اقتصاد

تقنية قديمة مهددة بالزوال في ألمانيا

مواقد الفحم توفر الدفء للآلاف في برلين رغم أضرارها البيئية

ما زال روبرت شومان يستخدم موقده المغطى بالسيراميك لتدفئة منزله
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

برلين: لا يزال آلاف الأفراد في برلين يستخدمون مواقد الفحم للتدفئة، وهي تقنية قديمة مهددة بالزوال في ألمانيا التي شهدت أخيرا تشكيل حكومة ذات طموحات مناخية كبيرة.

ويشرح مساعد مدير شركة "هانس إنغلكه إنرغي" بيتر إنغلكه قائلاً "هنالك ربما خمسة إلى ستّة آلاف مسكن يتدفأ قاطنوه بالحطب، ولكنّ منظفي المداخن لا يملكون أرقاماً رسمية".

هذه الشركة العائلية واحدة من آخر الشركات التي لا تزال تقدّم الفحم الأسود للأفراد في العاصمة.

ورغم ضرر الفحم على البيئة والغبار الذي يغطّي كل زاوية في شقته حتى أسطواناته القديمة، لا يزال ألبان نيكولاي هيربست متعلقاً بموقده الذي يعمل بالفحم، لأسباب "عاطفية".

ألمانيا الشرقية

وعند وصوله إلى برلين في العام 1994 ، بعد أربع سنوات من إعادة توحيدها، اكتشف في الشوارع هذه الرائحة التي اختفت في مدن ألمانيا الغربية لعقود، بينما كانت التدفئة بالفحم شائعةً في ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة. ويتذكر هذا الكاتب قائلاً "كانت رائحتها تذكّرني بطفولتي".

وتتناسب هذه "الحرارة الشديدة" التي تنبعث من موقده مع عمله ككاتب. ويقول "أنا جالس دائماً إلى مكتبي، وأعمل من السادسة صباحاً حتى العاشرة مساءً أحياناً".

ولا يزال روبرت شومان، وهو مصمم غرافيك يعيش في شقته في برينزلاور برغ بالجزء الشرقي القديم من المدينة، يستخدم موقده المغطى بالسيراميك لتدفئة منزله، لكنه استبدل الفحم بالخشب.

ويعتبر أنّ "هذه الطريقة صديقة أكثر للبيئة، وتولّد رمادًا أقلّ، وهي طاقة مستدامة لأنّ الأشجار تنمو مرة أخرى"، على عكس الوقود الأحفوري المستخرج من الأرض.

وجعلت الحكومة الألمانية الجديدة التي شكلها الاشتراكيون الديموقراطيون وحزب الخضر والليبراليون مكافحة الاحترار المناخي من أولوياتها.

وأعلنت أنّها تريد تسريع عملية التحوّل في مجال الطاقة والتخلص التدريجي من الفحم في العام 2030.

واضطرت شركة "هانس إنغلكه إنرغي" إلى التنويع على مرّ السنين للبقاء على قيد الحياة، وهي تقدّم الآن زيت الوقود وكريات الخشب.

ويقول بيتر إنغلكه "نبيع أيضاً الكهرباء والغاز"، و"نأمل أن تزدهر أنشطتنا لفترة طويلة مقبلة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف