صحة وعلوم

إزالة خمسة ملايين شجرة سنوياً

توغو تسعى للحدّ من قطع أشجار غاباتها وإعادة التحريج

موظفو شركة Reboisons vite le Togo (RVT) يقومون بإعداد الشتلات لإعادة زراعتها.
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لومي: يتولى كوملاتسيه كوتو مع لجنة مختصة السهر ليل نهار على منع تحويل غابة قريتهم الواقعة في جنوب توغو أرضاً قاحلة ضخمة والحؤول دون اختفاء الأشجار منها.

فعلى مدى سنوات، كان سكان قرية أندوكبومي الواقعة على بعد 65 كيلومتراً شمال لومي يقطعون بطريقة عشوائية أشجار هذه الغابة الاستوائية التي تزيد مساحتها عن 105 هكتارات، بهدف استخدام أخشابها كحطب للتدفئة أو لتصنيع الفحم.

ويقول الأمين على الغابة المحيطة بالقرية التي تضم 500 نسمة إنّ اللجنة المكلّفة تطوير الغابة تعمل على منع أي عمل يضر بهذه المنطقة الحرجية، مضيفاً انّ أعضاءها "يتولون باستمرار توعية السكان في شأن أضرار قطع أشجار غابات".

وتتدهور سنوياً في توغو مساحة 3700 هكتار من الغابات أي ما يعادل إزالة خمسة ملايين شجرة، على ما تذكر وزارة البيئة. ويُعتبر معدل إزالة الغابات في البلد الواقع غرب افريقيا مرتفعاً جداً، فيما شهد تزايداً سريعاً خلال السنوات الأخيرة.

الحطب والفحم

وتستخدم نحو 90% من الأسر في توغو الحطب والفحم كمصدري نار للطهو. ولا يستطيعون استخدام الغاز بسبب قدرتهم الشرائية المحدودة فضلاً عن الارتفاع الذي سجّله سعره منذ بدء الحرب الأوكرانية.

ويقول المدير التنفيذي لمنظمة "روبوازون فيت لو توغو" غير الحكومية سيباستيان بالوكي إنّ "الوضع دقيق جداً، إذ لم تعد توجد عملياً أي غابة في توغو، كونها دُمّرت كلّها لاستخراج الحطب وتصنيع الفحم. علينا أن نتحرّك سريعاً".

ويشير مسؤول في وزارة البيئة طلب عدم ذكر اسمه إلى أن ثمة "قانوناً يحمي موارد توغو الحرجية تختلف العقوبات التي ينص عليها وفقاً لحجم إزالة الأشجار الحاصلة ".

وينص قانون الغابات الذي اُقرّ عام 2008 على عقوبات تتراوح بين شهر وعامين حبس بالإضافة إلى دفع غرامات من 20 ألف فرنك أفريقي إلى مليون (من 30,56 إلى 1582 دولاراً) في حال مخالفة بنوده.

ويرى المسؤول البيئي أنّ من الصعب تطبيق هذا القانون في توغو التي يعيش 60% من سكانها في الأرياف وفي فقر مدقع، وحيث لم تتطور مصادر الطاقة البديلة بما يكفي.

وليست توغو البلد الوحيد الذي يلجأ سكانه إلى الحطب أو الفحم للطهو، إذ أظهر تقرير صادر سنة 2022 عن مؤسسة "مو إبراهيم" أنّ مصادر الطاقة النظيفة للطهو ليست متاحة لنحو مليار إفريقي".

ويشير التقرير إلى أنّ تلوث الهواء الناجم عن عدم إتاحة هذه الموارد للسكان يتسبب سنوياً في وفاة مبكرة لنصف مليون إفريقي.

حملة اعادة التشجير

ويقول بالوكي إنّ "الحكومة استجابت أخيراً صرخاتنا" بعد سنوات من الإهمال و"أطلقت حملة لإعادة التشجير".

وانطلقت عملية إعادة التحريج في الأول من حزيران/يونيو وستُستكمل خلال أشهر السنة كلها. ويُفترض أن يُزرع ما لا يقل عن 23 مليون شجرة سنة 2022 في مختلف أنحاء البلاد، فيما يتمثل هدف السلطات الرئيسي في زرع مليار شجرة بحلول عام 2030.

ويقول وزير الموارد الحرجية كاتاري فولي بازي "نطمح إلى تشجير 25% من مساحات الغابات".

وخصصت الحكومة جوائز لأفضل ثلاث مشاريع إعادة تحريج في توغو بهدف تشجيع السكان على مبادرات مماثلة.

لكنّ الحلّ المتمثل بإعادة التحريج ليس كافياً، إذ من الضروري قبل كل شيء الحدّ من عمليات قطع الأشجار من الغابات. وفيما يشكل التحول نحو الغاز خطوة غير ممكنة، ينبغي إيجاد بدائل لمصادر الطاقة المُستخدمة من السكان.

وأطلقت السلطات حملة لتشجيع استعمال مواقد الطهو الأنظف من المُستخدمة والأفران المصنّعة محلياً التي لا تستهلك الفحم بشكل كبير.

ويؤكد بالوكي "يستحيل حالياً حظر استخدام الفحم في المنازل، ويبغي بدل ذلك إيجاد بديل للحد من أضرار قطع أشجار الغابات من خلال إدارة استخدام الفحم والحطب بيئياً".

ويضيف مدير المنظمة غير الحكومية "إنّ التجارب أظهرت أنّ مواقد الطهو الأكثر نظافة من سابقاتها تساهم في تقليص الضغط على الأشجار بشكل كبير".

وتُستخدم في تصنيع هذه المواقد المُنتجة محلياً والتي تراوح أسعارها بين 5 و25 ألف فرنك إفريقي (8,15 و40,75 دولاراً) صفائح معدنية مُعاد تدويرها بالإضافة إلى السيراميك.

وفي نيسان/أبريل 2021، وزعت الحكومة 1500 موقدة في قرى توغو الإيكولوجية السبع من بينها أندو-كبومي. ويتمثل الهدف النهائي بتوزيع المزيد في عشر قرى إضافية بحلول سنة 2025 وفي 500 قرية مع الوصول إلى سنة 2050.

وفي قرية أندو-كبومي، تم التخلي عن المواقد التي تستهلك طاقة كثيرة. وأصبحت ريبيكا أغبوغلا تحضر الطعام حالياً مستخدمةً موقدة محسّنة ثبتتها امام منزلها الصغير. وتقول الأم "أستعمل حالياً كمية فحم أقل بمرتين وحتى ثلاث مرات أسبوعياً مما كنت أستخدمه في الموقدة السابقة".

وتعتبر أنّ الموقدة الجديدة ليست فقط بديلاً صديقاً أكثر للبيئة بل تشكل مصدر توفير لها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف