تضاعف أعداد الضحايا أربع مرات في السنوات الماضية
كيف يستخدم المحتالون "فيسبوك ماركت" للنصب؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
على الرغم من أن فيسبوك بات وسيلة شائعة للإعلان عن المنتجات وبيعها في بريطانيا، إلا أن منصة التواصل الاجتماعي تشهد تزايداً في نشاط المحتالين، إذ بات البعض يستخدم أساليب مختلفة لخداع الضحايا.
من بين أولئك الضحايا المعلمان كريس فروست ولوسي ترو اللذان كانا يستقبلان مولودهما الجديد، وهي مرحلة مهمة من حياة الأبوين، تتسم بانشغال وقتهما ومحاولتهما لتدبير أمورهما المادية.
كان كريس يمتلك كمبيوتراً محمولاً مخصصاً للألعاب، وكان يتمتع بمواصفات عالية، لكن ومع الوضع الجديد، لم يكن يُستخدم كثيراً، ما شجع الأبوين على طرحه على سوق فيسبوك "فيسبوك ماركت بلاس"، على أمل بيعه سريعاً.
اتصل أحد الزبائن المحتملين عبر الموقع، وفحصا ملفه الشخصي على الإنترنت، ولم يجدا ما يثير الشبهات، أو هكذا بدا لهما الأمر.
وفي وضع يقضي فيه الزوجان إجازة أبوّة قانونية لرعاية ابنتهم ذات الثلاثة أشهر، بدا "فيسبوك بليس" المكان المثالي لكسب بعض المال السريع للأسرة الناشئة التي تعيش في مدينة بيلبر بمقاطعة ديربيشاير البريطانية.
وقام الزوجان بتحميل صور الكمبيوتر المحمول مع وصف له، وجرى تبادل ست أو سبع رسائل مع الزبون المحتمل.
وفقاً للوسي، طرح المشتري جميع الأسئلة المنطقية للاطلاع على الجهاز قبل شرائه.
وقالت: "اعتقدنا أن المشتري الحقيقي سيرغب في رؤيته أولاً".
وأكدت لوسي أنه ما من شيء يثير الريبة بشأن ملفه الشخصي على فيسبوك، موضحة بأنه "كان يضع على حسابه صورة لزوجته وأطفاله، والمكان الذي يعيش فيه ومكان عمله".
رحب الزوجان بالمشتري في منزلهما، ويقولان إنه كان دافئاً وودوداً، وتحدث عن كونه أباً وعن الصعوبات التي يواجهها الأبوان، بل وتعرف على ابنتهما ذات الثلاثة أشهر.
قالت لوسي: "لقد بدا مهتماً بنا وبإلودي".
وبعد أن عاين الكمبيوتر المحمول، اتفق معهما على 700 جنيه إسترليني سعراً للجهاز.
فتح المشتري ما يشبه التطبيق المصرفي على هاتفه، وأكدت لوسي أنه بدا تطبيقاً حقيقياً.
وقالت: "لقد كان بنكاً معروفاً، وشاهد كريس الصفحة الرئيسية وصفحة النقر لإتمام التحويل".
كتب كريس تفاصيل البنك الخاص به على هاتف الرجل.
وبعد 15 دقيقة، لم يظهر ما يؤكد وصول المال، لكنهما اطمأنا عندما أطلعهما على ما كُتب على الموقع المصرفي، والذي يوضح أن التحويلات قد تستغرق ما يصل إلى ساعتين.
البنوك تحذر من زيادة كبيرة في عمليات الاحتيال عبر الإنترنتالاحتيال: بريطانيا تحظر الاتصالات "المزعجة" لمكافحة الاحتيال وبيع المنتجات الوهميةكانت الطفلة إلودي جائعة، ولم ترغب لوسي في إرضاعها أمام غريب في المنزل، لذا سمحا له بالمغادرة وبصحبته الكمبيوتر المُباع.
وبعد أن حل الظلام ولم يظهر المال بعد، حاول الزوجان الاتصال به، لكن الرقم كان محظوراً، واختفى ملفه الشخصي على فيسبوك أيضاً.
عندها، أدركا أنهما تعرضا للاحتيال، ويقولان: "لقد شعرنا بالذنب. لقد كان بجوار طفلتنا الصغيرة، وتحدث إليها. وكانت مسؤوليتنا أن نعتني بها"، ويضيفان: "كان يعرف عنواننا. لقد جعلنا نشعر بعدم الأمان في منزلنا مع طفل جديد. شعرنا بأننا انتُهِكنا".
أبلغ الزوجان البنك الذي يتعاملان معه وشركة التأمين والشرطة وفيسبوك بالجريمة، لكنهما أكدا عدم إجراء تحقيق في الحادثة.
وقالت لوسي: "أخبرتنا [الشرطة] بأننا تنازلنا عن ممتلكاتنا عن طيب خاطر".
وأضافت لوسي أن فيسبوك طلب روابط الملف الشخصي للرجل، لكنه كان قد قام بحظرها كي لا يتمكنا من رؤيتها بعد الآن.
ومع ذلك، أوضحت: "كان لدينا رقم هاتفه، وكان لدى جيراننا كاميرات مراقبة لسيارته، لكن لم يكن أحد مهتماً"، مضيفة: "لا أعتقد أن هناك ما سيوقفهم" في إشارة إلى المحتالين.
وقال متحدث باسم شرطة ديربيشاير، إن الشرطة طلبت من الزوجين الاتصال بمركز الإبلاغ عن الاحتيال "أكشن فرود"، وطمأنتهما "بشأن أي مخاطر مستقبلية".
فيسبوك يحذف حسابين بسبب صور مسروقة تدعي إصابة طفل بالسرطانمنتحل لشخصية الأمير هاري يخدع عاملا نمساويا على فيسبوكمخاوف من استغلال تحرير النصوص على موقع فيسبوك في الخداعلوسي وكريس ليسا حالة فريدة، فهما من بين عدد متزايد من الضحايا الذين يُستهدفون على فيسبوك.
فوفقاً لمركز الإبلاغ عن الاحتيال "أكشن فرود"، تضاعف عدد من يشكون تعرضهم للاحتيال على سوق فيسبوك أربع مرات في السنوات الأربع الماضية.
ففي عام 2019، كان هناك 4,923 بلاغاً، قبل أن يقفز الرقم إلى 20,735 العام الماضي.
ويقول المركز إن الجميع ليسوا في مأمن من الوقوع ضحية هذا النوع من الخداع، وسلط المركز الضوء على عدد من التكتيكات التي ينبغي النظر فيها:
قد يتظاهر المجرمون بأنهم شخصيات مهمة أو ينتمون إلى منظمة معروفة لا ينبغي الوثوق بمن يحاول استعجالك لاتخاذ قرار غالباً ما يستخدم المحتالون طرقاً عاطفية تدفعك لاتباع قلبك بدلاً من عقلك الخوف من ضياع صفقة جيدة قد يُستخدم ضدك هل هناك من يحاول كسب ثقتك بإظهار اهتمام خاص بك أو بعائلتك أو بظروفك؟ "لا أعرف كيف ينامون الليل!"هذه التكتيكات مألوفة جداً بالنسبة إلى إيما كيلبي، التي سبق أن استُهدفت أيضاً من المحتالين الذين استخدموا اسم شركتها كواجهة لمعرض حرفي مزيف.
وتقول إيما، التي تدير مع زوجها آندي شركة "نوتي نيتس أند كرييتف كرافتس" في مدينة لوبورو بمقاطعة ليسيسترشاير: "لقد وثق الناس بنا كشركة".
الزوجان معروفان جيداً لقاعدة عملائهما المخلصين.
وقد أبلغت عميلة عن إعلان لمعرض باسم الشركة، ولأنه لم يُنشر بواسطة آندي أو إيما، فقد جعلها تتشكك في أنه نوع من الاحتيال.
كان الإعلان يطلب 40 جنيهاً إسترلينياً لكل قاعة عرض داخلية أو خارجية، وهو ما نبه إيما لوجود أمر ما، وقالت: "ليس لدينا أي مساحة خارجية في المتجر".
وأضافت: "قمت بالنقر فوق الملف الشخصي، ولم يكن لديهم أي أصدقاء، ويمكنك معرفة أن الصورة مزيفة".
ولحسن الحظ أنهما تصرفا بسرعة كبيرة، فلم يخسر أحد أي أموال، لكن كان لذلك أثر طويل الأمد على إيما.
وقالت: "لقد جعلنا ذلك نشعر بالضعف الشديد، فقد كان من الممكن أن يلحق ذلك ضرراً كبيراً بعملنا. لا أعرف كيف ينامون ليلاً".
يقول نيك ستابلتون، أحد مقدمي برنامج "سكام إنترسيبتورز"على قناة بي بي سي، والمعني بالاحتيال عبر الانترنت، إن فيسبوك "يعج" بالمحتالين.
ومع ذلك، قدم بعض النصائح البسيطة التي تساعد في تجنب الوقوع كضحية لهؤلاء المجرمين، قائلاً: "تصرف على الإنترنت كما تفعل في الحياة الواقعية! افترض أنك تتعامل مع من لا تعرفه، وبالتالي افترض أنه غير جدير بالثقة إلى أن يثبت العكس".
وأضاف: "فيسبوك ماركت هو مُلحق إضافي بموقع التواصل الاجتماعي. ويتعين عليك التعامل معه كالإعلانات المبوّبة في الصحيفة، فليس لديك أي فكرة عمن قام بوضع هذا الإعلان".
وقالت شركة "ميتا"، التي تدير سوق فيسبوك ماركت بليس، لبي بي سي: "لا نريد أن يقع أي شخص ضحية هؤلاء المجرمين، ولهذا السبب تمتلك منصاتنا أنظمة لمنع عمليات الاحتيال".
وأضافت: "يمكن الإبلاغ عن هذا المحتوى ببضع نقرات بسيطة، ونحن نعمل مع الشرطة لدعم تحقيقاتها".
وتابعت: "لدينا فريق مدرب من المراجعين الذين يقومون بفحص هذه التقارير على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ويتحركون بسرعة لإزالة المحتوى أو الحسابات التي تنتهك إرشاداتنا".
مؤثرون في مواقع التواصل الاجتماعي يروّجون للاحتيالغوغل وفيسبوك تعرضتا لـ"عملية احتيال" كبرىضغوط واسعة على فيسبوك بشأن "استغلال بيانات المستخدمين في أغراض سياسية"