اقتصاد

طالبان تستمر في الثناء على إستتاب "الأمن"

هجوم باميان وجه ضربة قوية للسياحة الناشئة في أفغانستان

الموقع الذي كان يوجد فيه تمثال بوذا ودمرته حركة طالبان في آذار/مارس 2001، في ولاية باميان في 15 تشرين الاول (اكتوبر) 2023
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كابول: وجه الهجوم الدامي ضد سياح أسبان أثناء تسوقهم في أحد أسواق باميان على بعد نحو 180 كيلومترا من العاصمة كابول وصورهم وهم مضرجون بالدماء، ضربة قاتلة للسياحة الناشئة في أفغانستان.

ويقول البريطاني جو شيفر، مؤسس وكالة "سفارات" للسياحة البيئية، لوكالة فرانس برس بعد الهجوم الذي أودى بحياة ستة أشخاص الجمعة الماضي، بينهم ثلاثة سياح إسبان، وجرح أربعة أجانب آخرين، إن "هجوما آخر من هذا النوع وستتوقف السياحة" في أفغانستان.

والهجوم الذي نفذه مسلح واحد أو أكثر ضد مجموعة مكونة من 13 سائحا أخذتهم وكالة إسبانية إلى مقاطعة باميان الجبلية (وسط البلاد)، وهو الأول الذي يطال سياح أجانب منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.

وهو يشكل تحديا لسلطات طالبان التي تستمر في الثناء على إستتاب "الأمن" في أفغانستان منذ عودتها إلى كابول، وبدأ توافد السياح الأجانب إلى هذا البلد.

وتعد باميان، التي كانت تتميز بوجود تماثيل بوذا العملاقة التي فجرتها حركة طالبان عام 2001، وسلسلة البحيرات الفيروزية في باند أمير، الوجهة السياحية المفضلة للأجانب في البلاد.

ويضيف شيفر "ليس هناك شك في أن هذا الهجوم ترك أثرا" مضيفا "لدينا زبونان قاما بإلغاء حجزهما، وعلى الانترنت، تخلى عدد كبير من المسافرين عن القدوم إلى أفغانستان في المستقبل القريب".

وقد قامت شركة "سفارات" بالفعل "بمراجعة عملياتها" في أفغانستان. ويوضح قائلاً "سنقوم بتقليل حجم المجموعات، والتخلي عن الزيارات إلى الأماكن المعزولة، والحد من النزهات سيرًا على الأقدام في الأماكن العامة".

ويعتقد مؤسس وكالة "أنتامد بوردرز" Untamed Borders، جيمس ويلكوكس، أن "أي هجوم عنيف على السياح سيكون له تأثير".

لكن "نحن موجودون في أفغانستان منذ أكثر من 15 عاما ولم تكن هناك فترة بدون وجود جماعات مناهضة للحكومة تنشط في البلاد. هذا أمر يجب على الجميع أن يأخذوه بالاعتبار عندما يقرروا السفر إلى أفغانستان".

وتقول التايلاندية ثاي فاكبورن ثانتاداكول، مديرة وكالة السفر "أواي فيكيشن" Away Vacation، إنها "تريد إلغاء" الرحلة المقررة في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو المقبلين للعديد من مواطنيها.

وأضافت من بانكوك إن هؤلاء البوذيين التايلانديين أرادوا الذهاب إلى باميان، التي كانت ذات يوم مركزا كبيرا للنفوذ البوذي، لكن "الوضع الأمني ليس جيدا"، مؤكدة أنها "خائفة" على زبائنها.

وتابعت "سأطلب منهم رأيهم لأن السلامة هي الأولوية. إذا حدث شيء ما، فلن أتمكن من فعل أي شيء".

"تأثير سلبي"
يقول محمد رمضان نور، مؤسس وكالة السفر "ليتس بي فريند أفغانستان" "Let's be Friends أفغانستان" (LBFA)، "لقد تلقيت العديد من الأسئلة حول الأمن" في افغانستان خلال الأيام الأخيرة.

ويشير إلى أن "ما يفضله السياح في أفغانستان هو الأماكن الحيوية والتفاعلات مع السكان المحليين، ولكن لسوء الحظ، في الوقت الحالي، سوف نتجنب ذلك".

وأوضح نور إن عمليات القتل في باميان "لها بالفعل تأثير سلبي لا يمكن إنكاره، لكنني لا أعتقد أنها ستنهي" السياحة في هذا البلد.

ويتابع هذا الأفغاني الذي أنشأ شركة "أل بي أف أي" LBFA في عام 2015: "لقد واجهنا بالفعل الكثير من المشاكل في الماضي في أفغانستان، ولكن دائما ما يبحث السياح عن المغامرة".

قبل شهرين، تزلج السائح الفرنسي ديدييه غودان مع القرويين الأفغان على سفوح جبال باميان للعام الثاني على التوالي. وهو لم يكن يتخيل أبدا وقوع مثل هذه المأساة.

وقال هذا المحامي "كنا نعلم أن الخطر الإرهابي موجود في أفغانستان، لكنه بدا أقل في باميان، وهي منطقة هادئة ومرحبة".

ويضيف "إنها صدمة، لذا سنتردد (في العودة)، وسيتعين علينا متابعة تطور الاوضاع".

وفي اتصال اجرته وكالة فرانس برس في باميان، لم يرغب موظفو الاستقبال في فندق غولغولا، وهو أكبر فنادق في المدينة، التعليق على الأحداث التي هزت مدينتهم.
نقص في البنى التحتية

وتحرص حكومة طالبان - التي لا تعترف بها أي دولة في العالم - على تشجيع السياحة، بينما كانت أفغانستان، حتى قبل هذا الهجوم، وجهة لا يشجع عليها العديد من الحكومات.

وحتى لو كان هذا البلد الفقير جدا يفتقر بشدة إلى البنية التحتية، وخاصة الفنادق والطرق، فإن الجمال الاستثنائي لمناظره الطبيعية الخلابة وكرم الضيافة الأسطوري لسكانه قد اجتذب عددا متزايدا من المغامرين في الآونة الأخيرة.

وارتفع عدد السياح الأجانب بنسبة 120 بالمئة إلى ما يقرب من 5200 العام الماضي، بحسب الأرقام الرسمية.

يقول جو شيفر، من شركة "سفارات" إن "المشكلة في أفغانستان هي أننا انتقلنا من الصفر إلى سبعة آلاف سائح، بل يقول البعض ان العدد وصل الى عشرة آلاف هذا العام"، مضيفا "إنه رقم كبير جدا، وحدث بسرعة كبيرة جدا".

ويوضح قائلاً إن "العديد من منظمي الرحلات السياحية الذين بدأوا ببطء شديد وحذر شديد، باستخدام التقنيات الأمنية، نسوا أخذ الاحتياطات الأمنية قليلاً لأنهم إنشغلوا بمشاكل البنية التحتية أو النقل".

ويتوقع جو شيفر أن ترد حكومة طالبان التي اعتقلت سبعة من "المشتبه بهم" في باميان، على هذا الهجوم من خلال فرض المزيد من الإجراءات الشكلية على السياح الملزمين أساسا تسجيل اسمائهم في كل ولاية يزورونها.

ويخشى أن "هذا سيجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للسياح للقيام بجولات في هذا البلد".

وخلص "وهذا لن يمنع وقوع هجوم آخر".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اينما غزا الإسلام كان الدمار
من الشرق الأوسط -

لنتصور اي حضارة عريقة كانت في افغانستان يوم كانت بوذية....ثم انظروا اليها الآن، بعد ان احتضنت الإسلام بشدة اكثر من الغازين العرب انفسهم. لتكن افغانستان، وايران وباكستان، دليلا واضحا لكل الشعوب المسلمة الغير عربية، عن ماذا سيحصل لها ان تشدت في الحمية للإسلام، ولتحاول باستمرار احياء ثقافاتها القديمة قبل الغزو الإسلامي.