"تل السلطان الفلسطيني" على قائمة اليونسكو للتراث العالمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" مدينة أريحا القديمة، المعروفة حاليا بمنطقة "تل السلطان"، ضمن مواقع التراث العالمي.
وتم التصويت على القرار خلال الاجتماع الخامس والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لـ "اليونسكو"، والمنعقد في العاصمة السعودية الرياض.
ويحتوي "تل السلطان"، الواقع في أريحا بوسط الضفة الغربية المحتلة، على آثار يعود تاريخها إلى تسعة آلاف سنة قبل الميلاد.
وزاد قرار "اليونسكو" عدد المواقع التراثية الفلسطينية المُدرجة على قائمة التراث العالمي إلى أربعة، بعد أن كانت المنظمة قد صوتت من قبل لضمّ كنيسة المهد، وتلال بلدة بتير في منطقة بيت لحم، والبلدة القديمة في مدينة الخليل إلى القائمة.
وتعتبر أريحا القديمة إحدى أقدم المدن المعروفة في تاريخ البشرية، إذ يعود تاريخها إلى عام 2600 قبل الميلاد.
لماذا اختارت اليونسكو موقع تل السلطان؟يعتبر "تل السلطان" من أقدم الأماكن التي تعرّف فيها الإنسان على مهنة الزراعة، وانتقل من نمط الاعتماد على الصيد في حياته اليومية إلى زراعة الأرض، مما أكسبه القدرة على الاستقرار فيها.
وتعود أقدم البقايا الأثرية في الموقع إلى الفترة "النطوفية" المتأخرة، ويتألف من 29 طبقة حضارية، وتتسع مساحته إلى حوالي خمسة هكتارات.
وقال مدير وزارة السياحة الفلسطينية إياد حمدان في حديث له مع "بي بي سي" إن إنشاء هذا الموقع بدأ عندما انتقل الإنسان من العيش في الكهف إلى الأراضي المنبسطة، حيث شَكَلَّ أول مجتمع مستقر في تاريخ البشرية.
ما لغز "القصر المذهل" الذي اكتشف في القدس؟بالصور: "مدينة" عمرها 9 آلاف سنة بالقرب من القدسوأضاف أن سكان المنطقة اختاروا هذا الموقع، بسبب قربه من عين ماء، ليساعدهم ذلك في ري المحاصيل التي بدأوا بزراعتها.
وأشار حمدان إلى أن البناء كان على شكل بيوت بيضاوية مبنية باللبن الطيني، ومن ثمّ تطور البناء ليصبح على شكل مستطيل، وقد تم إنشاء برج حجري للحماية والتحصين، وهو يعتبر أقدم برج في التاريخ، بحسب المسؤول الفلسطيني.
وشهد التل صناعة الفخار، استجابة للاحتياجات التخزينية المتزايدة للمجتمع الزراعي الأول.
التنقيبات في "تل السلطان"وقد عاش سكان "تل السلطان" في الموقع لآلاف السنين، وأقاموا هناك مجتمعا مدنيا مستقرا له عادات اجتماعية ودينية، ونظام سياسي.
وقالت وزارة السياحة الفلسطينية إن الموقع شهد أربع حملات تنقيب علمية على مدار القرنين الماضييْن؛ أُولاها كانت عبر تشارلز وارين لحساب صندوق استكشاف فلسطين في سنة 1868، تلا ذلك تنقيبات البعثة الألمانية النمساوية تحت إشراف سيلين وواتزنغر في الفترة ما بين 1907-1909، ثم جاءت تنقيبات جون غارستانغ خلال الفترة ما بين 1930-1936.
خبراء آثار إسرائيليون يكتشفون بقايا مسجد عمره 1200 عام في صحراء النقبوأوضحت الوزارة أن التنقيبات الرئيسية في الموقع، جرت ما بين 1952-1958 تحت إشراف كاثلين كنيون، والتي أمكن من خلالها تثبيت تاريخ الموقع باستخدام "طريقة مبتكرة في التنقيب".
وبعد نقل الصلاحيات للسلطة الوطنية الفلسطينية استأنفت دائرة الآثار الفلسطينية التنقيب في الموقع بالتعاون مع جامعة روما "لاسبيانزا" في إطار مشروع إعادة تقييم الموقع وتأهيله سياحياً.
تطوير الموقع لزيادة عدد السياحقال المسؤول الفلسطيني إن وزارة السياحة سترمم وتؤهل موقع "تل السلطان"، عبر مشروع ممول من الحكومة الإيطالية بقيمة مليونين ونصف المليون يورو.
وأوضح حمدان أنه سيكون لعملية التأهيل أثر كبير على استقطاب السيّاح خلال الأعوام القادمة، مؤكدا أنّ إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي، يجعل منه وجهة لكثير من السياح حول العالم، وخاصة من يزورون أريحا.
غضب إسرائيلي وترحيب فلسطينيمن جهتها، أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قرار اليونسكو ووصفته بالـ"جائر"، وشددت على أنها ستعمل بالتعاون مع "أصدقائها الكثيرين في المنظمة، من أجل تغيير كل القرارات الجائرة الصادرة عنها".
واعتبرت الوزارة أن القرار "يشكل دليلا آخر على استغلال الفلسطينيين لليونسكو وتسييس المنظمة".
وأشار البيان الإسرائيلي إلى رسالة للأمين العام للجنة التراث التابعة لليونسكو، "تفرّق بين تسجيل موقع من حقبة قبل التاريخ، والمواقع اليهودية والمسيحية في المنطقة".
القنب: قدماء اليهود "كانوا يحرقونه ضمن طقوس العبادة"وكانت إسرائيل انسحبت من المنظمة التابعة للأمم المتحدة في عام 2019، متهمة إياها بـ "الانحياز" للفلسطينيين، لكن وفدا يمثلها شارك في اجتماع هذا العام في الرياض.
ولاقت خطوة اليونسكو ترحيبا فلسطينيا حيث رحّب الرئيس محمود عباس بالقرار، واصفا إياه بأنه "بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ هذا الشعب".
وأكدت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، الموجودة في الرياض، أهمية القرار باعتبار أن الموقع يشكل "جزءا أصيلا من التراث الفلسطيني المتنوّع ذي القيمة الإنسانية الاستثنائية".