اقتصاد

"آيفون Air" وسؤال المليون: حين تعجز عن هزيمة خصومك بالذكاء فهل تهزمهم بالنحافة؟

إحدى الحاضرات تلتقط صورة ذاتية مع آيفون 17، في لحظة تجسد سحر أبل الذي لا يزال قوياً، وغير مدركٍ ربما للأسئلة التي تحوم حول مستقبل صانعه التكنولوجي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: في خطوة تكشف عن استراتيجيتها الدفاعية أكثر مما تظهر قوتها الهجومية، عادت شركة أبل إلى دفتر قواعدها القديم: التصميم. يوم الثلاثاء، وفي محاولة يائسة لبناء زخم في سوق أصابه الفتور، كشفت الشركة عن "آيفون Air" فائق النحافة، وهو أكبر تغيير جمالي على هاتفها الأيقوني منذ سنوات. لكن هذا الرهان على النحافة يأتي في وقت حرج، حيث يعاني عملاق التكنولوجيا من تداعيات الحرب التجارية ويتعثر بشكل واضح في سباق الذكاء الاصطناعي الحاسم.

"إنها القفزة الأكبر على الإطلاق لآيفون"، هكذا وصفها تيم كوك بحماس مدروس. الهاتف الجديد، بسمك 5.6 ملم وكاميرا واحدة، هو محاولة لاستنساخ نجاح استراتيجية "Air" التي أنعشت من قبل مبيعات "ماك بوك" و"آيباد". ففي ظل تباطؤ المستهلكين عن تحديث أجهزتهم، ومع تقدم منافسين مثل هواوي بهواتف قابلة للطي، تأمل أبل أن يلهم التصميم الجديد وحده المستهلكين لدفع 999 دولارًا.

لكن المفارقة تكمن في أن هذا التركيز على الشكل الخارجي يأتي على حساب المضمون الذي يترقبه المستثمرون. فبينما تم تثبيت أسعار طرازات "آيفون 17" لتجنب المزيد من الصدمات في ظل التعريفات الجمركية التي كلفت الشركة أكثر من مليار دولار، كان الصمت مدويًا فيما يخص الذكاء الاصطناعي. فبعد أكثر من عام على دخولها الحلبة، لا تزال استراتيجية أبل للذكاء الاصطناعي متعثرة، مع تأجيل تحديث المساعد الصوتي "سيري" واستمرار نزيف المواهب البحثية.

ورغم أن الشركة أكدت أن شريحة "A19" الجديدة ستعزز قدرات الذكاء الاصطناعي على أجهزتها، وأن سماعات "AirPods Pro 3" ستقدم ترجمة فورية، إلا أن هذه الإعلانات لم تكن كافية لطمأنة السوق. رد فعل وول ستريت كان فوريًا وحاسمًا: انخفاض أسهم الشركة بنحو 1.5%.

هذا التباين بين ضجيج حفل الإطلاق وهمس أرقام البورصة يحكي القصة الكاملة: قصة شركة تراهن على أن ذاكرة المستهلكين لابتكاراتها الماضية ستكون أقوى من قلقهم بشأن مستقبلها في عالم تحدده الخوارزميات والذكاء التوليدي، لا سمك الأجهزة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف