"تبقى الأسواق متأهبة في ظل تطور الأزمة"
وكالة الطاقة: تأثير حرب إسرائيل وحماس على إمدادات النفط "محدود حاليا"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الخميس أن النزاع بين إسرائيل وحركة حماس منذ السبت في قطاع غزة "لم تكن له وطأة مباشرة على إمدادات النفط" مؤكدة أن "احتمال" تأثيره على صادرات النفط يبقى "محدودا حاليا".
وسقط آلاف القتلى والجرحى في النزاع الذي اندلع مع الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس السبت وردت عليه إسرائيل بقصف مكثف لقطاع غزة. وقد تسبب النزاع أيضا في إثارة اضطراب في أسواق النفط وسط مخاوف من انتشار الصراع في الشرق الأوسط ما قد يعطل إمدادات النفط.
وكتبت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط "إن كان احتمال التأثير على إمدادات النفط يبقى محدودا حاليا، فإن الضربات الدامية حملت على فرض قسط تأمين أعلى للمخاطر الجيوسياسية".
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5 % الإثنين قبل أن تعود وتتراجع منذ الثلاثاء.
وحذرت الوكالة من أنه "فيما لم تسجل أي وطأة مباشرة على العرض الفعلي (للنفط)، تبقى الأسواق متأهبة في ظل تطور الأزمة".
وفيما تشهد أسواق النفط توترا بسبب قرار خفض الإنتاج الذي اتخذته السعودية وروسيا لدعم الأسعار، أكدت الوكالة "استعدادها للتصرف عند الضرورة لضمان إمدادات كافية للأسواق".
وتابعت أن "النزاع في الشرق الأوسط مليء بالغموض والأحداث تتطور بسرعة".
وأوضحت أن "تصعيدا حادا في المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، المنطقة التي تمثل أكثر من ثلث التجارة العالمية للنفط بحرا، تطرح تحديا كبيرا للأسواق" في ظل التوتر المخيم حول الأسعار.
وتسبب إعلان السعودية وروسيا تمديد خفضهما للإنتاج الخام وتصديره بارتفاع حاد في الاسعار التي قاربت 98 دولارا للبرميل منتصف أيلول/سبتمبر.
في المقابل، حذرت الوكالة من احتمال انقطاع في إمدادات الديزل في أوروبا هذا الشتاء بسبب قيود على الواردات ولا سيما الحظر الأوروبي على النفط الخام الروسي المفروض منذ عشرة أشهر.
ورأت في التقرير أن أوروبا ستحتاج إلى "إمدادات متواصلة" من دول أخرى غير أن المواصفات الدقيقة المطلوبة على صعيد نوعية الديزل للشتاء قد "تحد" من الإمدادات، معتبرة أن فصل شتاء معتدل قد يسمح "بتفادي انقطاع" الإمدادات.
وتوقعت وكالة الطاقة أن يقارب متوسّط إنتاج النفط العالمي 101,3 مليون برميل في اليوم في الفصل الرابع من السنة "ما لم تحصل بلبلة غير متوقعة".
ورغم ذلك، أشارت الوكالة إلى أن الصعوبات الاقتصادية التي يغذيها التضخم وارتفاع أسعار الفائدة بدأت تؤثر على الطلب على النفط.
وقالت "هناك إشارات إلى تدمير الطلب على نطاق واسع، خصوصا في البلدان المنخفضة الدخل مثل نيجيريا وباكستان ومصر، وإشارات إلى تسارع التراجع في بعض دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي".
وتراجع استهلاك الوقود في الولايات المتحدة خصوصا إلى أدنى مستوياته منذ عقدين، فيما تشهد السيارات الكهربائية نموا كبيرا في العديد من الاقتصادات المتقدمة.
كما من المتوقع أن يزداد الطلب بمقدار 2,3 مليون برميل في اليوم في 2023، غير أن الوكالة تتوقع أن تتراجع هذه الزيادة إلى 0,9 مليون برميل في اليوم العام المقبل تحت تأثير "تراجع الأوضاع الاقتصادية".
وأبقت الوكالة على توقّعاتها للطلب العالمي عند 101,85 مليون برميل يوميا في 2023، و102,7 مليون في 2024، دون تغيير يذكر عن تقديراتها في أيلول/سبتمبر.