صفقة القرن الرقمية لدونالد ترامب والولايات المتحدة
أميركا تشتري تيك توك وتقلص نفوذ "التنين" مقابل 14 مليار دولار (فيديو)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من واشنطن: نجحت الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب في إبرام صفقة القرن الرقمية، بشراء تطبيق تيك توك الصيني مقابل 14 مليار دولار، وبموجب الصفقة يستحوذ الأميركيون على 80%، بينما ستحافظ شركة بايت دانس الصينية على 20%.
مصادر أميركية قالت إن ترامب أبرم صفقة تاريخية ناجحة، وتعد انتصاراً له ولبلاده، خاصة أن أميركا سوف تتمكن من السيطرة على المحتوى الرائج بقوة في أميركا، ومن ثم تحييد النفوذ الصيني، في ظل وجود ما يقرب من 200 مليون أميركي يستخدمون تيك توك.
الولايات المتحدة تشتري أصول تيك توك مقابل 14 مليار دولار. سيحصل المستثمرون الأمريكيون على 80%، بينما ستحافظ شركة بايت دانس الصينية على 20%.
الصفقة رخيصة جدًا بالنسبة للولايات المتحدة، ويمكن اعتبارها انتصارًا حقيقيًا لدونالد ترامب، وبهذه الخطوة يمكن السيطرة على المحتوى الرائج في… pic.twitter.com/0t0NbU883l
مراقبون اعتبروا الصفقة بمثابة نقطة تحول كبرى في العلاقة بين التكنولوجيا والسياسة، بعد أن وقع ترامب أمراً تنفيذياً يسمح لتطبيق "تيك توك" بمواصلة عمله في السوق الأميركية، لكن تحت إدارة أميركية كاملة.
القرار، الذي ارتبط بصفقة استثمارية ضخمة تصل قيمتها إلى نحو 14 مليار دولار، لم يكن مجرد تسوية تجارية، بل جاء ليعكس حجم المخاوف الأميركية من النفوذ الصيني المتصاعد في الفضاء الرقمي، ورغبة واشنطن في إعادة السيطرة على واحدة من أكثر المنصات تأثيراً بين الشباب.
خلفية الأزمة.. أمن البيانات في قلب الصراع
منذ ظهور الجدل حول "تيك توك"، ظل ملف حماية البيانات هو العنوان الأبرز للنزاع الأمريكي الصيني فقد أبدت واشنطن مراراً تخوفها من احتمال وصول الحكومة الصينية إلى معلومات المستخدمين الأميركيين من خلال الشركة الأم "بايت دانس".
ويرى خبراء أمن المعلومات أن هذا التخوف لم يكن محض افتراض سياسي، بل انعكاساً حقيقياً لصراع أوسع يتعلق بالسيطرة على الفضاء السيبراني العالمي.
ولعل هذا ما دفع الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن إلى إصدار تشريعات تلزم "بايت دانس" ببيع أصول "تيك توك" لشركات أميركية، أو مواجهة حظر شامل للتطبيق، وفقاً لتقرير موقع "صدى البلد" الجمعة.
ترامب: صفقة تحمي البيانات
الرئيس ترامب، الذي تبنى خطاباً صارماً تجاه الصين، بدا أكثر مرونة هذه المرة، إذ أعلن أن الاتفاق الجديد يضمن بقاء "تيك توك" في السوق الأميركية مع حماية خصوصية بيانات المواطنين. وقال ترامب خلال إحاطة بالمكتب البيضاوي: "كان هدفنا أن نحافظ على التطبيق وألا نعرض بيانات الأميركيين لأي تهديد خارجي. تحدثت مع الرئيس الصيني شي جين بينغ حول الأمر، وقد وافق على الصفقة المقترحة"، في إشارة إلى وجود تفاهمات على أعلى مستوى بين واشنطن وبكين.
مستثمرون كبار في قلب الصفقة
الصفقة لم تتوقف عند حد الموافقة السياسية، بل شهدت دخول مستثمرين من العيار الثقيل مثل مايكل ديل وروبرت مردوخ، إلى جانب مجموعة من كبار رجال الأعمال الأمريكيين، وهذا الانخراط، بحسب المراقبين، لم يأت من فراغ، فهو يمنح الاتفاق مصداقية اقتصادية وإعلامية، ويطمئن الأسواق والمستخدمين على مستقبل التطبيق. كما أنه يضع "تيك توك" في موقع أقوى لمنافسة المنصات الأخرى مثل "إنستغرام" و"يوتيوب شورتس".
منصة جماهيرية أكبر من الترفيه
مع أكثر من 170 مليون مستخدم أمريكي، أصبح "تيك توك" أكثر من مجرد تطبيق لمقاطع الفيديو القصيرة. فقد تحوّل إلى منصة مؤثرة في تشكيل الرأي العام وصياغة النقاشات المجتمعية، بل وحتى في الحملات السياسية.
ترامب نفسه لم يتردد في الاعتراف بدور "تيك توك" في تعزيز تواصله مع الجمهور خلال حملاته الانتخابية الأخيرة، حيث يتابع حسابه الشخصي أكثر من 15 مليون مستخدم. كما أطلق البيت الأبيض مؤخراً حساباً رسمياً على المنصة، في خطوة تعكس إدراك الإدارة الأميركية لأهمية "تيك توك" كأداة اتصال مباشر مع الشباب.
ورغم الأجواء الإيجابية التي صاحبت توقيع الاتفاق في أميركا، يظل السؤال الأهم.. هل يكفي نقل الملكية لضمان الاستقلالية التقنية الكاملة؟
الخبراء يحذرون من أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد تغيير في أسماء المالكين. فالخوادم وأنظمة الحماية وطرق معالجة البيانات يجب أن تكون مستقلة تماماً عن أي نفوذ خارجي. وهذا يعني ضخ استثمارات إضافية وبناء تعاون وثيق بين الفرق الأميركية الجديدة ومطوري التطبيق الأصليين لضمان الشفافية والأمان.
التطبيقات الرقمية.. حرب سياسية واقتصادية
يمكن القول إن صفقة "تيك توك" ليست مجرد اتفاق تجاري بقيمة 14 مليار دولار، بل هي فصل جديد في الحرب الباردة الرقمية بين الولايات المتحدة والصين. إنها تعكس كيف أصبحت التطبيقات والمنصات الرقمية أدوات نفوذ سياسي واقتصادي، بقدر ما هي أدوات ترفيهية.
ومع أن القرار التنفيذي منح "تيك توك" فرصة للبقاء والتوسع، إلا أن نجاح هذه الخطوة سيُختبر في الشهور المقبلة، من خلال مدى قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة للتطبيق على تحقيق استقلالية تقنية حقيقية، وضمان أمن بيانات الملايين من المستخدمين. وبين السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا، يبقى "تيك توك" أحد أبرز وجوه الصراع العالمي على قيادة المستقبل الرقمي.
التعليقات
,,,,
malika -جيد جدا