اقتصاد

بسبب إهمال مؤسّسات الدولة كافة وغياب الخدمات

تشييع ضحايا إنفجار خزان الوقود في شمال لبنان

سيارات تحترق بالقرب من خزان الوقود المنفجر في قرية التليل في منطقة عكار شمال لبنان في 15 آب / أغسطس 2021
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الدوسة: يشيّع لبنانيون عدداً من ضحايا إنفجار خزان الوقود الذي قتل نهاية الأسبوع الماضي 28 شخصاً على الأقل كانوا يحاولون الحصول على القليل من البنزين وسط أزمة محروقات حادّة يشهدها لبنان.

وأسفر الإنفجار فجر الأحد أيضاً عن إصابة نحو ثمانين شخصاً غالبيّتهم بحروق جسيمة، أثناء تجمّعهم حول خزّان الوقود في بلدة التليل في منطقة عكار في شمال البلاد. وكان الجيش صادر الخزان في إطار حملة أطلقها لمصادرة البضائع المخزّنة وتوزيعها على المواطنين الذين يخشون ارتفاعاً هائلاً في الأسعار بعد قرار للمصرف المركزي الأسبوع الماضي برفع الدعم عن المحروقات.

يشيع أهالي المنطقة الأربعاء نحو 15 من الضحايا، وبينهم عسكريّون وعناصر قوى أمنيّة، وفق مراسل لوكالة فرانس برس. وجرى تشييع آخرين الثلاثاء.

وفي قرية الدوسة، التي تشيّع أربعة من أبنائها من عائلة واحدة، قال معين شريتح، والد ضحيتين في الـ16 والـ20 من العمر، لفرانس برس "ماتا من أجل البنزين، لو توفّر البنزين لما ذهب ولدي لتعبئة البنزين من أجل الدراجة النارية عند الساعة الثانية فجراً".

وأضاف "أسأل أي زعيم أو مسؤول أن يضع نفسه مكاني، أن يعتبر أن لديه ولدين رآهما أمامه جثّتين متفحّمتين".

وبدوره، قال فواز شريتح شقيق الضحيتين الأخريين، وهما عنصران في جهاز أمني، "ما حصل سببه الحرمان... ليس هناك بنزين ولا مازوت ولا دواء ولا حتى خبز".

وأضاف "عكار منطقة محرومة".

إنهيار إقتصادي

وعلى وقع الإنهيار الإقتصادي المستمر منذ عامين، وصنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.

وتعدّ منطقة عكّار الأكثر فقراً في لبنان، وطالما اشتكى أهلها من إهمال مؤسّسات الدولة كافة وغياب الخدمات عنها. وفاقم الإنهيار الإقتصادي الوضع المعيشي سوءاً في المنطقة، التي شهدت الثلاثاء إنقطاعاً في الإتصالات والإنترنت والكهرباء لعدم توفّر مادة المازوت.

فقد تراجعت تدريجياً خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسّسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكافة المناطق، ما أدّى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميّاً. ولم تعد المولّدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللّازم لتغطية ساعات إنقطاع الكهرباء، ما اضطرّها إلى التقنين أيضاً ورفع سعر التعرفة.

وينتظر اللّبنانيون يوميّاً في طوابير طويلة أمام محطّات الوقود للحصول على البنزين، بينما أقفلت بعض المحطّات أبوابها. ويلجأ كثيرون إلى شراء المحروقات من السوق السوداء.

تفاقمت الأزمة أكثر مع إعلان مصرف لبنان الأسبوع الماضي رفع الدعم عن المحروقات، ما أحدث هلعاً بين الناس، إذ أنّ رفع الدعم عن الوقود يعني احتمال إرتفاع أسعار كافة المواد بشكل كبير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف