورية مارجوري تايلون غرين التي حاولت دون نجاح عرقلة التصويت في وقت مبكر الأربعاء، فقالت إن إنفاق هذا المبلغ الكبير "متهور وغير مسؤول ومن الخاطئ القيام به".

لكن يرى الأميركيون خارج واشنطن المسألة بشكل مختلف.

تظهر استطلاعات الرأي دعما هائلا من أنصار الحزبين للخطة التي تشمل أيضا تمديد دعم الإيجار والرهون العقارية، ودعما للشركات الصغيرة والمدارس، ومليارات الدولارات للسلطات المحلية وعلى مستوى الولايات.

مع ذلك، أشار بايدن إلى أنه سيبدأ قريبا في جولة لترويج الحزمة في صفوف الشعب الأميركي.

وقال في تغريدة الأربعاء "لا تفقدوا الأمل"، وأضاف "سوف نتجاوز هذا".

قبل يوم من ذلك، زار الرئيس متجرا يوصف بأنه أقدم محال بيع الأجهزة في واشنطن وكان قد استفاد من برنامج حماية الرواتب الذي بدأ في ولاية دونالد ترامب بهدف دعم الأنشطة التجارية خلال الأزمة.

وقال بايدن "سنواصل القيام بذلك"، في إشارة إلى البرنامج، عند حديثه مع صاحب المتجر مايك سيغل.

لكن أفادت إدارة الرئيس أنها ستغيّر البرنامج للتركيز على دعم الأنشطة التجارية التي توظّف 20 عاملا أو أقل.

وصدرت آخر خطة دعم لمكافحة كورونا في كانون الأول/ديسمبر، فيما أودى الفيروس بحياة 527 ألف أميركي وألحق أضرار كبيرة بالاقتصاد.

ووسعت تلك الخطة مخصصات البطالة ومددتها حتى 14 آذار/مارس.

واقترب موعد انتهاء سريانها مع إسراع بايدن والديموقراطيين في الكونغرس بوضع آخر تفاصيلها، لكن يبدو أنهم لن يتجاوزوه وسينجحون في تمديد المساعدات حتى بداية أيلول/سبتمبر.

وأشاد قادة ديموقراطيون بخطة الانقاذ الاقتصادي، واعتبروا أنها تاريخية وستحدث تحولا.

وسعى الديموقراطيون التقدميون إلى زيادة مخصصات البطالة لتصل إلى 400 دولار، لكن بعد جدل مع الديموقراطيين المعتدلين أبقى مجلس الشيوخ على قيمتها في حدود 300 دولار أسبوعيا.

ومع ترجيح إقرار الخطة، رفعت منظمة التعاون والتنمية في المجال الاقتصادي الثلاثاء توقعات النمو لعام 2021 في ظل التحسن الكبير للآفاق الاقتصادية.

وقالت المنظمة إنها تتوقع تحقيق نمو اقتصادي عالمي بنسبة 5,6 بالمئة، أي بزيادة 1,4 بالمئة عن آخر توقعاتها في كانون الأول/ديسمبر.

كما توقعت نمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 5,6 بالمئة هذا العام، أي نحو ضعف توقعها السابق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف