تطبيقات لتحديد وقت الإباضة وغيرها من المسائل المهمة
شركات ناشئة تبتكر تقنيات لعلاج المشكلات الصحية النسائية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: يتزايد اهتمام الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بالصحة النسائية، وتعنى هذه المؤسسات المسماة اختصاراً femtech بتلبية احتياجات لم تكن حتى الآن تؤخذ في الاعتبار، أو تلقى ما يكفي من الاهتمام، ومنها مثلاً تقنيات لمتابعة الدورة الشهرية أو تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي.
وتهتم شركة "لاتيس ميديكال" الواقعة في ليل شمالي فرنسا في عمليات ترميم الثدي للنساء اللواتي خضعن إلى استئصال ثديهنّ بسبب السرطان.
وطوّرت الشركة الناشئة التي أُسست عام 2017 غرسة قادرة على تجديد الأنسجة الدهنية للمريضة.
ويقول جوليان بايان وهو أحد مؤسسي الشركة "نقدم بديلاً عن زرع حشوات السيليكون يتمثل في غرسة ثلاثية الأبعاد تستخدم مادة عضوية قابلة للامتصاص بالكامل"، متوقعاً إجراء تجربة سريرية على هذه التقنية بحلول نهاية العام.
وتمثّل هذه الطريقة حلّاً من حلول توفّرها سوق femtech الناشئة، وهو مصطلح يمزج بين كلمتي "female" (أنثى) و"technology" (تكنولوجيا). وتنضوي ضمن هذا المصطلح المؤسسات التي طوّرت تقنيات ترمي إلى تحسين صحة المرأة.
ومن بين الحلول المقدّمة من المؤسسات على سبيل المثال أدوات تشخيصية وتحديداً تلك التي تشخّص مرض الانتباذ البطاني الرحمي. وطوّرت شركة Ziwig الناشئة لمؤسسها ورئيسها رجل الأعمال يحيى المير، اختبارا عبر اللعاب يتيح الكشف المبكر عن كل أشكال الانتباذ البطاني الرحمي لدى النساء اللواتي يتنقلن من طبيب إلى آخر باستمرار من دون تشخيص دقيق لوضعهن.
ويعتمد هذا الاختبار على تقنية التسلسل عالي السرعة ويستخدم الذكاء الاصطناعي. أنشأت Ziwig كذلك منصة ليتابع المرضى تطوّر حالاتهم عليها.
ويقول المير "نجري مناقشات مع السلطات الصحية في فرنسا"، مشيراً إلى وجود "وعي على المستوى العام بفضل نشاط الجمعيات التي تُعنى بالمرضى".
تطبيقات وتقنيات
وتتناول التطبيقات الجديدة كذلك الدورة الشهرية، من خلال تحديد وقت الإباضة مثلاً، أو تقديم حلول واقتراحات لفترة ما بعد الولادة.
وطورت شركة Fizimed الناشئة في ستراسبورغ (شرق) مجساً لإعادة تأهيل العجان متصّلا بتطبيق على الهاتف يسمح لكل امرأة بأداء تمارينها "في المنزل، ضمن خصوصية تامة، مع جانب مرح لتشجيعها"، وفق ما تشرح مبتكرة هذه التقنية.
وهذا المجس متوفر في الأسواق حتى أن خدمات الرعاية الصحية تغطّي تكاليفه في ألمانيا.
ويساهم ظهور هذه الشركات في إحداث تغيير بالعقلية السائدة، إذ يسلط الضوء على موضوعات كانت مهملة حتى وقت قريب تتعلّق بالسمات الخاصة بصحة المرأة.
وتقول شاهرا لوافي، وهي مديرة الاستثمار والمتخصصة في الصحة في بنك الاستثمارات العامة الفرنسي Bpifrance إنّ "هذه الخطوة انطلقت وتساهم في إحداث تغييرات سريعة حول هذا الموضوع، إذ كنّا نتحدث عن سرطان البروستات أكثر من حديثنا عن انتباذ بطانة الرحم".
وتوضح شركة "فروست أند ساليفان" الأميركية الاستشارية أنّ قيمة السوق ستصل عام 2024 إلى خمسين مليار دولار. وإذا كانت التقديرات تختلف في الواقع، فهذا القطاع يُعنى به نصف البشرية.
استثمارات
ويعرب جوليان بايان عن تفاؤله قائلاً "يرتفع عدد المشاريع النوعية في هذا القطاع" الذي يجذب عدداً متزايداً من المستثمرين.
ويعتبر أصحاب المؤسسات أنّ هنالك مساراً طويلاً عليهم اجتيازه.
وتشير إيملين هان إلى أن "femtec تستخدم كلمات غير معتمدة كثيراً كالمهبل والرحم"، بينما ترى إملين هان أن "رغم ذلك لا يسير الجميع بالسرعة نفسها".
وتضيف "بعض الأجهزة المخصصة لإعادة تأهيل الحوض تُعتبر +منتجات للبالغين+ في عدد من منصات البيع الكترونية في الولايات المتحدة".
وتصنّف خوارزميات مواقع الكترونية مهمة المنتجات الصحية على أنّها قضبان اصطناعية.
ويرى يحيى المير "أنّ هنالك عمل كثير يجب القيام به"، مشيراً إلى أنّ المستثمرين "يتجهون عادة إلى أمراض تقليدية تجذب استثمارات كثيرة".
ويلفت إلى "وجود قلة من الجهات الفاعلة عندما يتعلّق الأمر بصحة المرأة"، عازياً ذلك إلى أسباب عدة من أهمها النقص في التمويل. ويقول "يمثّل المال عنصراً أساسياً لكنّ هذه المواضيع يجب أن تُطرح من خلال مشروع اجتماعي".