اقتصاد

بهدف توفير المياه لمئات آلاف السكان

مهندس هندي في مهمة لإنقاذ البحيرات في بنغالور

بحيرة دوتاثوغور في بنغالور. 29 كانون الثاني (يناير) 2024
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بنغالور: أدى التطور العمراني الضخم الذي شهدته مدينة بنغالور، "سيليكون فالي الهند"، إلى جفاف إمدادات المياه، وهي ظاهرة يحاربها "رجل البحيرات" الذي يسعى لإحياء عشرات المسطحات المائية.

على مدى قرون، كان نظام بحيرات يوفر المياه لهذه المدينة الواقعة في جنوب الهند. لكن منذ أصبحت بنغالور العاصمة الهندية للتكنولوجيا، جفت ثلاثة أرباع بحيراتها وربما لن تعود قادرة، بحسب خبراء، على تلبية حاجات سكانها البالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة من المياه.

لذلك، قرر أناند ماليغافاد (43 عاما)، وهو مهندس ميكانيكي، أن يتحرّك.

وقال ماليغافاد الملقب بـ"رجل البحيرات" إن "البحيرات رئتا الأرض". وكان يقول للناس حوله "إذا كنتم تملكون المال، من الأفضل أن تنفقوه على البحيرات. فهي ستخدمكم لعقود".

يُعد نقص المياه مشكلة مزمنة في الهند التي يعيش فيها خُمس سكان العالم لكنها لا تملك سوى 4 بالمئة من الموارد المائية للأرض، وفقا لمركز NITI Aayog الحكومي للبحوث.

بدأ ماليغافاد حملته في موقع جاف مليء بالنفايات، كان يمر أمامه وهو في طريقه إلى العمل.

"منسوب مياه غير مستقر"
بدأ درس التقنيات المستخدمة في عهد سلاسة تشولا التي حكمت جنوب الهند على مدى قرون وحولت الأراضي المنخفضة إلى خزانات مياه للشرب والري.

ومن بين 1850 بحيرة في المدينة كانت تخزن الأمطار الموسمية الغزيرة وتساعد على تجديد المياه الجوفية، لم يتبق إلا 450 بحيرة. جفف عدد كبير منها لإفساح المجال أمام تشييد المباني. إلى ذلك، يؤدي صب القنوات إلى حدوث فيضانات عند هطول أمطار غزيرة، ما يمنع تخزين المياه.

وبحسب مركز "ووتر، إنفايرونمنت، لاند أند لايفليهود" المحلي للبحوث تعتمد قرابة نصف مدينة بنغالور على الآبار الجوفية التي غالبا ما تجف خلال فترة الصيف، لتلبية حاجاتها من المياه.

ويضطر العديد من السكان لشراء المياه الباهظة التي تنقل من أماكن بعيدة بصهاريج. وقد تتفاقم المشكلة مع تغير المناخ.

وقالت مديرة المركز فينا سرينيفاسان "نحن نعتمد على منسوب مياه غير مستقر وهي مشكلة ستتفاقم بسبب تساقطات لا يمكن توقعها" مشيرة إلى أنه "ليس لدينا ما يكفي من مياه الشرب، ونحن نلوث المصادر المتوافرة لدينا".

وقالت إن إعادة نظام البحيرات يمكن أن يساعد في تخفيف المشكلة حتى لو كانت المدينة في حاجة إلى خطة واسعة النطاق لإدارة المياه في المناطق الحضرية.

من جهته، أوضح ماليغافاد الذي قام بجولة على أكثر من 180 بحيرة قديمة، أن ترميمها ليس مكلفا لأنه يتطلب ببساطة "تربة ومياه ونباتات وقنوات".

"سيأتي المطر"
وقال إن العملية بسيطة. يبدأ بتصريف المياه المتبقية في البحيرة قبل إزالة الطمي والأعشاب الضارة. ثم يعزز السدود ويرمم القنوات وينشئ بحيرات، قبل إعادة زرع أشجار ونباتات مائية.

وبعد ذلك "لا تضعوا شيئا هناك. بطبيعة الحال، سيأتي المطر وسيظهر نظام بيئي".

أقنع شركته المتخصصة في تصنيع مكونات للسيارات بدفع حوالى 120 ألف دولار لتمويل مشروعه الأول، وهو بحيرة كيالاساناهالي التي تبلغ مساحتها 14 هكتارا.

باستخدام حفارات ميكانيكية، نظف المهندس وعماله الموقع في 45 يوما عام 2017. وبعد أشهر قليلة، مع وصول الأمطار، كان يجول في قارب على مياه نظيفة.

ومذاك، كرّس نفسه بدوام كامل لترميم البحيرات بالأموال التي يجمعها من شركات.

حتى اليوم، أعاد إصلاح أكثر من 80 بحيرة تغطي مساحة أكثر من 360 هكتارا، ووسّع نشاطه إلى تسع ولايات هندية أخرى. وهذا يسمح، وفقا له، بتوفير المياه لمئات آلاف السكان.

ورغم عنف إحدى العصابات وتهديدات شركات عقارية كبرى يقول إنه تعرض لها، فإن "رجل البحيرات" ينوي مواصلة مهمته. وتبقى "سعادته الكبرى" رؤية الأطفال يسبحون في إحدى البحيرات التي قام بترميمها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف