اقتصاد

تفاؤلٌ حذر في ظل التباطؤ الاقتصادي والأزمة الصحية

الصينيون ينفقون المليارات في "يوم العازبين"

موظفون يفرزون الطرود للتسليم خلال مهرجان التسوق في يوم العزاب في مركز لوجستي في دونغهاي بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين في 11 نوفمبر 2022.
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بكين: تشهد الصين الجمعة تخفيضات كبيرة على السلع لمناسبة "يوم العازبين" الذي ينفق خلاله المستهلكون مليارات الدولارات سنوياً، لكن التفاؤل يبقى حذراً في ظل التباطؤ الاقتصادي والأزمة الصحية.

منذ أكثر من عقد، يشهد يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام في الصين سيلا من الخصومات عبر مواقع التجارة الإلكترونية، في حدث أطلقته أساساً سنة 2009 مجموعة "علي بابا" العملاقة (عبر موقعيها "تاوباو" و"تي مول") وحذت حذوها به منصات منافسة بينها "جي دي دوت كوم" و"بينديوديو".

ويُسمى الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام "يوم العازبين" نظراً إلى تكرار الرقم واحد في هذا التاريخ (11/11).

تباطؤ اقتصادي

وهذا العام أيضا، تتأثر معدلات الاستهلاك بالتباطؤ الاقتصادي في البلاد والذي يؤججه استمرار القيود الصحية لمكافحة كوفيد.

وتقر ليو شينغشوي، وهي صينية من العاصمة بكين تبلغ 34 عاما، بأن "الحماسة ليست نفسها" هذا العام مقارنة مع السنوات السابقة، "كما أن التخفيضات ليست بأهمية ما كان يحصل سابقا".

وترى لين شيانغرو المقيمة أيضا في بكين، أن هذا التراجع في الزخم "يعود على ما أعتقد إلى كوفيد"، مشيرة إلى أن "الناس لديهم مدخول أقل استقرارا، لذا فإنهم لا يريدون حكماً إنفاق المال في تاريخ محدد على منتجات يحبونها".

لكن رغم كل شيء، قد تتخطى المبيعات خلال يوم العازبين عتبة ألف مليار يوان (140,7 مليار دولار)، وفق المحلل شاوفينغ وانغ من شركة "فورستر" للدراسات.

وسيشكل هذا المبلغ سابقة، كما أنه يفوق إجمالي الناتج المحلي لبلدان عدة.

وخلافا للنسخ الأولى التي لم تكن تستمر سوى 24 ساعة وتثير حماسة كبيرة، باتت تخفيضات يوم العازبين تمتد أسابيع عدة وتبلغ ذروتها في اليومين الأخيرين قبل تاريخ الحدث.

فبين الثامنة من مساء الخميس والثانية بعد ظهر الجمعة، بلغت مبيعات متاجر "علي بابا" الإلكترونية وموقع "جي دي دوت كوم" 262 مليار يوان (36,84 مليار دولار)، وفق تقديرات لشركة "سينتون".

هذا المنحى يبدو أضعف من ذلك المسجل في السنوات الماضية، وفق المحللين.

ويقول فنسان ماريون، أحد مؤسسي وكالة "سلينغشوت" للتواصل التي تتخذ مقراً في شنغهاي والمتخصصة في مجال التكنولوجيا، إن مواقع الإنترنت حالياً "تزخر بالعروض طوال الوقت"، ما قلل من أهمية مثل هذه الأحداث.

ويشير إلى أن "الصينيين باتوا يستهلكون أقل لكن بنوعية أفضل"، من خلال شراء منتجات بجودة أعلى، فيما يفضل جزء منهم الاستهلاك بطريقة "مسؤولة".

قبل الجائحة، كانت هذه التخفيضات تُرفق عادة بحملة إعلامية قوية من "علي بابا"، إذ كانت شاشة عملاقة تظهر حجم التداولات في الوقت الحقيقي.

وكانت وسائل الإعلام تغالي في وصف مجريات هذه المناسبة السنوية مع بلوغ قيمة الطلبيات خلالها عشرات مليارات الدولارات.

وفي الشوارع، كانت جبال من الطرود تتكدس كما أن جيشا من عمال التوصيل كان يجوب الطرق.

ويذكر ماريون بأن يوم العازبين "كان حدثا ذا بعد وطني في الصين".

لكن الضجة حول هذه المناسبة تتراجع منذ العام الماضي، إذ "بدأت علي بابا القول +بات علينا الآن أن نخفف من طموحاتنا+"، وفق ماريون.

ومنذ 2020، تواجه الشركات الكبرى العاملة في قطاع الإنترنت قيودا أكثر تشددا من السلطات، بسبب ممارساتها التجارية ونقص في الشفافية إزاء أساليب جمع البيانات.

وكبدت هذه الحملة الرسمية خسائر بمليارات الدولارات لهذه الشركات في البورصة، وتسببت باهتزاز لاعبين كثر في القطاع بينهم "علي بابا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف