اقتصاد

شريان حياة يربط الدلتا ومدينة الشيخ زايد

مشروع القرن.. مصر تطلق نيلاً جديداً!

مصر تطلق مشروع القرن.. نهر صناعي هو الأطول في العالم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من القاهرة: تنفذ مصر مشروع "النهر الجديد"، أحد أبرز المشروعات المائية الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الأمن المائي والزراعي في البلاد.

ويشكل المشروع شريانًا مائيًا موازيًا لنهر النيل، يربط بين الدلتا الجديدة ومدينة الشيخ زايد غرب القاهرة، بما يساهم في دعم الزراعة وتوفير مصادر مياه إضافية للمناطق المستهدفة.

ويأتي هذا المشروع في ظل استمرار الخلافات بين إثيوبيا ودول المصب حول سد النهضة، إذ لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق حول تشغيله، ما دفع القاهرة إلى اتخاذ خطوات استباقية لضمان حماية مواردها المائية. ويعتبر بناء النهر الجديد جزءا من الاستراتيجية المصرية لمواجهة أي تأثيرات محتملة للسد على حصتها من المياه.

وكانت مصر قد بدأت منذ سنوات في التعامل المبكر مع تبعات سد النهضة، من خلال زيادة تصريف المياه من السد العالي، وتنفيذ نحو 1600 منشأة للحماية من الأمطار والسيول في مختلف المحافظات، ضمن جهودها لتعزيز الأمن المائي وحماية الأراضي الزراعية والممتلكات العامة.

بالإضافة إلى مشروعات تبطين وتوسيع الترع، وتقوية القناطر والحواجز المائية مثل قناطر الدلتا وأسيوط الجديدة، مع تجديد وصيانة السد العالي بشكل دوري، وتنفيذ مشروع النهر الصناعي في الصحراء الغربية، وأخيرًا الاستفادة من مفيض توشكى كمخرج طبيعي آمن للتعامل مع أي زيادة مفاجئة في المياه.

تنمية زراعية وعمرانية متكاملة
يشكل مشروع "النهر الجديد" ركيزة أساسية في استراتيجية مصر لتعزيز الأمن المائي والزراعي، حيث يعتمد على نقل المياه المعالجة من محطات كبرى مثل بحر البقر والمحسمة عبر مسار هندسي يمتد لأكثر من 170 كيلومترًا، لتغذية مناطق التوسع الزراعي في الدلتا الجديدة وشرق العوينات، وصولاً إلى التجمعات العمرانية الحديثة في الشيخ زايد و6 أكتوبر.

ويعد المشروع أكثر من مجرد قناة مائية، فهو مبادرة متكاملة لإعادة توزيع التنمية الزراعية والعمرانية، إذ يشمل إنشاء محطات رفع ضخمة وشبكات ري حديثة تعتمد على تكنولوجيا التحكم الذكي لتقليل الفاقد وضمان استدامة الإمدادات المائية على مدار العام، بما يمكّن من زراعة نحو 2.8 مليون فدان إضافية ضمن الرقعة الزراعية لمصر.

خلق واقع مائي جديد
وتسعى القاهرة من خلال هذا المشروع إلى خلق واقع مائي جديد يقلل تبعية البلاد للمصادر الخارجية ويعزز التنمية المستدامة. وبينما يرى مؤيدو المشروع أنه خطوة ضرورية للأمن القومي، يحذر آخرون من أن نجاحه مشروط بتطبيق صارم لسياسات إدارة المياه والشفافية في تمويله وتشغيله، لضمان استمرارية المشروع وتحقيق أهدافه الاستراتيجية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف