خلال زيارة الرئيس الإماراتي لباريس
فرنسا والإمارات تعقدان اتفاقية "شراكة" في مجال الطاقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: أكّد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس الاثنين دعم أبوظبي لأمن الطاقة في فرنسا فيما وقّع البلدان على اتفاقية لتعزيز التعاون في هذا القطاع، خلال أوّل زيارة دولة للزعيم الخليجي إلى الخارج منذ توليه منصبه.
وكان ماكرون وزوجته بريجيت في استقبال الشيخ محمد بن زايد عند مدخل قصر الإليزيه. وزار الرئيس الإماراتي في وقت سابق ساحة متحف الجيش الوطني حيث استقبله وزير الدفاع سباستيان لوكونور.
واجتمع الرئيسان على مأدبة غداء قبل أن يلتقيا مجددا في المساء خلال عشاء رسمي في قصر فرساي بحضور مئة ضيف. وزار الشيخ محمد بن زايد كذلك مجلس الشيوخ.
وقد أسفرت هذه الزيارة عن "اتفاقية شراكة استراتيجية عالمية حول التعاون في مجال الطاقة"، وقّعها وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لو مير ووزير انتقال الطاقة أنييس بانييه روناتشر مع وزير الصناعة والتكنولوجيات المتقدمة بدولة الإمارات سلطان الجابر، بحسب بيان حكومي فرنسي.
وقالت الحكومة في البيان إنّ "الهدف من هذه الشراكة هو تحديد المشاريع الاستثمارية المشتركة في فرنسا أو الإمارات أو أي مكان آخر في العالم في مجالات الهيدروجين أو الطاقات المتجددة أو حتى الطاقة النووية".
وستساعد هذه الاتفاقية على "إنشاء إطار عمل مستقر طويل الأجل لهذا التعاون، لتمهيد الطريق لعقود صناعية جديدة وتحديد مشاريع الاستثمار المشتركة المستقبلية"، بما يشمل "إمكانية إنشاء صندوق ثنائي لتمويل المشاريع الخضراء".
ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الرئيس الإماراتي قوله إنّ "الطاقة بكل أنواعها تمثل أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين والإمارات حريصة على دعم أمن الطاقة في العالم عامة وفي فرنسا الصديقة خاصة".
وكان مستشار رئاسي فرنسي قال في وقت سابق إنّ أحد أهم البنود خلال زيارة رئيس الامارات هو "الإعلان عن ضمانات تقدّمها الامارات بشأن كميات امدادات المحروقات (الديزل) لفرنسا"، مضيفا أنّ "فرنسا تسعى إلى تنويع مصادر إمدادها على خلفية الحرب في أوكرانيا"، علما ان الإمارات لا تزود فرنسا بالديزل في الوقت الحالي.
وتغطّي الاتفاقية الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة والهيدروجين وغيرها، على أن تعزّز كذلك التعاون في التنقيب عن الغاز خصوصا عبر شركة "توتال" الفرنسية.
وترى الإمارات أنّ اوروبا أدركت بعد الحرب على اوكرانيا وأزمة المحروقات أن الانفصال السريع عن النفط والغاز للتحول نحو الطاقة البديلة ليس الخيار الأفضل، بل أنّه يجب اعتماد نهج أكثر توازنا يمكن أن تلعب الدولة النفطية دورا فيه.
وفي هذا السياق، من المفترض أن يتم كذلك التوقيع على اتفاقية بين توتال وشركة النفط الإماراتية الحكومية "ادنوك" للتعاون في مجال إمدادات الطاقة، بالإضافة إلى اتفاقية لإنشاء مشروع مشترك من أجل "تطوير مشاريع التحول في مجال الطاقة في دولة الإمارات"، بحسب البيان الحكومي الفرنسي.
بلغت الصادرات الإماراتية إلى فرنسا، التي يهيمن عليها النفط والغاز، 1,5 مليار يورو في عام 2019، وكان جزء كبير منها عبارة عن منتجات بترولية مكررة.
وذكر الإليزيه أنّ المباحثات بين الرئيسين ركزت أيضا على "جهودهما المشتركة" لتعزيز "الاستقرار والأمن" في الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
تطورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير في السنوات الماضية. والإمارات موطن للفرع الأجنبي الوحيد لمتحف اللوفر ولأكبر جالية من المغتربين الفرنسيين والفرنكوفونيين في منطقة الخليج. كما أنها تستضيف قاعدة عسكرية بحرية فرنسية.
وقال مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش للصحافيين الجمعة إن "اختيار فرنسا كأول زيارة رسمية للرئيس هو قرار واع يستند إلى العلاقات التاريخية بين البلدين ولكن أيضًا إلى إمكانية تعاون ونمو أكبر مع فرنسا".
وتابع "الإمارات مصمّمة على أن تظل شريكا موثوقا في مجال الطاقة، حيث انها تستثمر في زيادة القدرة لتلبية الطلب العالمي. لقد قمنا ببيع نفطنا إلى الشرق الأقصى لمدة 40 عامًا، ونحن الآن نوجهه نحو أوروبا في وقت الأزمة".
وفي كانون الاول/ديسمبر وقّعت الإمارات عقدا قياسيا بقيمة 14 مليار يورو لشراء 80 طائرة حربية من طراز رافال في خضم هجمات غير مسبوقة للمتمردين الحوثيين على أراضيها ومسارعة فرنسا لتقديم دعم عسكري لها للتصدي لهذه الهجمات.
وقالت السفيرة الإماراتية في باريس هند العتيبة لوكالة فرانس برس "وقفت العديد من الدول إلى جانبنا في وجه عدوان الحوثيين في اليمن، ونقدّر أنّ فرنسا كانت واحدة من هذه الدول، وهو ما كان عاملاً في اختيار سموه لفرنسا" كأوّل محطة خارجية.
ولطالما كانت الإمارات، الطامحة للعب دول أكبر على الساحتين الاقليمية والدولية، شريكا استراتيجيا لواشنطن، لكنها تعمل في الوقت ذاته على توطيد علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دول كبرى أخرى.
وواشنطن وباريس حريصتان على دفع السعودية والإمارات للمساعدة في خفض أسعار المحروقات من طريق ضخ مزيد من النفط.
وقلّد ماكرون الشيخ محمد بن زايد وسام جوقة الشرف من طبقة الصليب الأكبر وقدّم له هدية هي عبارة عن نسخة من عام 1535 لخريطة عالم الجغرافيا الألماني لورنز فرايز لشبه الجزيرة العربية، فيما منح الرئيس الإماراتي نظيره الفرنسي "وسام زايد" وهو أعلى وسام مدني في الإمارات يقدّم للرؤساء والملوك.