خياران مطروحان على طاولة النقاش
قرارات مرتقبة من تحالف أوبك+ في مواجهة المتحورة "أوميكرون"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: يلتقي أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤهم في إطار تحالف "أوبك بلاس" الخميس لاتخاذ قرار بشأن حجم إنتاجهم مطلع العام المقبل الذي قد يبقى في المستوى الحالي بسبب تفشي المتحوّرة أوميكرون من فيروس كورونا.
ويسبق القمة عبر الفيديو المرتقبة عند الساعة 13,00 ت غ (14,00 بتوقيت باريس وفيينا مقرّ الكارتل، اجتماع تقني.
أمام الأعضاء الـ23 في الكارتيل الذي تقوده السعودية وروسيا، خياران مطروحان على الطاولة: إما زيادة في كانون الثاني/يناير مستوى العرض المشترك بـ400 ألف برميل في اليوم كما كان يحصل في كل شهر منذ أيار/مايو، وإما الإبقاء على مستوى العرض في كانون الأول/ديسمبر وهو 40 مليون برميل في اليوم.
رغم أن الفرضية الأولى لطالما كانت مرجّحة من جانب مراقبي السوق، إلا أن عددًا كبيرًا من المحللين بات يراهن حاليًا على الثانية بعد اكتشاف المتحوّرة الجديدة من فيروس كورونا التي لم تعرف بعد درجة خطورتها.
فالقيود الصحية التي فُرضت في أنحاء العالم لمواجهة انتشار أوميكرون، قد تُهدد في الواقع الطلب العالمي على الذهب الأسود، الذي سيبلغ ثلاثة ملايين برميل في اليوم في الفصل الأول من العام 2022 بحسب محللي شركة "ريستاد" للدراسات.
ويشير كارستن فريتش من مصرف "كومرزبنك" إلى أن "أوبك+ ستستلهم من هذا السيناريو (...) قبل زيادة إنتاجها في كانون الثاني/يناير".
هذا التوقف عن الزيادة إن حصل، سيكون الأول في استراتيجية زيادة الإنتاج التدريجية التي بدأها تحالف أوبك+ (بلاس) في الربيع، إثر انتعاش الطلب بعد أزمة الوباء.
وفي حين يُجمع المحللون على الرأي نفسه، إلا أن مسؤولي التحالف لم يعطوا بعد مؤشرات كثيرة تؤكد أن نتيجة القمة مقررة مسبقًا.
وقال الوزير الأنغولي ديامانتينو أزيفيدو إن "في هذه الفترة التي يكتنفها الغموض، من الضروري البقاء حذرين في مقاربتنا والاستعداد للاستجابة لظروف السوق".
على هامش اجتماع تقني مساء الأربعاء، تحدّث الأمين العام للكارتيل محمد باركيندو عن "تقدّم في مجال التعافي الاقتصادي العالمي" لكنّه شدّد على "ضرورة البقاء متنبهين لانعدام اليقين ولظروف (السوق) المتغيّرة، بما في ذلك المتحوّرة الجديدة"، وفق ما جاء في بيان صادر عن أوبك.
يتحتم على التحالف أيضًا التعامل مع احتمال عودة إيران إلى السوق، الأمر الذي طُرح مرات عدة لكنّه أُرجئ.
واستُبعدت ايران، المنتج التاريخي ضمن أوبك، عن السوق منذ انسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق حول النووي الايراني المبرم في 2015 والهادف الى منع طهران من حيازة السلاح الذري.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن اتفاقًا حول برنامج بلاده النووي هو "في متناول اليد" لكنّه مرتبط بـ"حسن نية" الدول الغربية، معتبرًا أن المفاوضات التي استُؤنفت مطلع الأسبوع في فيينا "جدّيّة".
سيتعارض الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية مع تمنيات واشنطن التي تدعو مع دول مستهلكة أخرى الكارتيل إلى زيادة الإنتاج.
في مواجهة عدم استجابة التحالف، أعلنت الولايات المتحدة استخدام مخزونها النفطي الاحتياطي الاستراتيجي وحذت حذوها الصين والهند واليابان، بهدف زيادة العرض لفترة موقتة وضبط ارتفاع أسعار الخام، خشية أن يرخي ذلك بثقله على الانتعاش الاقتصادي.
في المجمل، تشمل هذه "المبادرة الكبيرة" بحسب قول الرئيس الأميركي جو بايدن، ما بين 65 و80 مليون برميل وفق تقديرات محللين، بينها 50 مليونًا فقط في الولايات المتحدة.
وسيشكل إبقاء مستوى الإنتاج على ما هو عليه من جانب أوبك+ أيضًا، رفضًا قاطعًا لطلب الوكالة الدولية للطاقة.
وأكد مدير هذه الوكالة فاتح بيرول الثلاثاء الرغبة في أن يواصل أعضاء أوبك "سياساتهم الحالية، وأن يواصلوا زيادة الإنتاج".
وارتفع سعر برميل غرب تكساس الوسيط وبرميل برنت المرجعي بحر الشمال بنسبة 2,5% الخميس عند الساعة 10,00 ت غ، ليبلغ الأول 67 دولاراً والثاني 70 دولاراً للبرميل الواحد.