اقتصاد

كابوس الأعطال الفنية يلاحق بوينغ

عمليات فحص واسعة لطائرات "737 ماكس 9" في عدة دول

طائرة تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" تقلع من مطار لوس أنجليس في 4 ديسمبر 2023
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تشهد عدة دول الأحد توقيف تشغيل طائرات "بوينغ 737 ماكس 9" ما أدى لإلغاء عشرات الرحلات الجوية، وذلك بعد يومين من حادث انفصال أحد أبواب طائرة تابعة لشركة "آلاسكا إيرلاينز" الأميركية بعد إقلاعها.

وعلى غرار شركات أميركية مثل شركة "يونايتد إيرلاينز"، وهي من الكبرى في العالم، قامت الخطوط الجوية التركية و"إيرومكسيكو" وشركة "كوبا إيرلاينز" البنمية بإيقاف طائراتها من هذا الطراز وإخضاعها للفحص، وذلك بعد توجيهات أصدرتها إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية.

وجرى تسليم نحو 218 نسخة من هذا الطراز حتى الآن، بحسب بيانات حصلت عليها وكالة فرانس برس من شركة بوينغ.

وأمرت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية السبت بإخضاع 171 طائرة من طراز "بوينغ 737 ماكس 9" لعمليات فحص فورية ومنعتها من التحليق حتى الانتهاء من ذلك، مشيرة إلى أن هذه العملية تتطلب ما بين 4 و8 ساعات لكل طائرة.

من جانبها، أكدت هيئة سلامة الطيران الأوروبية أنها ستتبع التوصيات الأمريكية وأشارت إلى أن ذلك لا ينبغي أن يكون له تأثير، حيث لا يوجد مشغل في أوروبا يستخدم طائرة 737 ماكس 9 مع خيارات التصميم المعنية. وذكرت الوكالة الأوروبية التي يقع مقرها في كولونيا بألمانيا في بيان أن هذه الطائرات "بإمكانها مواصلة الأداء بشكل طبيعي".

من جهتها، أشارت الخطوط الجوية السنغافورية إلى أنها لم تستخدم طائرة من ذاك الطراز وهي بالتالي "غير معنية" بهذا الإجراء.

ووقع الحادث الجمعة حوالى الساعة 18,30 (02,30 بتوقيت غرينتش السبت) بعيد إقلاع الطائرة التابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" من مطار بورتلاند الدولي في ولاية أوريغون بشمال غرب الولايات المتحدة متجهة إلى أونتاريو بولاية كاليفورنيا.

انفصال الباب عن المقصورة
وأشارت الهيئة الوطنية لسلامة النقل إلى أن الباب انفصل عن المقصورة في منتصف رحلة الطائرة التي كانت تقل 171 راكبا و6 من أفراد الطاقم وعلى ارتفاع 5 آلاف متر. وتابع نفس المصدر بأن السبب يعود إلى باب محكم الإغلاق ومخفي بحاجز لا يتيح روى رؤية نافذة، وهو خيار تقترحه شركة "بوينغ" المصنعة على العملاء حسب رغبتهم. كما تشمل توجيهات إدارة الطيران الفدرالية النماذج "ذات الباب الأوسط المسدود"، وفقا للوثيقة المنشورة على موقعها.

وبعد أن استدارت، عادت الطائرة وهبطت بسلام بعد نحو عشرين دقيقة، ولم يتسبب الحادث إلا في عدد قليل من الإصابات الطفيفة. كما أعلنت الهيئة الوطنية لسلامة النقل أنها أرسلت فريقا إلى بورتلاند للتحقيق في أسباب هذا العطل.

وأكدت شركة "يونايتد إيرلاينز" التي تمتلك أكبر أسطول من طائرات 737-9 في العالم، لوكالة فرانس برس أنها ستوقف 46 طائرة، وقد انتهت من فحص 33 منها.

وأوضحت "آلاسكا إيرلاينز" التي قررت، قبل صدور هذه التوجيهات، توقيف جميع أسطولها من هذا الطراز والمكون من 65 طائرة السبت، أنها لم تجد حتى الآن أي "عنصر يثير القلق".

كما علّقت شركة "كوبا إيرلاينز" تشغيل طائراتها الـ21 من هذا الطراز للتحقق منها، وأوقفت الخطوط الجوية التركية طائراتها الخمس.

وأوضح أحد الركاب ويدعى كايل رينكر لمحطة "سي إن إن" التلفزيونية الأمريكية: "كان الأمر مفاجئا فعلا. ما كادت الطائرة ترتفع حتى انخلع لوح النافذة".

"حادث مروع"
وكان المقعدان المجاوران للقسم الذي انفصل وطار بعيدا، شاغرين، بحسب الهيئة الوطنية لسلامة النقل، ولكن صحيفة "ذي أوريغون" الصادرة في بورتلاند نقلت عن ركاب أن مراهقا كان يجلس على امتداد هذا الصف تمزق قميصه بسبب انخفاض الضغط، مما تسبب في إصابات طفيفة.

وتحدث وزير النقل الأمريكي بيت بوتجيج على موقع "إكس" عن "حادث مروع". وقالت جينيفر هومندي، رئيسة الهيئة الوطنية لسلامة النقل للصحافيين: "لقد حالفنا الحظ لأن الأمر لم ينته على نحو مأساوي". وكشفت أن الباب، وفقا للمعطيات الأولية، سقط فوق سيدار هيلز، في الضاحية المتاخمة لبورتلاند، ودعت السكان إلى إبلاغ السلطات في حال عثورهم عليه.

وكانت الطائرة نالت الاعتماد في نوفمبر/تشرين الثاني، حسب سجلات إدارة الطيران الفدرالية المتاحة على الإنترنت.

وردت بوينغ في بيان أرسلته إلى وكالة فرانس برس: "نحن نتفق مع إدارة الطيران الفيدرالية ونؤيد قرارها بطلب إجراء فحص فوري لطائرات 737-9 المماثلة في التصميم للطائرة المتضررة".

كابوس الأعطال الفنية
وجاء الحادث فيما شهدت شركة الطيران العملاقة في السنوات الأخيرة أعطالا فنية بعد تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس. وأدى هذان الحادثان اللذان تسببا في مصرع 346 شخصا في أكتوبر/تشرين الأول 2018 ومارس/آذار 2019، إلى بقاء الطائرة 737 ماكس على الأرض لمدة 20 شهرا، قبل السماح لها من جديد بالتحليق.

ولم تسمح إدارة الطيران الفدرالية بعودتها إلى الخدمة إلا بعد إجراء تعديلات على نظام التحكم في الطيران.

وفي الآونة الأخيرة، اضطرت شركة بوينغ إلى تأخير عمليات التسليم بسبب مشاكل في هيكل الطائرة، وخاصة في قسمها الخلفي.

وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول، سلّمت بوينغ أكثر من 1370 نسخة من طائرات 737 ماكس، وتسلمت طلبات لشراء 4 آلاف منها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف