بسبب تأثير الحرب في أوكرانيا على واردات القمح
منظمة اغاثة تُحذّر من أزمة في السودان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: حذّر مسؤول رفيع المستوى في إحدى منظمات المساعدات الإنسانية في السودان من أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا وضعت البلاد على شفا أزمة يؤججها نقص الغذاء خصوصا مع اعتماد الخرطوم في أكثر من 80 % من واردتها من القمح على البلدين المتحاربين.
ويعاني السودان أساسا من أزمة اقتصادية متفاقمة منذ أن نفذ قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان انقلابا عسكريا في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر أطاح فيه بشركائه المدنيين من ادارة البلاد في فترتها الانتقالية بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير في 2019، ما دفع العديد من دول الغرب إلى قطع مساعداتها عن الخرطوم.
شحنات الحبوب
ومن جهة أخرى، أدى الصراع الروسي الأوكراني وما تبعه من عقوبات اقتصادية فرضت على موسكو إلى تعطيل شحنات الحبوب من البلدين التي تشكل صادراتهما من القمح ما يقرب من 30 %من صادرات القمح العالمية، ما قد يهدد بعض البلدان بأزمات جوع واضطراب اجتماعي على الصعيد محلي.
ويقول ديفيد رايت رئيس العمليات في منظمة "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في الخرطوم إن بيانات الأمم المتحدة حذّرت من معاناة "ما يقرب من 20 مليون شخص، أو نصف سكان البلاد تقريبا، من انعدام الأمن الغذائي".
وأضاف "السودان في وضع غير آمن خصوصا وأن 86 إلى 87 % من وارداتها في القمح تأتي من روسيا وأوكرانيا".
فقر
ويعد السودان من أفقر بلدان العالم، ويشهد تسارعا كبيرا في وتيرة ارتفاع الأسعار حيث بلغ معدل التضخم السنوي 258 % لشهر شباط/فبراير. ويأتي الخبز على رأس السلع التي تشهد زيادة مطردة في ثمنها في الأشهر الأخيرة.
وكان سعر الخبز من الأسباب الرئيسية لاندلاع انتفاضة كانون الأول/ديسمبر 2019 والتي انتهت بسقوط البشير ونظامه في نيسان/أبريل من العام نفسه.
وما يفاقم الأوضاع سوءا هو تجميد الصادرات من روسيا بسبب العقوبات الدولية الشاملة التي فرضت على موسكو بعد غزوها أوكرانيا منذ قرابة شهر، ما ساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود عالميا.
ويرى رايت أن "تزامن الأحداث" في السودان بين الأزمة السياسية وأحداث العنف القبلي في الأقاليم والأزمة الاقتصادية العميقة، أدى إلى "تفاقم حقيقي لوضع كان سيئا في الأساس".
في كانون الأول/ديسمبر، قدرت الأمم المتحدة أن ما يقرب من ثلث سكان السودان أو أكثر من 14 مليون شخص، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في العام 2022.
تكيّف سلبي
وقال رايت إن الأسر السودانية قد "تلجأ أيضًا إلى استراتيجيات تكيف سلبية" بما في ذلك إجبار الأطفال على ترك المدارس أو زواج الفتيات القاصرات.
وأضاف أن "المهمشين هم أكثر الأشخاص معاناة من أسوأ الآثار"، مشيرا إلى النازحين السودانيين داخليا والذين بلغ عددهم 3,3 ملايين شخص في إقليم دارفور في غرب البلاد وبعض المناطق الأخرى.
كذلك استقبلت البلاد أكثر من مليون لاجئ فروا من الصراعات في بلدانهم مثل جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا وغيرها، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.
وحذر رايت أيضا من أن المساعدات الموجهة للاحتياجات الإنسانية في السودان وأماكن أخرى قد تتأثر بالاحتياجات المتزايدة في أوكرانيا التي تشهد حربا.
وقال "إنه لأمر رائع أن نرى التضامن الذي يتم التعبير عنه بمساعدة الأوروبيين لبعضهم البعض .. لكن ما يقلقنا هو أنه سوف يمتص الكثير من أموال نظام (المساعدات) الإنسانية في العالم".