اقتصاد

فاقت أسعارها القدرة الشرائية للمواطنين

فقراء سوريا: "الثياب المستعملة" حلم لم يعد تحقيقه ممكنًا!

سوري في سوق البالة في دمشق في 17 مايو 2020
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من دمشق: شهدت أسواق الثياب المستعملة في سوريا، المعروفة باسم "البالة"، ارتفاعا كبيرا في الأسعار، فاقت القدرة الشرائية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود، بحسب تقرير نشره موقع "سكاي نيوز عربية".

وقالت صحيفة "تشرين الرسمية في نشرتها الاقتصادية، إن سعر ملابس "البالة" قفزت 50 ضعفا خلال شهرين، فخلت أسواق "المستعمل الأوروبي" من زبائنها الفقراء ممن كانوا يجدون في رخصها في الماضي منفذا لارتداء ما يرغبون من الثياب، بعد أن استغنوا عن الثياب الجديدة لغلاء اسعارها.

وبدت محلات "البالة" شبه خالية من الزبائن في حلب، بعد أن وصل سعر بنطال الجينز إلى 30 ألف ليرة سورية (حوالي 10 دولارات)، بحسب زهير قطمش، وهو مدرس لغة إنجليزية من المدينة السورية.

وقال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الغلاء طال سوق الباله أيضا، بعد أن هيمن على سائر المبيعات في سوريا، مضيفا: "قبل شهرين اشتريت بنطال جينز بـ5 آلاف ليرة سورية (نحو دولار ونصف) لكن اليوم يباع بـ5 أضعاف".

وأشار أيضا إلى أن القميص الذي كان يباع بألفي ليرة، أصبحت قيمته اليوم أكثر من 25 ألفا، فيما تخطى سعر بعض الأحذية الـ30 ألف ليرة، بعد أن كان سعرها 3 آلاف فقط قبل 3 أشهر.

وتابع: "الجاكيت الشتوي عرض بـ40 ألف ليرة، وهو ما يفوق قدرة الفقراء الشرائية ممن لا يملك العامل منهم سوى يوميته التي لا تتخطى سقف الـ5 إلى 7 آلاف ليرة، بينما يتقاضى الموظف أو المدرس رواتب تتأرجح بين 50 و60 ألف ليرة. أما المتقاعدون فيقبضون ما بين 38 و40 ألف ليرة سورية شهريا.. فكيف سنكسي عوائلنا ونوفر تكاليف المعيشة في نفس الوقت!".

حاولت أم لؤي (35عاما) من مدينة دمشق، اقتناص الفرصة قبل حلول شهر رمضان بأيام لشراء ثياب العيد لبناتها من البالة، لكن الأسعار الباهظة صدمتها و"رفعت ضغطها" كما تحدثت لموقع "سكاي نيوز عربية".

وقالت: "زوجي يعمل خبازا باليومية وبالكاد ندبر أمورنا. ومنذ 7 سنوات وأنا أشتري ثياب العيد لبناتي من المستعمل الأوروبي لرخصه، لكن يبدو أن غلاءه هذه السنة على نحو غير مسبوق، سيحرم العائلات الفقيرة من اقتناء الثياب الصيفية وثياب العيد، التي تضاعفت أسعارها 20 إلى 50 ضعفا".

وتابعت بالقول إن أعمار بناتها تتراوح بين 5 إلى 14 عاما، مضيفة: "راتب زوجي من الفرن بحدود الـ100 ألف ليرة، كنا نخصص منه 10 آلاف قبل عام لكسوة الشتاء أو الصيف من البالة، لكن الأسعار الجنونية ستحرم أطفالي من ثياب العيد".

وأوضحت أنها تحتاج إلى أكثر من 300 ألف ليرة لشراء الثياب لأطفالها، إذ يصل ثمن القميص إلى 25 ألف ليرة، والبنطال 30 ألفا، والحذاء ما بين 25 إلى 30 ألف ليرة.

وحول أسباب ارتفاع أسعار البالة، أكد تجار أنهم يشترونها بالعملة الأجنبية، ويدفعون مبالغ كبيرة ليحصلوا على بضاعتهم.

وقال أحد مالكي محال البالة فضل عدم الكشف عن اسمه، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن معظم بضاعتهم تأتي بالتهريب من خارج سوريا، وهم يضطرون لدفع نفقات وصولها لهم، مما يجبرهم على رفع أسعار الثياب المرتبطة أساسا بالدولار.

وأضاف: "نستلم شحنات كبيرة من الأكياس الضخمة المغلفة، التي نجهل محتواها ونشتريها بالوزن، وقد ندفع ثمن كل كيس حوالي ألفي دولار أو أكثر، حسب ثقل وزنها".

وتابع: "قد يحالفنا الحظ وتكون البضاعة كلها ثياب نبيعها للزبائن بأسعار مناسبة، وقد يخذلنا الحظ وتكون بضاعتنا قديمة أو تحوي على ستائر وأحيانا على لوحات أو أكواب أو أحذية ذات تصاميم قديمة جدا.. كل ما يخطر على البال نجده في شحنات الثياب تلك، التي قد لا نجد لها زبائن فنخسر كثيرا حينها".

واستطرد: "تبقى أسعار البالة رغم ارتفاعها هي الأرخص بالمقارنة مع الجديد، الذي تخطى سعر الجاكيت فيه أكثر من 150 ألف ليرة، وفي بعض الأحيان 300 ألف ليرة (50 إلى 100 دولار).. بينما في البالية أسعارها ما بين الـ 10 و13 دولارا ".

وأكد التاجر في نهاية حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "قلة المردود المالي للمواطنين أرغمهم على الاعتماد على سوق البالة، الذي احتوى الفقراء فارتفع رواده بسبب رخص أسعاره".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف