اقتصاد

انخفاض أول منذ 2020

في الصين جائحة كوفيد تهز أسعار الإنتاج

صورة مؤرخة في 9 نوفمبر 2022 لامرأة صينية في سوبرماركت في نانجينغ الصينية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بكين: شهدت أسعار الإنتاج في الصين في تشرين الأول/أكتوبر أول انخفاض منذ 2020، وفق ما أظهرت أرقام رسمية الأربعاء، في مؤشر إلى تراجع الطلب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بسبب القيود الصحية المفروضة لمكافحة الجائحة.

والصين التي كانت أول البلدان المتضررة بجائحة كوفيد-19، هي آخر اقتصاد كبير ينتهج استراتيجية صارمة لمكافحة الوباء، خصوصاً بسبب انخفاض معدل التلقيح بين المسنين.

وتقضي هذه السياسة الصحية بإجراء فحوص شبه يومية للسكان وفرض حجر صحي إلزامي على الأشخاص الذين تثبت إصابتهم بالوباء أو حتى العزل بمجرد ظهور إصابات.

وهذه التدابير التي تتسبب بكلفة اقتصادية وتولّد حالة كبيرة من عدم اليقين، تعتبر عائقا أمام النشاط الاقتصادي والاستهلاك.

وتشهد الصين كذلك أزمة غير مسبوقة في قطاع العقارات الذي كان تاريخياً محركاً مهما للنمو.

وفي هذا السياق، انخفض مؤشر "بي بي آي" الذي يقيس كلفة السلع عند خروجها من المصنع، الشهر الماضي بنسبة 1,3 % على أساس سنوي، وفق المكتب الوطني للإحصاء.

وهذه المرة الأولى منذ كانون الأول/ديسمبر 2020 التي يتراجع فيها هذا المؤشر إلى المنطقة السلبية.

في المنطقة السلبية

في أيلول/سبتمبر، ارتفعت الأسعار مجدداً بنسبة 0,9 % على أساس سنوي، لكن بأضعف وتيرة لها منذ العام 2021.

وعندما يكون هذا المؤشر في المنطقة السلبية، فإنه يعكس عموماً ضعف الطلب وانخفاض هوامش الشركات.

حذّر المحلل جوليان إيفانز-بريتشارد من كابيتال إيكونوميكس من أن "أسعار الإنتاج ستبقى سلبية خلال الأشهر القليلة المقبلة ومعظم العام 2023". وعزا ذلك إلى أن أسعار السلع الأساسية العالمية آخذة في الانخفاض.

وللتوضيح، انخفضت كلفة استخراج الفحم بنسبة 16,5 % على أساس سنوي في الشهر الماضي وفق المكتب الوطني للإحصاء.

وتعتمد الصين بشكل كبير على هذا الوقود الأحفوري لتشغيل محطات الطاقة الخاصة بها.

ويتناقض هذا الوضع بشكل كبير مع ما حدث الخريف الماضي، عندما شهدت تكاليف الإنتاج في الصين أكبر زيادة منذ 25 عاما بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

ارتفاع الأسعار

من جانب آخر، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك، المقياس الرئيسي للتضخم، في تشرين الأول/أكتوبر بنسبة 2,1 % على أساس سنوي، بعدما كان 2,8 % في الشهر السابق.

ويعزى هذا التوجّه جزئياً إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية، خصوصاً أسعار لحم الخنزير التي قفزت في تشرين الأول/أكتوبر بنسبة 51,8 % على أساس سنوي.

ومن شهر إلى آخر، ما زال سعر هذا النوع من اللحوم الأكثر استهلاكاً في الصين مرتفعاً بنسبة 9,4 %، رغم تدخل السلطات في السوق لكبح الأسعار.

وعموماً، تراجع الارتفاع في أسعار المواد الغذائية الشهر الماضي و"حدّ ضعف الاقتصاد من التضخم" وفق إيفانز-بريتشارد.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، نجت الصين نسبياً من ارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

لكنّ السلطات تراقب أسعار لحوم الخنازير عن كثب منذ تسبب وباء حمى الخنازير في القضاء على القطعان الصينية في 2019.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف