اقتصاد

من الإذاعات إلى الأغنيات مروراً بألعاب الفيديو والندوات الإلكترونية

تحسين البيئة الصوتية تحد كبير لمكافحة مشكلات السمع

تحسين البيئة الصوتية تحد كبير لمكافحة مشكلات السمع
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: من الإذاعات إلى الأغنيات مروراً بألعاب الفيديو والندوات الإلكترونية، تتعرض مسامع البشر يومياً إلى مصادر أصوات قد لا تكون عالية الجودة دائماً... ودعا باحثون وخبراء في هذا الإطار إلى البحث عن مصادر سمعية "جيّدة" بدل تلك "العالية" للحدّ من اضطرابات السمع.

ويوضح كريستيان أوغونيه، مهندس الصوتيات والرئيس المؤسس لجمعية "لا سومين دو سون" التي تقوم بحملات لتوعية المجتمع بأهمية البيئة السمعية، لوكالة فرانس برس "نعيش في حضارة ملأنا فيها الفضاء بضوضاء لا تنتهي أبداً".

وإضافة إلى الضوضاء المحيطة في الحياة اليومية، هناك العديد من الأصوات الأخرى - الموسيقى، والتلفزيون، والراديو، والبودكاست، وألعاب الفيديو، والمحادثات الهاتفية أو مؤتمرات الفيديو في المجال المهني - يتم التقاطها بواسطة الأذنين وغالباً ما يتم تضخيمها بواسطة سماعات الأذن أو خوذات الرأس.

لكنّ المشكلة تكمن في أنّ "معظم الأصوات المسجّلة كثيفة للغاية، بحيث يمكن سماعها فوق مستوى ضوضاء الخلفية في المدينة"، بحسب أوغونيه.

وهذه التقنية المعروفة باسم "ضغط الصوت"، والتي راجت خصوصاً مع انتشار نسق "ام بي 3"، تتيح على وجه الخصوص خلط الأصوات الضعيفة مع تلك المرتفعة. ويجنّب ذلك، على التلفزيون على سبيل المثال، الاضطرار إلى رفع مستوى الصوت عندما يهمس الممثلون أو خفضه عند سماع دوي انفجار.

ويؤكد أوغونيه، الذي تعمل جمعيته على إنشاء علامة "جودة الصوت" لمكافحة الضغط الزائد للصوت، أنّ هذا الأمر "يعطي الانطباع بأن الصوت أفضل بكثير، لم نعد نسمع الضجيج المحيط، ولكنه يؤدي إلى سماعنا الأصوات بدرجة أعلى بكثير مما هي"، مع "اختفاء وقفات صامتة" يتخللها الصوت في وضعه الطبيعي.

وفي فرنسا، يقرّ أكثر من سبعة ملايين شخص بأنهم يعانون من مشكلة سمعية واحدة على الأقل، أي 11,2% من الفرنسيين، بحسب تقديرات دراسة استقصائية أجرتها عام 2014 مديرية البحوث والدراسات والتقييم والإحصاء.

وفيما يعود جزء من حالات الصمم لأسباب وراثية، "هناك مظاهر للشيخوخة السمعية يمكن أن تظهر في وقت مبكر بعمر 30 أو 40 أو 50 عاماً. وفي هذه الحالات، تكون الضوضاء من أكثر الأسباب البديهية"، وفق ما يقول البروفيسور بول أفان الذي يرأس مركز البحوث والابتكار في علم السمع البشري لوكالة فرانس برس.

ويضيف "ندرك أنّ جودة الأصوات المستخدمة غالباً ما تكون متواضعة، لكنّ الجهاز السمعي لا يستسيغ اللجوء إليه باستمرار. يجب حدوث صمت، حتى في حده الأدنى، والاستماع إلى أصوات طبيعية لإعطاء أذننا الداخلية بعض الراحة على الأقل من وقت لآخر".

ويتابع الباحث قائلا "نجد صعوبة في الإقناع بما نقوله نظراً إلى أن حصول مشكلات سمعية يتطلب التعرض إلى الأصوات لفترة طويلة. لذلك يمكن لأيّ شخص أن يذهب إلى ملهى ليلي، ويستمع إلى موسيقى تفوق قوتها 100 ديسيبل من دون أن يعاني أيّ مشكلة في اليوم التالي. لكنّ بعض الناس يكتشفون إصابتهم بالصمم في سن الستين وأنّه كان من الممكن تفادي ذلك".

ويشير إلى أنّ "رفع مستوى الوعي حول ماهيّة الصوت الجيّد عمل شاق يجب أن يبدأ في المدرسة".

ويمكن أن يتسبّب التعرض المفرط للأصوات ذات النوعية الرديئة أو ذات الكثافة المفرطة في حدوث ضرر دائم في الأذن، أو قد يؤثّر حتى على الجهاز الدماغي من خلال التسبّب بتدهور الخلايا العصبية السمعية.

ويحذر الأخصائيون من أن كثيرين يفقدون سمعهم مع تقدم العمر والتعرض المفرط للضوضاء، مشيرين إلى أنّ فقدان السمع في منتصف العمر يشكّل أبرز العوامل القابلة للتصحيح المسبّبة للخرف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف