اقتصاد

تقليد شائع في الدولة الآسيوية العملاقة

الصين تفرض غرامات قاسية على إهدار الغذاء

الرئيس الصيني شي جين بينغ (وسط) وزوجته بينغ ليوان، يتذوقان فوندو الجبن مع وزير الخارجية السويسري ديدييه بورخالتر بيتر كلاونزر
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بكين: أقرت الصين الخميس قانوناً لمكافحة إهدار الغذاء ينص على غرامات قاسية، علماً أن طلب الطعام بشكل مبالغ به خلال الوجبات الجماعية في المطاعم تقليد شائع في الدولة الآسيوية العملاقة.

وشهدت الصين في مطلع ستينات القرن العشرين مجاعة راح ضحيتها عشرات الملايين. لكن البلاد أصبحت مذّاك قوة اقتصادية كبرى والمصدّر الأول عالمياً للمنتجات الغذائية.

وباتت المآدب الباذخة والضخمة القاعدة في بعض أوساط المجتمع الصيني. وقد دفع هذا الواقع الرئيس شي جينبينغ في منتصف آب/أغسطس 2020 إلى وصف الإهدار الغذائي لمواطنيه بأنه "صادم ومقلق".

وقال الرئيس الصيني "رغم كون المحاصيل المحصودة جيدة في بلدنا كل سنة، من الضروري أن يكون لدينا حسّ الأزمة في المجال الغذائي".

وأقرّ البرلمان الصيني الخاضع للحزب الشيوعي الحاكم الخميس مشروع قانون يعتبر إهدار الطعام جنحة.

ويتيح القانون للمؤسسات المطعمية فرض تكلفة إضافية على فاتورة زبائنها في حال وجود إهدار، على ما افادت محطة التلفزيون العامة "سي سي تي في".

وأضافت المحطة أن "أولئك الذي يأكلون كل ما طلبوه قد يكافأون"، من دون أن تورد مزيداً من التفاصيل.

أما المطاعم التي تشجع زبائنها على طلب كمية تزيد عن اللازم فستتعرض لغرامة يبلغ حدها الأقصى عشرة آلاف يوان (نحو 1500 دولار، أي أكثر من متوسط الراتب الشهري).

ويوقّع القانون غرامات قاسية على مقاطع الفيديو الشائعة عبر الإنترنت التي تظهر أشخاصاً يتنافسون في الشراهة. ويعرّض تصوير مثل هذه المشاهد أو نشرها صاحبه لغرامة قدرها مئة ألف يوان (نحو 15 ألف دولار).

وتزامنت انتقادات الرئيس الصيني للإهدار الغذائي في الصيف الفائت مع جائحة كوفيد-19 ومع فيضانات أتت على مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة مما تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وأثارت حملة الرئيس مسألة الأمن الغذائي في الصين وإمكان حصول نقص في المواد الغذائية.

وكما في أوج الماوية، كانت كلمة الرئيس شي جينبينغ كافية لتشجيع مواطنيه على إطلاق عدد كبير من المبادرات.

فقد دعت المطاعم زبائنها إلى طلب أطباق تقل بواحد عن عدد الأشخاص على الطاولة لوضع حد لتقليد طلب الطعام بشكل مبالغ به خلال الوجبات الجماعية.

وفي مدينة شانغشا في وسط الصين عمد أحد المطاعم إلى قياس وزن زبائنه قبل دخولهم لكي يطلبوا الطبق المناسب لوزنهم.

وتفرض مطاعم أخرى على زبائنها دفع "كفالة" لا ترد إليهم إلاّ إذا أكلوا كلّ ما في صحونهم.

وكانت الأكاديمية الصينية للعلوم، في تقرير أصدرته عام 2018، قدّرت بنحو 100 غرام معدّل كمية الغذاء الذي يهدره كل شخص عند كل وجبة.

وفي 2015، قدّرت أكاديمية العلوم الزراعية بنحو 35 مليون طن كمية الطعام المُهدَرَة سنوياً في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو 1,4 مليار نسمة.

وافادت وكالة أنباء الصين الجديدة بأن قطاع المطاعم في المدن وحدها يهدر كل سنة تقريباً 18 مليون طن من الغذاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف