تعطل حركة الملاحة في الممر المائي الدولي
سباق مع الزمن لتعويم السفينة الجانحة في قناة السويس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
السويس: تخوض السلطات المصرية سباقا مع الزمن الأحد لتعويم حاملة الحاويات الضخمة الجانحة في قناة السويس والتي تعطل حركة الملاحة في الممر المائي الدولي لليوم السادس على التوالي مع كل ما يسببه ذلك من خسائر اقتصادية هائلة.
والأحد، أفاد بيان من الهيئة أنه يتم "القيام بأعمال التكريك (التجريف) نهارا، وعمل مناورات الشد بالقاطرات في أوقات تتلاءم مع ظروف المد والجزر" لتعويم سفينة الحاويات "إم في إيفر غيفن"، التي تعد أطول من أربعة ملاعب لكرة القدم، وجنحت بالعرض في مجرى قناة السويس منذ صباح الثلاثاء، ما عطل الملاحة في الاتجاهين في المجرى المائي البالغ الأهمية.
وأشار البيان إلى أنه حتى الآن تم تجريف 27 ألف متر مكعب من الرمال على عمق وصل إلى 18 مترا، "مع مراعاة عدم حدوث انهيارات ترابية من أسفل السفينة".
وتعمل الهيئة حاليا فقط مع شركة "سميت سالفدج" الهولندية، المتخصصة في عمليات انقاذ السفن المنكوبة، ولكنها تلقت عروض مساعدة تدرسها حاليا من الولايات المتحدة والصين واليونان والامارات.
كما عرضت روسيا الأحد على مصر المساعدة.
وأعلنت "سميت سالفدج" سابقا أن "قاطرتين إضافتين" ستصلان بحلول الأحد إلى القناة للمساعدة.
وأفاد موقعا "مارين ترافيك" و"فيسيل فايندر" بأن القاطرة "كارلو ماجنو" التي ترفع العلم الإيطالي والقاطرة "ألب غارد" التي ترفع العلم الهولندي تبحران في البحر الأحمر في طريقهما إلى قناة السويس.
كذلك من المقرر، حسب بيان هيئة القناة الأحد، إشراك قاطرتين جديدتين بقوة شد 70 طن في مناورات الشد بعدما وصلتا إلى موقع الحادث.
وقال الخبير في الشؤون الملاحية اللواء البحري المتقاعد والمستشار السابق لرئيس هيئة قناة السويس ايهاب طلعت البنان أن ما يزيد من صعوبة عمليات التعويم هو أن مقدمة السفينة "دخلت في جرف صخرى اذ انها جنحت في المنطقة ذات التربة الصخرية في القناة".
وأوضح لفرانس برس أن إدارة القناة "وضعت ثلاثة سيناريوهات: الاول يتمثل في الحل السريع بتعويم السفينة عبر شدها بالقاطرات ولكنه لم ينجح فانتقلنا الى السيناريو الثاني وهو سحب الرمال من تحت السفينة حتى تكون هناك مساحة تتيح تحريكها واذا لم ينجح ستنتقل الى السيناريو الثالث وهو تفريغ حمولة السفينة، ما قد يستغرق اسابيع".
ومساء السبت، أكد رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع في مداخلة على إحدى الفضائيات المصرية أنه نتيجة أعمال القطر والتجريف والمد العالي "تحركت دفة السفينة 30 درجة يمينا ويسارا".
وأضاف "هذا مؤشر جيد إلى أن المياه دخلت تحت الدفة التي لم تكن تتحرك من قبل".
وأجرت الهيئة السبت مناورات شد وقطر مستخدمة 12 قاطرة تعمل من ثلاثة اتجاهات مختلفة.
وقال ربيع في مؤتمر صحافي السبت كذلك "كنا متفائلين للغاية بالأمس والسفينة كانت تتجاوب... وربما ننتهي اليوم أو غدا (الأحد) معتمدين على الموقف الحالي وسرعة المد والجزر".
وأوضح ربيع في مؤتمر صحافي السبت أن سوء الأحوال الجوية ليس السبب الرئيسي الوحيد لجنوح السفينة، مشيرًا إلى احتمال حصول خطأ فني أو بشري، بانتظار نتائج التحقيق.
كانت السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.
وقد تلجأ الهيئة وشركة الإنقاذ الهولندية إلى تخفيف جزء من حمولة السفينة للتمكن من تعويمها.
وقال مسؤول الشركة الهولندية في المؤتمر الصحافي السبت "ليس من السهل تحديد كم سنستغرق من الوقت اذا قمنا بتفريغ (الحمولة) وهذا يخضع لمسائل فنية".
وأدى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل.
وقال رئيس هيئة قناة السويس فس تصريحات لقناة العربية الأحد أن 369 سفينة تنتظر الآن عبور القناة في الاتجاهين.
وتسبب تعطل السفن بتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.
وأشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن اليوم في تعطل نقل البضائع، نتيجة وقف الملاحة بالقناة، "يكلف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار".
وقالت شركة "لويدز ليست" إن الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يوميًا بين آسيا وأوروبا.
وأشارت "لويدز ليست" إلى أن "الحسابات التقريبية" تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.
ومن جهته قدّر ربيع السبت الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار.
والسبت أعلنت وزارة النفط السورية أنها تعمد إلى "ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية" لتجنّب انقطاعها، بعدما تأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلاد بسبب تعطّل حركة عبور قناة السويس.
وأعلنت وكالة الصحة الحيوانية في رومانيا السبت أن 11 سفينة محمّلة بالماشية تأثرت بتعطّل حركة عبور القناة. وحذّرت منظمة "أنيمالز إنترناشونال" غير الحكومية من "مأساة" محتملة تهدد نحو 130 ألف حيوان.
إلا أن وزارة الزراعة المصرية أفادت في بيان نشر على صفحة الوزارة على موقع فيسبوك أنها قررت إرسال فرق خدمات بيطرية وتقديم الأعلاف لها على ظهر السفن "حفاظا على صحة هذه المواشي القادمة من أوروبا إلى الأردن والسعودية".
في انتظار استئناف الملاحة في قناة السويس، قررت شركات ملاحية كبرى مثل ميرسك الدنماركية أو الشركة العامة الملاحية (سيه ام آه سيه جيه ام) الفرنسية تحويل بعض السفن الى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يتطلب الدوران حول قارة افريقيا وهو ما يعني 6 الاف كيلومتر اضافية الى الرحلة بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.
وأوضح متحدث باسم الشركة الفرنسية لفرانس برس أن :المجموعة قررت تحويل خط سير اثنيتن من سفنها المتجهة الى اسيا الى رأس الرجاء الصالح وتدرس خيارات أخرى لعملائها من بينها نقل البضائع على متن طائرات أو عبر خطوط السكك الحديدية".
واوضحت شركة ميرسك وهي من كبريات شركات الملاحة الدولية أنه سيتم تغيير مسار 32 سفينة تابعة لها أو لشركائها بحلول نهاية الأسبوع.