اقتصاد

تراجع بنسبة 40% جرّاء التغيّر المناخي

إنتاج المانغو في باكستان يعاني من الحرّ وشحّ المياه

مزارع يقطف المانجو من شجرة في مزرعة خارج مدينة ميربور خاس في مقاطعة السند جنوب باكستان
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ميربور خاس (باكستان): يشكو زارعو المانغو من تراجع إنتاج هذه الفاكهة التي تلقى إقبالا كبيرا في باكستان، بنسبة 40% في بعض مناطق البلد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وشحّ المياه.

ويترقب الجميع موسم المانغو في باكستان حيث يشكل هذا النوع من الفاكهة المتوافر بأكثر من عشرة أصناف، غذاء أساسيا خلال أشهر الصيف الحارة والرطبة.

لكن الحر جاء مبكرا جدا هذه السنة إذ سجلت درجات الحرارة ارتفاعا شديدا منذ شهر آذار/مارس، وأعلن مكتب الأرصاد الجوية الباكستاني أن ذلك الشهر كان الأكثر سخونة على الإطلاق منذ عام 1961.

ومع فترة القيظ التي تلت ذلك، تضررت المحاصيل الزراعية وعانى البلد من شحّ في المياه ما انعكس على ريّ المزروعات.

وأوضح فضلي إلهي وهو يعدّ الأكياس المصفوفة في مزرعته "أقطف عادة ما يوازي 24 شاحنة محملة بالمانغو ... هذه السنة، لدي فقط 12" مضيفا "قضي أمرنا".

وباكستان من كبار الدول المصدّرة للمانغو في العالم، وتصل المحاصيل إلى مليوني طنّ في السنة في ولايتي البنجاب والسند.

ولم تعرف بعد كمية الإنتاج الإجمالية هذه السنة، لكن غورام بالوش المسؤول الكبير في وزارة الزراعة في ولاية السند يتوقع أن يسجل تراجعا يتراوح بين 20 و40% في معظم المناطق.

نصف كمية المياه

يقول عمر بوجيو الذي يملك حقولا كثيرة من المانغو في ميربور خاس التي تلقب محليا "مدينة المانغو"، أنه استخدم هذه السنة أقل من نصف المياه التي يستهلكها عادة.

وأوضح أن "منتجي المانغو واجهوا هذه السنة مشكلتين، إحداهما ارتفاع درجات الحرارة قبل الأوان، والثانية نقص الماء".

وباكستان من بين أكثر عشر دول في العالم تعاني من شحّ المياه، وما يزيد الوضع خطورة فيها البنى التحتية المتهالكة وسوء إدارة الموارد.

التغيّر المناخي

كما أن باكستان في المرتبة الثامنة بين الدول الأكثر عرضة لظواهر الطقس القصوى الناتجة عن التغير المناخي، بحسب دراسة لمنظمة "جيرمان ووتش" غير الحكومية.

وقضى الآلاف خلال السنوات الماضية في باكستان جراء الفيضانات والجفاف والأعاصير التي أدت كذلك إلى إلحاق أضرار بالبنى التحتية والقضاء على سبل العيش.

ولا ترتفع الحرارة عادة في مناطق زراعة المانغو قبل مطلع أيار/مايو، ما يترك لهذه الفاكهة الوقت الذي تحتاجه لتنضج قبل قطافها في حزيران/يونيو وتموز/يوليو.

لكن حلول الصيف منذ آذار/مارس أضرّ بأزهار أشجار المانغو التي تلعب دورا أساسيّا في دورة تكاثر الاشجار.

وأوضح الهي أن "حبة المانغو يفترض أن تزن أكثر من 750 غراما، لكننا قطفنا هذه السنة حبوبا صغيرة الحجم".

وتسمّى المانغو في جنوب آسيا "ملكة الفاكهة"، وموطنها الأصلي شبه القارة الهندية.

والنوع الذي يلقى أكبر إقبال لها في باكستان يدعى "سيندري" وهو أصفر اللون معروف بلبّه السكّريّ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف