وسط تصدّعات نادرة وانقسامات حيال طموحات الصين الأمنية
دعوات لكبار الملوّثين لتحمّل الكلفة في مستهل قمة لجزر الهادئ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نوكي الوفا (تونغا): دعت قمة رئيسية للدول الجزرية في المحيط الهادئ افتُتحت الاثنين البلدان المتسببة بالانبعاثات الملوثة إلى تغطية الكلفة المالية لذلك، وقال ممثل جزيرة توفالو "إذا كنتم تتسببون بالتلوّث فعليكم أن تسددوا الكلفة".
انطلق منتدى جزر الهادئ في نوكي الوفا عاصمة تونغا حيث يأمل القادة بلفت الانتباه الدولي إلى مشكلة المناخ التي تزداد سوءا في المنطقة.
وقال وزير المناخ في توفالو مينا تاليا لفرانس برس على هامش القمة "نحتاج حقا لضمان مواصلة الضغط على البلدان الأكثر تسببا للتلوّث لكي تتحرّك".
وأضاف "يتعيّن طرح مسألة قيام المتسببين بالتلوّث بالدفع".
وسيضغط قادة منطقة الهادئ مجددا في وقت لاحق هذا الأسبوع من أجل إنشاء صندوق للتأقلم مع المناخ، وهي فكرة تعتمد إلى حد كبير على مساهمات مالية من الدول الأخرى.
كما سيضغطون من أجل تسريع التخلي عن النفط والغاز وغيرها من مصادر الوقود المسببة للتلوّث.
وقال تاليا "لا يمكننا التعامل مع مسألة تغيّر المناخ من دون التطرّق إلى السبب الأساسي، وهو قطاع الوقود الأحفوري".
تابع "إنها كارثة تلو الأخرى. نفقد قدرتنا على إعادة البناء وتحمّل إعصار أو فيضان آخر".
تحرج هذه المواقف أستراليا، القوة النشطة في مجال تعدين الفحم والتي تحاول متأخرة تلميع صورتها كدولة صديقة للبيئة.
تسعى أستراليا للمشاركة في استضافة مؤتمر "كوب31" للمناخ إلى جانب جيرانها في الهادئ عام 2026.
لكن سيتعيّن عليها أولا إقناع التكتل بأنها جادّة بشأن خفض الانبعاثات.
وفي خطوة نادرة من نوعها تهدف لتسليط الضوء على التهديدات المرتبطة بالمناخ التي تواجهها منطقة الهادئ، يحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القمة.
وقال غوتيريش إن "القرارات التي يتّخذها قادة العالم في السنوات المقبلة ستحدد مصير سكان جزر الهادئ أولا، ومن ثم كل ما تبقى" في العالم.
وأضاف "إذا أنقذنا الهادئ، فسننقذ العالم".
انقسام بشأن الأمن
اضطر كبار المسؤولين الأجانب للبحث عن ملاذ عندما ضرب زلزال بقوة 6,9 درجات قبالة سواحل تونغا في وقت مبكر الاثنين. لكن لم تسجّل أي أضرار كبيرة أو إصابات ولم يصدر أي تحذير من تسونامي.
انطلقت القمة في وقت سابق بفقرات غناء ورقص لطلاب مدارس بزي تقليدي.
ولكن خلف الود الظاهري، تنشأ تصدّعات نادرة من نوعها ضمن التكتل الذي يضم 18 عضوا، إذ تسود انقسامات حيال طموحات الصين الأمنية في المنطقة.
وقال أمين عام المنتدى بارون واكا، الرئيس السابق لناورو، "نجتمع في فترة مفصلية في تاريخ منطقتنا.. نحن في قلب المصالح الجيوسياسية العالمية".
وبدت المصالح الصينية خصوصا جلية قبل إلقاء واكا كلمته الافتتاحية بوقت طويل إذ وضعت لافتات كبيرة كتب عليها "مساعدة صينية" خارج مقر انعقاد المؤتمر الذي قدمته بكين هدية بقيمة 25 مليون دولار.
في الأثناء، أرسلت الولايات المتحدة مساعد وزير الخارجية كورت كامبل على رأس وفدها إلى المنتدى.
وكان كامبل من بين أبرز الشخصيات خلف المساعي التي قادتها واشنطن للحد من طموحات الصين في الهادئ.
وحذّر واكا الذي سبق وعبّر عن عدم رضاه عن المنافسة المتصاعدة بين بكين وواشنطن "علينا البقاء متأهبين حيال القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي".
أزمة كاليدونيا الجديدة
تعد أزمة منطقة كاليدونيا الجديدة الفرنسية التحدي الأمني الآخر الذي يواجه قادة منطقة الهادئ وتم التطرّق إليها في اليوم الأول للقمّة.
وقال رئيس وزراء تونغا سياوسي سوفاليني "علينا الوصول إلى توافق بشأن رؤيتنا المرتبطة بمنطقة تنعم بالسلام والأمن".
وأضاف "علينا احترام رؤية أجدادنا في ما يتعلّق بحق تقرير المصير، بما في ذلك في كاليدونيا الجديدة".
ويخشى معظم سكان كاليدونيا الجديدة من شعب الكاناك الميلانيزي من أن تؤدي إصلاحات في نظام التصويت طرحتها فرنسا مؤخرا إلى تقويض حلمهم بالاستقلال.
تتردد أصداء هذه القضية على نطاق واسع ضمن تكتل الهادئ الذي يضم مستعمرات سابقة باتت تفتخر بشكل كبير بسيادتها التي نالتها بصعوبة.
وبينما لم تذكر مسألة التعدين في عمق البحر الجدلية على أي جدول أعمال رسمي، إلا أنها ستُطرح على الأرجح للنقاش خلف أبواب مغلقة.
وتونغا المستضيفة للمنتدى في مقدمة الدول الساعية لفتح القطاع الناشئ إلى جانب ناورو وجزر كوك.
لكن دولا أخرى مثل ساوا وبالاو وفيجي ترى فيه كارثة بيئية وتدعم بالكامل وضع حد له على الصعيد الدولي.