طابور السفن وصل إلى الهند
قناة السويس مقفلة.. والخسائر: 7 ملايين دولار في الدقيقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يؤكد خبراء أن على نظام الملاحة التجاري في العالم إيجاد بدائل فعلية لقناة السويس، خصوصًا أن جنوح السفينة وتوقف الملاحة في القناة يهددان إمدادات النفط والغاز في العالم.
إيلاف من بيروت: لليوم الخامس على التوالي، تستمر الجهود الدولية لإعادة الحياة إلى شريان قناة السويس الدولي، بعد توقف الملاحة فيه نهائيًا بسبب جنوح السفينة "إيفر غيفن" فيها، منذ الثلاثاء الماضي.
على الرغم من الأخبار المتفائلة بنجاح الجهود الدولية في إعادة تعويم السفينة بنهاية اليوم السبت، فإن تقارير تشير إلى صعوية ذلك، ما يرتب على العالم خسائر اقتصادية فادحة، علمًا أن شركة لويدز البحرية تقدر حركة مرور القناة باتجاه الغرب بنحو 5.1 مليار دولار يوميًا، وحركة المرور المتجهة شرقا بنحو 4.5 مليار دولار يوميًا.
وتصف الصحيفة الوضع بالقول: "طابور السفن أمام القناة وصل حتى الهند"، في دلالة على عدد السفن الكبير الواقفة أمام بابا القناة.
وتضيف الصحيفة أن تعطل الملاحة عبر القناة يكلف التجارة العالمية نحو 400 مليون دولار في الساعة، أي ما يعادل 6.66 مليون دولار في الدقيقة.
تأخير تسليم الغاز
قال تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" إن جنوح السفينة في قناة السويس يؤخر تسليم منتوجات نفطية بقيمة 10 مليارات دولار، ما قد يؤثر على أسعار النفط في الأسواق العالمية.
إلى ذلك، نسب تقرير نشرته "العربية.نت" إلى "ريستاد إنرجي" للأبحاث قولها إن تعويم سفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس قد يرجئ تسليم نحو مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا على متن عشر سفن، إذا استمر توقف الملاحة أسبوعين.
وقال كارلوس توريس دياز، رئيس أسواق الغاز والكهرباء في ريستاد: "حتى إذا تم فتح الطريق خلال أسبوع، هناك صف طويل من الشحنات ينتظر عبور القناة. العودة إلى التدفق الطبيعي ستستغرق بعض الوقت".
وبحسب "العربية"، قالت "كبلر" للاستشارات إن شركات الشحن البحري ربما تضطر لعكس المسار والإبحار حول رأس الرجاء الصالح، أو الانتظار في البحر الأحمر أو البحر المتوسط في انتظار تعويم السفينة الجانحة (إيفر غيفن).
مسار بديل
في حال قررت السفن سلوك طريق بديل حول رأس الرجاء الصالح، فإن المسار يزيد 9.65 ألف كيلومتر، ويعني أن تكلفة نقل البضائع ستزيد بما لا يقل عن 300 ألف دولار، بحسب "بلومبرغ".
كشفت شركة "روس أتوم" الروسية عن طريق بديل لقناة السويس المصرية، بعد الأزمة المتعلقة بسفينة الحاويات المتواجدة في ممر القناة حاليا، وتوقف حركة التجارة بسببها، وذلك بحسب تقرير نشره موقع "روسيا اليوم".
وأكدت الشركة عبر موقعها على "تويتر" أن "طريق بحر الشمال، سيكون الحل السحري للسفن المتكدسة عند مدخل قناة السويس بعد الأزمة"، لما لهذا الطريق من مزايا للنقل بين آسيا وأوروبا: فروسيا تستخدم أقوى كاسحات الجليد النووية لتسيير الحركة في بحر الشمال، إضافة إلى الذوبان السريع للقطب الشمالي في هذا الوقت، ما يجعل المرور عبره غاية في السهولة.
ووفقا للشركة، بالمقارنة بين الطريق عبر قناة السويس، فإن المسافة على طول خط البحر الشمالي من الصين إلى الموانئ الأوروبية أقصر بحوالي 40 في المئة.
ما جدوى التفريعة
أثارت هذه الخادثة تساؤلات كثيرة عن جدوى تفريعة قناة السويس التي كلفت مصري مليارات الدولارات، طرحتها صحيفة وول ستريت جورنال على بساط البحث وتقرير نشرته السبت.
ففي عام 2015، افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التفريعة الجديدة للقناة، ووصفها بأنها "ولادة جديدة لمصر"، أملًا في أن تعزز حركة الشحن وتزيد الإيرادات من القناة، من 5 مليارات دولار سنويًا إلى أكثر من 13 مليار دولار بحلول 2023.
حينها، أشارت الدراسات الداخلية للحكومة إلى أن العائد منها سيكون متواضعًا، بحسب وول ستريت جورنال، وتمثل عائدات القناة نحو 1.5 في المئة فقط من إجمالي الناتج الاقتصادي لمصر، لكنها مصدر مهم للعملة الأجنبية لبلد يعاني عجزًا تجاريًا كبيرًا. ومنذ توسيع القناة، زادت الإيرادات فعليًا، لكن ليس بالمعدل المتوقع.
استئناف محاولات التعويم
هذا وقد استؤنفت السبت محاولات قطر السفينة الجانحة في قناة السويس، بعد تعليقها في وقت متأخر ليلة الجمعة، فيما أبدى الرئيس الأميركي جو بادين استعداده للمساعدة في حل الأزمة، وسط أنباء عن إرسال البحرية الأميركية فريقًا لتعويم السفينة.
وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، العمل لاستعادة الملاحة في قناة السويس، موضحا أن بلاده ستستعين بخبرات أجنبية في هذا الصدد. وعبر مدبولي في مؤتمر صحافي اليوم السبت بالقاهرة عن الشكر للدول التي عرضت المساعدة في حادثة السفينة الجانحة.
واستعانت الجهات المختصة في محاولاتها الأخيرة لقطر السفينة بتسع قاطرات لتنفيذ المهمة، وذلك في أعقاب الانتهاء من أشغال الحفر في مقدمة السفينة. وأوضحت هيئة قناة السويس أن مناورات القطر تتطلب توافر عدة عوامل مساعدة أبرزها اتجاهُ الرياح والمد والجزر، ما يجعلها عملية فنية معقدة.
وأعلنت الشركة المشغلة للسفينة الجانحة فشل جهود تعويمها في وقت سابق الجمعة. وقالت إن التحقيقات الأولية تستبعد أي خلل في المحرك تسبب بجنوحها، مؤكدة أن مرشدين من هيئة قناة السويس كانا على متنها وقت الحادث.
ومن المنتظر وصول قاطرتين إضافيتين في 28 مارس للمساعدة في إعادة تعويم السفينة.